السفير السعودي: مساعداتنا للبوسنة والهرسك مساجد وقروض للشعب وليس لدعم الإرهاب

TT

رد السفير السعودي على الادعاءات التي تروجها بعض الاجهزة في منطقة البلقان بتحريض خارجي والتي مفادها ان المملكة العربية السعودية لم تقم سوى بتشييد المساجد في البوسنة والهرسك، وان تلك المساجد تقوم بتفريخ الارهاب. وقال السفير فهاد عبد الله الزيد ان «المساعدات المقدمة من قبل المملكة العربية السعودية شملت جميع اوجه المساعدات الاغاثية والتنموية ولم تكن المساجد المائة والسبعون التي قامت باعادة بنائها الهيئة السعودية العليا التي يرأسها الامير سلمان بن عبد العزيز او المساجد الجديدة الاخرى التي تم بناؤها عقب توقيع اتفاقية دايتون لم تكن تمثل سوى 6% من حجم المساعدات الكبيرة التي قدمتها المملكة العربية السعودية للشعب البوسني».

ونفى ان تكون المساعدات السعودية للبوسنة ادت الى اي شكل من اشكال الارهاب الذي يرفضه الشعب السعودي وقيادته السياسية.

وقال في حوار مع «الشرق الاوسط»: وصل اجمالي التبرعات النقدية وقيمة التبرعات العينية التي قدمتها المملكة العربية السعودية للشعب البوسني عن طريق الهيئة السعودية العليا وحكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في وزارة المالية والاقتصاد الوطني والاجهزة الاخرى والمؤسسات الخيرية العامة والخاصة مليارين ومائة وثلاثة ملايين وثمانمائة وتسعة وستين الفا وواحدا وعشرين ريالا وذلك حتى يوليو من عام 2000 فقط. وقال السفير السعودي بلغة الارقام: «حجم التبرعات التي قدمت لمسلمي البوسنة والهرسك عن طريق الهيئة السعودية العليا الى ذلك التاريخ بلغت 1675303727 ريالا سعوديا منها 1429518081 ريالا سعوديا تبرعات نقدية و245785646 ريالا سعوديا القيمة النقدية للتبرعات العينية كما بلغت جملة التبرعات النقدية التي قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين عن طريق وزارة المالية والاقتصاد الوطني والاجهزة الاخرى في السعودية والهيئات والمؤسسات الخيرية العامة والخاصة 428565294 ريالا سعوديا».

وقال: «ان حجم التبرعات التي جمعت في حملات خادم الحرمين بلغت لوحدها 127500000 ريال سعودي بالاضافة للتبرعات النقدية والعينية المقدمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين والتي بلغت 327500000 ريال سعودي كما تم تقديم 281250000 ريال سعودي عن طريق الصندوق السعودي للتنمية منها 75 مليون ريال منحة والباقي قرض من السعودية».

وتابع: «كمية التبرعات العينية التي قدمت الى البوسنة والهرسك من السعودية بلغت 73812 طنا وارسلت السعودية للبوسنة كميات كبيرة من القمح والدقيق والتمور والبقوليات والارز والسكر والمعلبات والمعكرونة والالبان وزيت الطعام وادوية وملابس ومصاحف وخيام وبطانيات وسيارات ومواد اخرى مختلفة».

وعن المساعدات الصحية قال السفير: «تضمن برنامج الرعاية الصحية انشاء مركز لغسيل الكلى بسراييفو وشراء ادوية ومستلزمات ومعدات طبية تم توزيعها على المستشفيات ونظمت السعودية برنامج كفالة الاطباء البوسنيين والممرضين وقدمت سيارات الاسعاف لنقل الجرحى واسعاف المصابين ومساعدة المرضى على الذهاب الى المستشفى ونقل عدد كبير من الجرحى البوسنيين للعلاج بالسعودية».

وعن كفالة الايتام قال السفير السعودي: «هناك اكثر من 10 آلاف يتيم بوسني مكفولون من قبل هيئات سعودية، اضافة للنشاطات الموسمية كتوزيع لحوم الاضاحي واستقبال ضيوف بوسنيين على نفقة خادم الحرمين الشريفين وذلك منذ ما يزيد عن 7 سنوات».

وعن المشاريع التنموية التي اقامتها السعودية في البوسنة قال: «ساهمت السعودية بمبلغ 3 ملايين مارك الماني في مشروع سكك الحديد في البوسنة وذلك كهبة وليس كقرض وساهمت في اعادة مد الاحياء السكنية بالماء والكهرباء والغاز ووفرت الماء للعطشى اثناء الحرب من خلال توفيره عن طريق الصهاريج وقبلها كان الناس يتساقطون بالعشرات امام مصادر المياه التي كانت مكشوفة وفي مرمى القناصة والمدفعية الصربية». وتابع: «وفرت السعودية المشاتل والبذور الزراعية للفلاحين البوسنيين لتوطين الغذاء زمن الحصار وقدمت مساعدات نفطية للبوسنيين».

