المشيخة الإسلامية في البوسنة تدين إجراءات التصفية ضد الهيئات الإغاثية

TT

عقدت المشيخة الاسلامية مؤتمرا صحافيا اول من امس بسراييفو حضره سفراء الدول الاسلامية المعتمدون لدى البوسنة والهرسك، ورؤساء المنظمات الاغاثية، وعدد كبير من وسائل الاعلام المحلية والمراسلين الاجانب، حيث استنكر الدكتور مصطفى تسيريتش رئيس علماء البوسنة والهرسك الاجراءات التعسفية التي تتعرض لها المؤسسات الخيرية العربية في البوسنة والهرسك بعد تعرض مؤسسة الحرمين الخيرية وعدد من المؤسسات الاخرى للمداهمة، ومصادرة معداتها ووثائقها وكومبيوتراتها. وقال الدكتور تسيريتش في الكلمة التي القاها في المؤتمر الصحافي «كما هو معروف فإن دولة البوسنة والهرسك تعرضت لعدوان عسكري بدأ منذ اليوم الذي اجري فيه الاستفتاء الشعبي حول استقلالها في 29 فبراير (شباط) و 1 مارس (آذار) 1992، وبالرغم من انها في ابريل (نيسان) من العام نفسه اصبحت عضوا كاملا في منظمة الامم المتحدة فقد حرمت دولة البوسنة والهرسك من حق الدفاع عن نفسها بالوسائل العسكرية، حيث فرض عليها حظر استيراد السلاح». واضاف «وبالرغم من الانتهاك الفاضح لحقوق الانسان من خلال معسكرات الاعتقال والتطهير العرقي والابادة الجسدية التي تعرض لها المدنيون فقد عوملت دولة البوسنة والهرسك كمشكلة انسانية مجردة، اكثر منها كدولة ضحية للعدوان والاجرام».

واوضح «ان الناس الطيبين اندفعوا من جميع انحاء العالم فرادى وجماعات منظمة ليزوروا البوسنة والهرسك وليقدموا مساعدتهم ـ كموظفي اغاثة. ومما لا شك فيه ان وجودهم كان له تأثير قوي، فلولا وجود اولئك الاغاثيين لكان من الصعب على سكان سراييفو التي دام حصارها اربعة اعوام، وعلى سكان المدن الاخرى في جميع انحاء البوسنة والهرسك ان يصمدوا تحت وطأة الجوع والعطش والانهاك الجسدي والنفسي. ولذلك فإن المواطنين البوسنيين خرجوا من هذه المحنة يشهدون اليوم بشجاعة موظفي الاغاثة الذين خاطروا بحياتهم وقدموا المساعدة للمضطهدين المستضعفين في البوسنة والهرسك. وسيبقى المواطنون مدينين الى الابد لهؤلاء الموظفين الاغاثيين».

ونوه بجهود الاغاثة الاسلامية التي ساعدت البوسنة، وقال: «ان هيئات الاغاثة الاسلامية هي هيئات انسانية هدفها تقديم المساعدة للمحتاجين، ولكن لا يمكننا ان نغض الطرف عن الحقيقة الصارخة بأن المسلمين كانوا ضحايا العدوان على البوسنة والهرسك ولذلك كان من الطبيعي جدا ان اعدادا كبيرة من الهيئات الاغاثية من العالم الاسلامي مدفوعة بتعاليم الاسلام الانسانية، هبت بدون تحفظ او تلكؤ لتقدم المساعدة الانسانية للضحايا، ليس فقط خلال فترة العدوان ولكن الى يومنا هذا».

من جهته قال الدكتور صلاح العشري السفير المصري في سراييفو لـ «الشرق الأوسط» الذي حضر المؤتمر الصحافي مع بقية سفراء دول العالم الاسلامي في البوسنة: «هذا امر مقلق ان تتعرض الهيئات الاغاثية للمضايقة بهذا الشكل وهي تؤدي عملا انسانيا بحتا وكنت دائما اطالب المنظمات الاغاثية بأن تعلن على الملأ نشاطاتها وتدعو الآخرين ليطلعوا على ما تقوم به من اعمال» وتابع «في العمل الاغاثي لا يجب ان نقول اننا نعطي الحسنة بيميننا ولا تعلم بذلك شمالنا وانما العمل الاعلامي مطلوب والشفافية والوضوح هما عماد هذا العمل، وليتسابق المتسابقون في العمل الخيري في هذا المضمار».

وقال عبيد الله الحربي القنصل السعودي لدى البوسنة الذي حضر نيابة عن السفير «لا توجد لدينا معلومات كاملة عن قضية مداهمة وتفتيش مؤسسة الحرمين الخيرية، ونحن قمنا بالاتصال بالحكومة البوسنية واخبرونا بأن الاجراءات روتينية، اما بخصوص عقد المؤتمر الصحافي فنحن نؤيد ما جاء على لسان رئيس العلماء، وهي مناسبة ليعرف الناس ما تقدمه المؤسسات الاغاثية ولا سيما السعودية ولا علاقة لها بالارهاب ونحن نريد من المسؤولين توضيح الغرض الحقيقي من مداهمة وتفتيش مقار وبيوت موظفي الهيئات الاغاثية السعودية».

وعن مدى تأثير ما يجري في الساحة الاغاثية داخل البوسنة على العلاقات العربية البوسنية، قال القنصل السعودي: «لا اعتقد ذلك حسب ما أكد لنا مسؤولون بوسنيون التقينا بهم مرارا ان المقصود بتفتيش المؤسسات الاغاثية الانسانية اجراءات روتينية تقوم بها الشرطة المالية كل عام وان المؤسسات البوسنية العادية الاقتصادية وغيرها تتعرض بدورها لهذا التفتيش والعلاقات السعودية البوسنية ستبقى جيدة بحول الله». وعن تأثير الحملات على عمل المؤسسات الاغاثية، قال: «لا تأثير على المؤسسات الاغاثية ولا سيما السعودية من الحملات لأنها تقوم بعمل انساني وتواصل نشاطها المعهود بعون الله».