رئيس مؤسسة التضامن الإسلامي في النيجر: تكثيف الجهود لمحاصرة حملات التنصير في أفريقيا

TT

الشيخ ابراهيم شعيب رئيس مؤسسة الوحدة والتضامن الاسلامية في النيجر من دعاة التضامن الاسلامي وله جهود مقدرة في الدعوة ببلادها. كما انه من دعاة تكشف الجهود لمحاصرة حملات التبشير والتنصير في افريقيا. وقد حضر الى القاهرة للمشاركة في اعمال المؤتمر الاسلامي الذي نظمه المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية في مصر اخيرا. «الشرق الاوسط» التقت الشيخ شعيب في حديث عن جهود الدعوة الاسلامية في النيجر في مواجهة حملات التبشير والتنصير في افريقيا.

* ماذا عن أحوال المسلمين في النيجر؟

ـ بلادنا ـ النيجر ـ من الدول الاسلامية الخالصة في القارة الافريقية، حيث كانت النيجر جزءاً من الامبراطوريات الاسلامية التي قامت في افريقيا مثل امبراطورية «برنو» و«كانم» ومنذ تعرف سكان النيجر على الاسلام عام 600 هجرية أصبح الاسلام دين غالبية السكان كما تعربت ألسنة الشعب النيجري بسبب الحرص على حفظ وتلاوة القرآن الكريم إلا ان بلادنا وقعت في براثن المستعمر الفرنسي حتى حصلنا على الاستقلال في عام 1960 وتخطو النيجر خطوات ايجابية من أجل دفع مسيرة الاسلام ونشر اللغة العربية بعد ان رفض الشعب المسلم كل محاولات التغريب.

* قررت النيجر في أواخر ابريل (نيسان) الماضي قطع علاقاتها مع اسرائيل فما هي الأسباب وراء ذلك القرار؟

ـ أقامت النيجر علاقات مع اسرائيل عام 1961 وقامت بقطعها بعد حرب 1973 وذلك استجابة لقرار دول منظمة الوحدة الافريقية بقطع العلاقات مع اسرائيل وأعدنا العلاقات مرة أخرى في عام 1996 بعد توقيع الفلسطينيين اتفاق اوسلو مع اسرائيل، ومنذ اجتياح الجيش الاسرائيلي أراضي السلطة الفلسطينية والممارسات الوحشية التي تقوم بها اسرائيل ليل نهار ضد الفلسطينيين وعدم استجابة حكومة اسرائيل لنداءات السلام واصرارها على الحرب وإيقاعها الظلم بالشعب الفلسطيني الأعزل قررت حكومة النيجر قطع علاقاتها مع اسرائيل، فقد اندلعت مظاهرات شعبية في النيجر ضد الممارسات اللاانسانية التي تمارسها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية، كما كان للجمعيات الاسلامية والنواب بالبرلمان في النيجر والطلبة دوراً ضاغطاً على الحكومة لقطع العلاقات، وهو ما تم فعلا يوم 21 ابريل الماضي، وستظل النيجر متضامنة مع الشعب الفلسطيني حتى يسترد كافة حقوقه ويقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وقد عبرنا عن موقفنا هذا في الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي ومنظمة الوحدة الافريقية خاصة ان النيجر عضو في لجنة القدس الشريف.

* هل هو مجرد تجميد للعلاقات أم قطع نهائي، وكيف استقبل شعب النيجر ذلك القرار؟

ـ كان قرارنا قطعا تاما للعلاقات وليس تجميداً أو خفضاً لمستوى العلاقات الدبلوماسية، لاننا في النيجر نشعر بالأسى والحزن لما يجري في فلسطين، وكان علينا ان نتعاون مع اخواننا ونتضامن معهم ونشد من ازرهم، لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «المؤمنون في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد اذا ما اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى»، وقوله: «من لم يهتم بأمر المسلمين ليس منهم»، وعلى كل مسلم ان يطبق هذا على نفسه لكي يظل المسلمون في عزة ونصر، وقد استقبل شعب النيجر قرار قطع العلاقات مع اسرائيل بترحاب شديد، لانه قرار شعبي استجابة للضغوط الشعبية.

* وعلى المستوى الشعبي كيف يساند شعب النيجر الفلسطينيين؟

ـ المؤسسات الاسلامية وبعض القوى السياسية والعلماء وأعضاء المعارضة يقومون بالفعل بجمع التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني ونقوم بتسليمها بعد ذلك للسفارة الفلسطينية لدى النيجر كمساهمة من شعب النيجر في الوقوف بجانب اخوانه الفلسطينيين.

* يوجد العديد من التحديات التي تواجه المسلمون في افريقيا فما هي المشكلات التي تواجه المسلمون في النيجر وما هو السبيل لمواجهة هذه المشكلات؟

ـ هناك ثلاثة تحديات تواجه كل المسلمين في افريقيا هو الجهل والفقر وسطوة المؤسسات التنصيرية والتبشيرية التي تستغل حاجة المسلمين الى المال أو الجهل بدينهم وتعمل على تنصيرهم، فمثلا عدد سكان النيجر حوالي 10 ملايين نسمة منهم 96 بالمائة مسلمون والتنصير في النيجر بدأ يأتي ثماره لان معظم الشعب فقير ويجهل الكثير عن الاسلام، وهنا تدخل المؤسسات التبشيرية والتنصيرية المدعومة من الخارج ـ أي الغرب ـ لتنتشل هؤلاء وتحولهم الى النصرانية، بالاضافة لذلك هناك بعض الفرق مثل القاديانية والبهائية وجماعة شهود يهوه بدأت تتغلغل في مجتمع النيجر، ولمواجهة هذه المشكلات لا بد من التمسك بالاسلام عقيدة وشريعة ولغة وسلوكاً، كما انني ادعو اخواني المسلمين خاصة الأثرياء ورجال الأعمال والمنظمات الاسلامية بتكثيف جهودهم ومعوناتهم الى اخوانهم في افريقيا حتى يتمكنوا من محاصرة حملات التنصير وكافة الأمور التي تعمل على زلزلة عقيدتهم.

* ما هي أهم المؤسسات الاسلامية التي تؤدي دوراً إيجابياً في نشر الثقافة الاسلامية في بلادكم؟

ـ يوجد في النيجر مجموعة من المؤسسات والمراكز الثقافية ومعاهد البحوث والمكتبات والمتاحف الاسلامية منها المركز الثقافي في العاصمة «نيامي» والمعهد الاسلامي والمركز العام للتوثيق كما يوجد العديد من المكتبات العامة والجامعية وتضم هذه المكتبات مجموعة نادرة من المخطوطات النادرة والكتب الاسلامية في مختلف العلوم الاسلامية.

* ما هو حجم التعليم الاسلامي ـ العربي في النيجر؟

ـ الحمد لله التعليم الاسلامي والعربي ينتشر في كافة أنحاء النيجر فكل مسجد به مدرسة لتحفيظ القرآن وتعليم اللغة العربية ويلقى هذا النوع من التعليم إقبالا متزايداً من أبناء النيجر كما توجد لدينا المدارس الاسلامية بمختلف مراحلها التعليمية.