رئيس جمعية مسلمي اليابان : الحكومة وفرت لنا مناخا وأحداث سبتمبر أثرت علينا سلبا

TT

الدكتور خالد هيجوتشي رئيس جمعية مسلمي اليابان يعمل جاهدا على شرح موقف الاسلام من الارهاب الذي الصق بالاسلام نتيجة لاحداث سبتمبر (ايلول) الماضي. ومن الملاحظات التي يشير اليها زيادة عدد المعتنقين للاسلام في اليابان بعد هذه الاحداث، التي جعلت اليابانيين يسعوا الى التعرف على حقيقة الاسلام.

والتقت «الشرق الأوسط» بالدكتور هيجوتشي على هامش المؤتمر الاسلامي الدولي الرابع عشر الذي انهى اعماله في القاهرة اخيرا.

* ما الدور الذي تقوم به جمعية مسلمي اليابان لخدمة الاسلام والمسلمين هناك؟

ـ تعتمد رسالة الجمعية على مخاطبة المثقفين بالمجتمع الياباني لتوضيح الصورة الصحيحة للإسلام وعدم نسب افعال قلة من المسلمين الى الاسلام كدين عالمي يدعو الى الخير والسلام، وفي الفترة الاخيرة وجدنا اعدادا كبيرة من اليابانيين يعتنقون الاسلام للزوجات من المسلمات وبدورنا نقوم بتبصيرهم بسماحة الاسلام ويدخلونه بقناعة تامة.

* هل هناك احصائيات عن عدد المسلمين في اليابان؟

ـ يقدر عدد المسلمين في اليابان بحوالي 7000 نسمة منهم مائة الف من اصل ياباني. وتجدر الاشارة الى ان هذه الاحصائيات لا ترتكز على ارقام علمية أو عملية مسح حقيقية وإنما هي تقديرات تقريبية نشرت منذ اكثر من عامين لكن هناك بعض التقديرات التي تؤكد ان عدد المسلمين يزيد كثيرا عن هذا الرقم نظرا للاقبال الهائل على اعتناق الاسلام في اليابان وانتشار المسلمين في كل انحاء اليابان.

* هل توجد مشاكل تواجه المسلمين في اليابان خاصة العاملين في حقل الدعوة الاسلامية وكيف تتغلبون عليها؟

ـ الحمد لله لا توجد لدينا مشاكل والمسلمون في اليابان هم في احسن وضع بالنسبة لمسلمين اخرين يعيشون في الغرب لان الحكومة اليابانية تعترف بحقوق الاقليات وتسمح لها بممارسة شعائرها الدينية في مناخ حر، ايضا تسمح لهم ببناء المساجد والمدارس الاسلامية، ونحن بالطبع جزء من المجتمع الياباني وملتزمون بقوانين الدولة وندافع عن ديننا ونسعى للتعريف بالاسلام لكن التحدي الاساسي الذي يواجهنا هو نقص عدد الدعاة المؤهلين للدعوة الاسلامية في اليابان.

* هل فكرتم بوضع خطة معينة لحل هذه القضية؟

ـ نعم نحن درسنا القضية ووجدنا ان الحل لا يكون الا من خلال اعداد دعاة وعلماء من ابناء مسلمي اليابان انفسهم لانهم اقدر الناس على تفهم واقعهم وثقافة مجتمعهم وعلاج مشكلاتهم وبدأنا بالفعل في تنفيذ خطة لانشاء معاهد لاعداد الدعاة.

* وماذا عن البعثات والوفود التي ترسلها الدول العربية والاسلامية الى اليابان لنشر الدعوة الاسلامية في اليابان خاصة في شهر رمضان؟

ـ هي عادة طيبة لكن أرى انها كثيرا ما تتسبب في مشكلات تفوق ما تحمله من خير فكثيرا من الاحيان يكون اعضاؤها غير مؤهلين جيدا للدعوة في اليابان وربما لا يجيدون اللغة اليابانية ولا يعرفون ثقافة المجتمع الياباني كما انه تغيب عنهم في احيان كثيرة قائمة القضايا والمشكلات التي يجب ان تناقش في اليابان لذلك فهم غالبا لا يتوجهون بدعوتهم الا الى المسلمين الذين يتحدثون العربية لكن نحن في حاجة الى بناء مؤسسات اسلامية وتزويدها بالكتب المترجمة التي تشرح حقائق الاسلام والتاريخ الاسلامي .

* لا شك ان احداث سبتمبر الماضي كان لها اثر سلبي على وضع الاقليات الاسلامية في الغرب، ايضا كان من نتائجها تشويه صورة الاسلام والمسلمين، ماذا كان رد الفعل في اليابان؟

ـ بعد ان نقلت القنوات التلفزيونية صور الدمار الذي لحق بالمؤسسات الاميركية نتيجة للهجوم الارهابي عليها كان الانطباع عن الاسلام انه دين يأمر اتباعه بالقتل وسفك الدماء والارهاب وبالطبع كان تأثير ذلك علينا سلبيا لكن كان هناك رد فعل اخر هو أن هذه الاحداث جعلت غير المسلمين يقرأون عن الاسلام ويتعرفون على حقيقة هذا الدين وكانت النتيجة زيادة في عدد المعتنقين للاسلام باليابان.

* كيف يمكن تصحيح صورة الاسلام في الغرب وفي بلادكم لازالة المناخ العدائي الذي تعاني منه الاقليات الاسلامية هناك؟

ـ المجتمعات الاسلامية في حاجة الى تحليل أوضاعها في ضوء ما يشهده عالم اليوم من تطورات غير مسبوقة في شتى المجالات على ان يكون الهدف من هذا التحليل هو كيف يمكن للمسلم المعاصر ان يكون محلا للقبول والتقدير في المجتمع الذي يحيا فيه لذا يتعين على المسلمين ان ينظموا حوارات مع المجتمعات غير الاسلامية وقبل كل هذا لا بد ان يتمسك المسلمون بدينهم عن طريق افعالهم وليس بأقوالهم فقط لان العبرة الحقيقية بالافعال وليس بالاقوال فقط ولا بد ان تكون حياة المسلم مثالا يدل على حقيقة الاسلام امام غير المسلمين.

* هل استطاعت المؤسسات الاسلامية في اليابان العمل على تحسين صورة الاسلام المشوهة؟

ـ هذه المؤسسات تعمل ليل نهار في التأكيد على ابراز وجه الاسلام السمح وقيمه العالية في التعامل والتسامح مع اهل الاديان الاخرى والشعب الياباني بمن فيهم زعماء الاديان في حرص شديد لمعرفة حقيقة الاسلام وسيعقد خلال شهر اغسطس المقبل مؤتمر عالمي للاديان في اليابان وسيدعى اليه المتخصصون في الدول الاسلامية لاجراء حوار بين الاسلام والاديان الاخرى في اليابان.

كلام صورة:

ـ د. خالد هجوتشي رئيس جمعية مسلمي اليابان (خاص بـ«الشرق الأوسط»)