مفتي عام السعودية: القنوات الفضائية والإنترنت يسرت الدعوة إلى الله ومواجهة الاستغلال السيئ لهذه الوسائل تكون بالتحذير منها

TT

الرياض ـ واس: حث الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء، الداعية على أن يكون حكيما في دعوته مرتبا للاولويات في كل مكان بحسبه، فمن كان في ديار الشرك والكفر فليكن أول ما يدعو اليه التوحيد ثم اركان الاسلام العظام ثم ما بعدها ومن كان في دار اسلام أهلها مقصرون في جانب فليبدأ به ويوضحه لهم ثم ينطلق الى غيره وهكذا.

وقال «من الناس من تنفع معه الكلمة الحسنة والثناء الطيب والاسلوب الجميل فينقاد ويسلم، ومنهم من يحتاج الى الوعظ والتذكير والزجر، ومنهم من لا بد من مجادلته بعلم وقرع الحجة بالحجة، فينبغي للداعية ان يراعي ذلك. يقول الله عز وجل «أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن»، وبكل حال فعلى الداعية أن يكون لينا رفيقا بالناس مشفقا عليهم من عذاب الله ويتمثل الاخلاق الحسنة ليكون قدوة صالحة في ما يدعو اليه».

جاء ذلك في حديث أدلى به الشيخ عبد العزيز للجنة العلاقات العامة والاعلام الخاصة بالمعرض الثالث لوسائل الدعوة الى الله الذي تنظمه الوزارة تحت رعاية الامير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، ويفتتح يوم الاربعاء القادم في مركز معارض الرياض بمدينة الرياض.

وأكد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها الاول على يد الامام محمد بن سعود (رحمه الله) الذي ناصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله) في دعوته الى التوحيد منذ ذلك الحين وهي دولة دعوة، فهي دولة قامت على الدعوة الى الله وجعلت أكبر همومها نشر دين الله في أنحاء المعمورة استجابة لامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وشكر الله على نعمته عليهم. يقول الله تعالى «الذين ان مكناهم في الارض أقاموا الصلاة واتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور».

وقال ان الله سبحانه وتعالى فضل امة الاسلام وميزها عن سائر الامم بمزايا وخصائص لم تكن لامة قبلنا، فنحن امة الشهادة نشهد لرسل الله بأنهم بلغوا رسالات ربهم ونشهد على الامم بأن حجة الله قد قامت عليهم.

واكد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ أن هذه الامة امة دعوة، فكل من عرف الحق وعمل به كان عليه أن يبلغ هذا النور الى غيره. يقول الله عز وجل «والعصر ان الانسان لفى خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر».

وفي رده على سؤال عما اذا يتوجب على الداعية الى الله عند دعوته الى الناس، قال: «اول واجب على الداعية الى الله هو الاخلاص لله في دعوته فتكون دعوته خالصة لوجه الله لا يريد بها رياء ولا سمعة ولا جاها ولا مالا ولا محمدة الناس ولا التصدر في المجالس ولا شيء من اغراض الدنيا الدنية. يقول الله تعالى «من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون».

وثانيا: يجب ان تكون دعوته الى سبيل الله لا الى نفسه ولا الى فلان او فلان ولا الى جماعة ونحوه بل يكون قصده من دعوته تبصير الناس وبيان الحق لهم واخراجهم من الظلمات الى النور. وثالثا: يجب الا يتصدى للدعوة الا من هو عالم بما يدعو اليه، عالم بحال المدعوين وماذا يصلحهم والا كان افساده اكثر من اصلاحه والدليل على هذه المسألة والتي قبلها قوله تعالى: «قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين».

واستطرد يقول فالدعوة تكون الى الله سبحانه وعلى بصيرة وعلم خالية من الشرك قليله وكثيره، خالصة لوجه الله تعالى، ومما يدل على ضرورة علم الداعية بحال المدعوين حديث ابن عباس رضي الله عنهما في قصة بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا الى اليمن وفيه «انك تأتي قوما اهل كتاب... الخ. فأعلمه بحالهم ودله على ما يصلحهم ليكون مستعدا لهم».

وبين ان وسائط الاتصال الحديثة من قنوات فضائية وانترنت اتاحت فرصا عظيمة امام الدعاة الى الله ويسرت السبل لوصول الدعوة الى الله الى الخلق اينما وجدوا واصبح الامر متعلقا بالدعاة والمؤسسات الدعوية توظيف هذه الوسائل في خدمة الاسلام بصفة عامة وخدمة الدعوة الاسلامية على وجه الخصوص والدفاع عن الاسلام وقضايا المسلمين.

وقال «ان الوسائل الحديثة سواء كانت وسائل اعلام او اتصال ونحوها كلها يجب على المسلمين ان يشاركوا فيها بقوة وينشروا الحق الذي معهم، فان الدين الذي نحمله نور لا تقاومه ظلمات الشرك والشبهات والشهوات، فنور الحق يحرق ظلمات الباطل لذا كان لزاما علينا ان نستفيد من كل ما يستجد من هذه الوسائل التي يسخرها الله لعباده. واوضح ان المشاركة تكون بانشاء المواقع من جهة او دعم وتشجيع المواقع القائمة من جهة اخرى وايضا الرد على ما ينشر من باطل في مواقع اهل الباطل وبيان الحق للناس اقامة لحجة الله على عباده واعذارا الى الله سبحانه.

واجاب المفتي العام للمملكة عن سؤال حول الوسائل الحديثة من قنوات فضائية والانترنت التي تستغل من جانب اعداء الله في التأثير على افراد المجتمع المسلم من بنين وبنات كيف يمكن للدعاة الى الله مواجهة تلك الوسائل اذا استغلت هذا الاستغلال السيئ في التأثير على ابناء المجتمع المسلم، اجاب قائلا تواجه بالتحذير منها وبيان مخاطرها ومضارها للناس وبث الوعي الشرعي الديني في نفوس المجتمع الاسلامي وتحصينه ضد هذه التيارات التي هي في الحقيقة حرب على الاسلام واهله.