لماذا الهجوم على الجفري وعمرو خالد؟

خالد ليس ممثلا.. بل داعية موهوب فهل إذا اخطأ في معلومة نهدم كل ما قاله؟

TT

اتوجه بالتحية والتقدير للأخ الشيخ الفاضل الحبيب الجفري والاخ الكريم الاستاذ عمرو خالد واقول لهما ولأمثالهما من دعاة الحق والفضيلة لا تحزنوا فإن الله يدافع عن الذين آمنوا ولن يضركم اولئك القلة الذين ينتقدونكم ويتهكمون عليكم، هدانا الله واياهم لقول الحق.

وانا استغرب ممن يكتبون ضدكم، واتساءل في نفسي لماذا هذا الهجوم على خيرة الدعاة الشباب من المسلمين، فهل هو حسد لهم لقبولهم الجماهيري الكبير الذي حققوه؟ أم ماذا؟

وبدلا من تشجيعهم وشكرهم على هذا الجهد المبارك الذي مجتمعنا في أمس الحاجة اليه في وسط هذا التغريب والتشريق بعيدا عن ديننا الحنيف دين الوسطية، نتهجم عليهم ونتهكم. وليتهم ينتقدون ويتهكمون على المفسدين في الارض والباغين على الناس وآكلي حقوقهم والمروجين للرذيلة.

انا اعجب من مسلم يعتبر ان التبرج السافر الفاضح للمرأة المسلمة رسالة! ويقول عن اعتزال الفنانات المصريات هوجة التحجب! فهل الرجوع للحق هوجة أم فضيلة؟ وقيل ان اكثر المعتزلات كن قد تجاوزن سن الشباب ووصلن الى قمة النجاح الفني ولم يعد عندهن مزيد، فهل من يقول ذلك دخل في قلوبهن؟!! وهل الفن المحترم ذو الرسالة يعتمد على شباب المرأة فقط؟! فتعسا لذلك الفن الذي يقوم على التبرج الفاضح واثارة الشهوات، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ثم يقول كاتب ان اكثر من تحجبن لسن على درجة من الثقافة الاكاديمية او العامة، فتعسا لهذه الثقافة التي تخرج المرأة المسلمة عن قناعتها بمبدأ دينها الحنيف الذي ما اتى تشريع لحفظ كرامتها وحقوقها مثله. وهل من تحجبن من الفنانات بعد الاستماع للحبيب الجفري او غيره من افاضل المسلمين يكن قد اخذن ذلك القرار الصعب في هذا الزمن المنحل بايحاء او تنويم؟! وانا اعجب من هذا الكاتب، فبدلا من ان يواجه نفسه بصدق ويسألها عن السبب الحقيقي لاعتزال النجمات في سن النجاح (لأن تفسير اعتزال النجمات الكبيرات مفهوم من وجهة نظره ونظر البعض وهو انه لم يعد عندهن مزيد كما يقول هو) يقول ان السبب هو انه ليست لديهن مناعة ضد الايحاء والتنويم عند الاستماع الى كلمتين من الحبيب.

يا سبحان الله، اتق الله، فالحبيب لم يقل لهن تحجبن فتحجبن، وانما قال لهن قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم.

وأعجب من كاتب آخر له وزنه ونحترمه حين يقول عن احاديث الداعية الصادق عمرو خالد: لدى الناس الكثير من المشاكل المقلقة مثل ارتفاع نسبة الطلاق والعنوسة والبطالة وتعاطي المخدرات، وكان حريا بعمرو خالد وغيره من الدعاة القاء الضوء عليها ومحاولة مساعدة الاجيال الصاعدة على تبيين طريق السلامة بدلا من الحديث عن امم قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت.

واود ان اسأل هذا الكاتب، هل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله واصحابه وسيرة أمهات المؤمنين والصحابة والصحابيات ومواقفهم في الحياة الكريمة التي عاشوها ورفعوا بها راية الاسلام عالية هي احاديث عن امم قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت؟ وهل سمع الكاتب الفاضل مجموعة الاستاذ عمرو خالد عن الاخلاق والعبادات؟ وهل سمع حديثه الرائع عن اخلاقيات المهنة بالغرفة التجارية الصناعية بجدة؟

هل إذا حدث خطأ غير مقصود من عمرو خالد في معلومة نختلف معه في صحتها، نهدم كل ما قاله من حق وصدق ونتهمه بالتدليس والاوهام؟

