د. فوزية العشماوي رئيسة قسم الدراسات الإسلامية بجامعة جنيف: عرض الإسلام بصورة جديدة يتقلبها المنطق والعقل الغربيان

TT

أثناء مشاركتها في المؤتمر الاسلامي الدولي الرابع عشر الذي أنهى أعماله أخيراً في القاهرة التقت «الشرق الأوسط» الدكتورة فوزية العشماوي رئيسة قسم الدراسات العربية والاسلامية في كلية الآداب في جامعة جنيف بسويسرا، وتحدثت معها عن التحديات التي تواجه المسلمين في سويسرا كما تطرقت الى بعض القضايا العامة للمسلمين.

* ما هو السبب الرئيسي في اتخاذ الغرب قضية المرأة كوسيلة للهجوم على الاسلام؟

ـ المنطلق الرئيسي في الهجوم على الاسلام من خلال قضية المرأة يعود الى مسألة المرجعية الدينية. فوضع المرأة في الاسلام يحكمه العديد من الثوابت الدينية، خاصة في قضايا الميراث والقوامة وغيرها. والغرب يتخذ من هذه القضايا وسيلة في الهجوم على الاسلام معتمدين على تفسيرات بعض الفقهاء، أما المرأة في الغرب فلا تحكمها أي مرجعية دينية وما يحكمها هو المادة، وبالتالي فان حياة المرأة الغربية تختلف تماما عن المرأة المسلمة، والذين يثيرون قضية المرأة في الاسلام هم المستشرقون وبعض السياسيين الذين يدخلون في صراعات مع العالم الاسلامي.وما يثيره الغرب حول المسائل التي يدعي فيها ان المرأة المسلمة مضطهدة ومظلومة ولم تأخذ حقها، فان ذلك فيه الكثير من المغالطات، فقد راعى الاسلام مصلحة المرأة في كل ما قرره، فمن يهاجم الاسلام من خلال ميراث المرأة لا يفهم نصوص القرآن جيداً وما يريده هؤلاء هو التشكيك في ما قرره الاسلام.

* ولكن هل بذلتم جهوداً لتغيير هذه المفاهيم الخاطئة؟

ـ بفضل الله تعالى نقوم بتقديم كل المعلومات الصحيحة عن الاسلام وعن القضايا التي تخص الاسلام وأهمها قضية المرأة، بالاضافة الى اعداد البحوث والدراسات في هذه القضية وغيرها وبثها على شبكة الانترنت والصحف والمراكز الأكاديمية في الغرب.

* في رأيك كيف يمكن تصحيح صورة الاسلام في الغرب لازالة المناخ العدائي ضد الاسلام والمسلمين؟

ـ لقد آن الأوان لتصحيح صورة الاسلام المشوهة في وسائل الاعلام في الدول الأوروبية مع عدم المساس بثوابت العقيدة الاسلامية والتركيز على امكانية التجديد والتفسير والتطبيق دون المساس بالأصول. ولقد لاحظنا أن أسلوب عرض الاسلام والمفاهيم الاسلامية يتم بطريقة لا تناسب العقل الأوروبي والغربي، فالانسان الغربي ليس لديه وقت طويل لمشاهدة برنامج تلفزيوني مطول أو لقراءة موقع انترنت يشتمل على تعبيرات انشائية جوفاء لا تنقل معلومات عقلانية يتقبلها العقل والمنطق السليم، فالمقدمات المطولة عما كان عليه العرب في الجاهلية قبل ظهور الاسلام لم يعد لها داع، فالكل يعلم ان الاسلام ظهر في الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي.

أما عرض الاسلام بأسلوب جديد ومشوق فهذا يعود الى علماء وفقهاء المسلمين في جميع الدول العربية والاسلامية مع عدم اغفال الدور الرئيسي والمهم الذي يمكن أن يضطلع به العلماء العرب والمسلمون المقيمون في الغرب، حيث أن هؤلاء العلماء يجب أن يحلوا محل المستشرقين في المعاهد العليا والجامعات وفي اعداد الموسوعات العلمية العالمية التي تعيد صياغة المادة العلمية والثقافية لتتناسب مع المعطيات الجديدة في العالم، وتعتبر قضية الاعتراف بالاسلام في الدول الأوروبية كدين لبعض مواطني هذه الدول من القضايا المحورية التي يجب التركيز عليها حيث أنها ستعطي للمسلمين الحق في المطالبة بتصحيح صورة الاسلام في المناهج الدراسية وفي وسائل الاعلام في تلك الدول الأوروبية.