وعدد السفير السعودي بعض المشاريع التي نفذتها السعودية في البوسنة فقال: «برنامج دعم حكومة البوسنة والهرسك وكلف 842262730 ريالا سعوديا، ومشروع تأمين المواد الغذائية وكلف 393563696 ريالا، وبرنامج المساعدات العاجلة وكلف 22873924 ريالا وبرنامج سلة الغذاء وكلف 39373960 وبرنامج خدمة المهجرين وكلف 22547421 ريالا وبرنامج الرعاية الصحية وكلف 23523131 ريالا وبرنامج المساعدات الاجتماعية وكلف 23523920 ريالا وبرنامج كفالة الايتام وكلف 50867250 ريالا وبرنامج المساعدات الموسمية وكلف 4813824 ريالا وبرنامج المساعدات التنموية والحيوية المختلفة وكلف 11130784 ريالا وبرنامج التدفئة وكلف 15286637 ريالا».

وحول تفاصيل المساعدات التي قدمها البنك السعودي للتنمية للبوسنة والهرسك على شكل قروض ميسرة او هبات قال السفير السعودي: «ما قدمته السعودية للبوسنة عن طريق البنك السعودي للتنمية يتجاوز السبعين مليون دولار منها 20 مليون دولار لبناء 2330 وحدة سكنية و5.36 دولار لاعادة ترميم واعمار كليتي الفلسفة وثانوية ادارة الاعمال واثنتي عشرة مدرسة ثانوية وابتدائية و6.53 مليون دولار لاصلاح نظام مياه الشرب في ثلاث مدن بوسنية في شرق وشمال البوسنة ووسطها وهي مدن بوجيم ومقلاي وجوراجدة ومليون دولار لدعم قطاع تنمية الثروة الحيوانية بعد الحرب وتم من خلال ذلك المشروع استيراد 860 بقرة ملقحة وتوزيعها على صغار المزارعين و400 ألف دولار لتأهيل مصنع اولمب للملابس الجاهزة ومليونا دولار لتطوير شركة الادوية البوسنية بوسنا ليك و7.20 مليون دولار لتأهيل المركز الطبي بسراييفو بالاضافة لتوفير بعض المعدات الطبية و1.01 مليون دولار لاصلاح عدد من المساكن في منطقة بريتشكو على نهر درينا بالشمال البوسني ويهدف المشروع الى اعادة تأهيل 65 بيتا في بريتشكو و35 بيتا في سانسكي موست بشمال البوسنة و1.5 مليون مارك لاصلاح سكك الحديد و5 ملايين دولار لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة».

وتطرق السفير السعودي في حديثه لـ «الشرق الأوسط» الى المشاريع المهمة التي نفذها البنك الاسلامي للتنمية في البوسنة والهرسك فقال: «بلغ ما خصصه البنك الاسلامي للتنمية بجدة لمساعدة البوسنة والهرسك 25 مليون دولار صرفت في عدة مجالات منها الاغاثية والزراعية والتعليمية، حيث خصصت 6 ملايين دولار لاغاثة المهجرين والمشردين في داخل البوسنة والهرسك اذ يوجد عدد كبير من المهجرين داخل البوسنة نفسها 90% منهم مسلمون، اضافة لنصف مليون عاطل عن العمل».

وتابع: «وقدم البنك الاسلامي للتنمية مبلغ 4 ملايين دولار للبذور والآلات الزراعية نظرا للمساحات الشاسعة من الارض الخصبة في البوسنة والتي تغطي 90% من المساحات الكلية للبوسنة والهرسك البالغة 51 الف كليومتر مربع».

وقال: «نال القطاع التعليمي نصيب الأسد من المساعدات المقدمة من البنك الاسلامي للتنمية بجدة للبوسنة حيث بلغت 15 مليون دولار لترميم المدارس البوسنية وطباعة الكتب المدرسية».

واستعرض السفير السعودي ما قدمه البنك الاسلامي لقطاع الانتاج فقال: «قام البنك الاسلامي بدعم بعض المشاريع الاستثمارية في البوسنة والهرسك ومن ذلك مشاركته بمبلغ مليوني دولار في صنع السيارات بضاحية فوجوتشا شمال سراييفو واقام البنك مؤتمرا اقتصاديا بسراييفو تكفل بنفقاته من اجل تشجيع المستثمرين على الاستثمار في البوسنة وذلك في عام 1998 حيث استمرت فعاليات المؤتمر يومين كاملين تعرف فيهما المستثمرون على اوجه الاستثمار في البوسنة وعلى الضمانات المتوفرة لسلامة المشاريع وكيفية التأمين عليها من خلال المؤسسات الدولية الضامنة حيث عمل البنك الاسلامي للتنمية ولا يزال على توفير الاجوبة على اسئلة رأس المال فيما يتعلق بنقل الاموال وجلب المعدات وتشغيل اليد العاملة في البوسنة والهرسك.