ألا يطلب عمرو خالد من مستمعيه ومشاهديه المحافظة على الصلوات، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر كتعاطي المخدرات؟ ويطلب منهم التمسك بتلك القيم والآداب والاخلاق التي يحثنا عليها ديننا الحنيف والتي كانت دستور تلك الامم التي خلت؟! ما الذي دفع الى ارتفاع نسبة الطلاق والعنوسة والبطالة؟ اليس هو بعدنا عن ديننا الحنيف وبعد الأسر عن تعاليمه السمحة ومبادئه العالية وتأثرهم بالحياة المادية التي ادت الى ما نحن فيه من ذل وهوان وشقاء؟!! وما يفعله عمرو خالد وغيره من الدعاة الشباب وغير الشباب جزاهم الله خيرا هو تقريب الشباب والشابات من دينهم واعطاؤهم الامثلة الصالحة من شباب امة محمد صلى الله عليه وسلم الذين تربوا على يديه وعلى أيدي اوائل الصحابة رضي الله عنهم اجمعين. ثم يقول الكاتب على لسان أم ابراهيم، وهي تتجنى على الداعية المسلم عمرو خالد وعلى محبيه فتقول انها تصنف المعجبين به الى فئات ثلاث، وكلها تصنيفات مجحفة وظالمة، ولنتدبر ما تقول في تصنيفها للمعجبين بعمرو خالد:

1 ـ شباب ينتظرون من يجيز لهم تعدي حدود الدين والتقاليد ليعيشوا حسب من قال ساعة لربك وساعة لحبك.

2 ـ نساء ينتظرن الضوء الاخضر للانطلاق الى الحرية المزيفة بعيدا عن العفة والاحتشام.

3 ـ فئة تعمل في الخفاء لزرع وبث الفرقة في مجتمع عرف اهله على اختلاف اصولهم وانتماءاتهم بحسن الاتباع.

فهل من سمع عمرو خالد يصدق هذه التصنيفات؟ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ثم تتجنى أم ابراهيم الجناية الاخرى على الداعية عمرو خالد وتقول انه ممثل بارع، بينما نرى فيه النبرة الايمانية الصادقة والدعوة الى الله بأسلوب رائع يندر في كثير من الدعاة، وهذه موهبة من الله وليس لعيب فيهم ولا نزكيه على الله.

ثم تتهكم ام ابراهيم على الداعية عمرو خالد وتفضل عليه شكلا جورج قرداحي وعمرو دياب ورينالدو، وتقول لو انهم تحدثوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم لما بقي لعمرو خالد معجب ولا معجبة. فإنا لله وإنا اليه راجعون، وما كان لكاتب محترم ان ينقل هذا المستوى من التفكير. ويبدو ان أم ابراهيم هذه معجبة بهؤلاء لأنها من كلامها تبدو سطحية ولا تنظر إلا الى المظهر الخارجي ولا تهتم بمعدن الرجال واخلاقهم، وتقول أم ابراهيم انها التقت بالكثير والكثيرات ممن يواظبون على الاستماع الى ما يقوله عمرو خالد فلم تلحظ تطورا في افكارهم ولا تغييرا في اخلاقهم. واقول لأم ابراهيم: من قال لك ان التغيير يحدث بهذه السرعة؟! ألم تسمعي الداعية الصادق عمرو خالد وهو يقول ما معناه اننا ربما نحتاج لعشرين او ثلاثين عاما لتخريج جيل مؤمن صالح، لأن مغريات العصر وفتنه افسدت على الناس تفكيرهم واضعفت ايمانهم الذي هو بحاجة لتقوية وتجديد؟

وأقول ايضا لأم ابراهيم أنار الله بصيرتها: انا اعرف الكثير والكثيرات ممن بدأوا بالتغيير بعد سماع عمرو خالد وغيره من الدعاة المخلصين، فهم وهن اكثر خشوعا في الصلاة الآن من قبل واكثر حرصا على الامانة في القول والعمل واكثر حرصا على معاملة الخدم والسائقين بالحسنى، وبدأوا بقراءة ولو صفحة واحدة يوميا من القرآن الكريم بدلا من رؤية القرآن مرة واحدة في رمضان، وهي بدايات واجتهادات طيبة، ومشوار الالف يبدأ بخطوة والله الهادي الى سواء السبيل، فالله يقول لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم «انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء». فالرسول صلى الله عليه وسلم والدعاة من بعده يدعون ويذكرون، والهادي هو الله وليس عمرو خالد ولا غيره من الدعاة.

واخيرا أختم بتوجيه كلمة صادقة لجميع الكتاب الذين يختلفون مع الآخرين واقول لهم: راعوا أدب الخلاف. وانصحهم بقراءة كتاب بعنوان «أدب الخلاف» للدكتور صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى السعودي. فعندما نختلف مع شخص نوضح له وجهة نظرنا ووجهة نظره الخاطئة من وجهة نظرنا مدعمة بالادلة والشواهد والبراهين. واذا كان هناك مجال لصحة وجهة النظرتين فلا بد ان نحترم وجهة النظر الاخرى اذا كنا نود من الآخرين احترام وجهة نظرنا، ولا نتهمهم بالتدليس والاوهام والتمثيل والتنويم، والله الهادي الى سواء السبيل.

* قال الشاعر:.

حسدوا الفتى اذ لم ينالوا سعيه ـ فالناس اعداء له وخصوم كضرائر الحسناء قلن لوجهها ـ حسدا ومقتا انه لذميم

* وقال تعالى: «خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين».

* وقال تعالى: «ودع آذاهم وتوكل على الله» صدق الله العظيم.