المؤتمر الدولي للدعوة والاغاثة يدعو إلى تعزيز التضامن لمواجهة تداعيات الصاق تهمة الإرهاب بالإسلام

TT

ندد المؤتمر الاسلامي الدولي الرابع عشر الذي نظمه المجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة في ختام فعالياته اخيرا بالصاق تهمة الارهاب بالاسلام انطلاقا من أن الاسلام دينا وحضارة يحرم الظلم وقتل الأبرياء ويدعو الى مقاومة الظالمين والى السلام والمحبة ولا يقر مطلقا أي عمل ارهابي يستهدف الابرياء الآمنين أو يهدد حياة المجتمع البشري في أي صورة من الصور.

واكد البيان الختامي للمؤتمر على ادراك خطورة التداعيات العالمية التي سخرت واستغلت لتكوين رأي عام عالمي يصف الاسلام بالإرهاب ويؤثر سلبا على جميع مناحي حياة المجتمعات والأقليات الاسلامية في الغرب والعمل الجاد والعقلاني المنظم على التعامل مع هذه المستجدات بما ينفي أي علاقة للاسلام بالارهاب لأنه يتناقض تماما مع اساسيات الاسلام وجوهر عقيدته.

وشدد البيان الختامي للمؤتمر على رفض منظمة المؤتمر الاسلامي وجميع المنظمات والهيئات العربية والاسلامية المشاركة في المؤتمر للتهديدات التي يتعرض لها عدد من الدول العربية وكذلك التدخل في شؤونها الداخلية.

ودعا البيان الختامي الى التضامن العربي والاسلامي لمواجهة تلك التهديدات، ورفض أي محاولات دولية لفرض الحصار على أي بلد عربي أو النيل من سيادته.

واستنكر البيان الاتهامات الموجهة الى الهيئات الاسلامية الكبرى ومحاولة بعض الدوائر الغربية تشويه أعمالها الدعوية والاغاثية وربطها بدعم الارهاب، مؤكدا انها محاولات تهدف الى تشويه رسالة الاسلام، وربطه بالارهاب ثم استغلال ذلك لضرب الدول والبلدان التي ترى فيها خطورة على مصالحها.

كما اوصى المؤتمر بضرورة اعتماد تدريس مادة القدس في مناهج التعليم العام والعالي في مختلف البلدان العربية والاسلامية والتي تقوم باعدادها لجنة القدس وفلسطين التابعة للمجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة وذلك لتعريف الاجيال بأبعاد الصراع حول هذه المدينة المقدسة وابقائها حية في ضمائر أبناء الأمة.

ودعا المؤتمر الى تفعيل المقاطعة العربية ضد اسرائيل والعمل على وضع حد لتغلغل النشاط التجاري والاقتصادي الاسرائيلي في المنطقة العربية دعما للشعب الفلسطيني في جهاده ضد الظلم والعدوان الاسرائيلي وانتصارا لانتفاضته.

وكشفت مناقشات أعضاء المؤتمر الذي ضم ممثلين من 80 منظمة وهيئة اسلامية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية ورابطة العالم الاسلامي والأزهر وممثلين عن الأقليات المسلمة في أوروبا عن كثير مما يتعرض له المسلمون في الغرب خاصة في الوقت الحاضر وهو ثمرة تراكمات طويلة من التشويه والتشويش وسوء الفهم.

وهكذا فرضت قضية الحوار الاسلامي المسيحي أو الحوار بين الاسلام والغرب او حوار الحضارات والثقافات نفسها على المشاركة في المؤتمر، وشارك في هذه الحوارات شيخ الأزهر الدكتور محمد أحمد سيد طنطاوي والمشير عبد الرحمن سوار الذهب الرئيس السوداني الأسبق وكامل الشريف وزير الاوقاف الأردني الأسبق ومحمد أحمد الشريف أمين منظمة الدعوة الاسلامية في ليبيا وعدد كبير من الأعضاء. وبعد جدل طويل اتفق الاعضاء على تأكيد أهمية الحوار مع الثقافات والاديان الأخرى وخاصة الحوار الاسلامي المسيحي باعتباره أسلوبا من أساليب الدعوة وعرضا لمفاهيم الاسلام مع دعوة المؤسسات الاسلامية ذات العلاقة الى التنسيق فيما بينها بلغة واحدة ووفق استراتيجية محددة وأهداف واضحة، وان يتجه الحوار بالدرجة الأولى الى حل معضلات الحياة الانسانية وان يتم في اطار من العدالة والاحترام المتبادل.

واستحوذت قضية الارهاب وتداعياته وقضية حوار الثقافات والأديان على جانب كبير من مناقشات المشاركين حيث اكد شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي ان الاسلام يرفض الظلم والارهاب والاعتداء على الآمنين، مشيرا الى ان جميع الشرائع السماوية وكافة المواثيق الدولية تدين الاعتداء على أبناء الشعب الفلسطيني وارهابهم من قبل حكومة الاحتلال الاسرائيلي، داعيا الدول العربية والاسلامية الى الوقوف بجانب اخوانهم الفلسطينيين لرفع الظلم عنهم.

وفي كلمته التي وجهها للمؤتمر اكد الدكتور عبد الواحد بلقزيز الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي والتي القاها نيابة عنه الدكتور أحمد الغزالي الأمين العام المساعد للمنظمة ان احداث سبتمبر التي تعرضت لها الولايات المتحدة العام الماضي اتاحت الفرصة لفئات معينة في المجتمع الأميركي وبعض الدوائر الغربية لإلصاق تهمة الإرهاب بالاسلام ووضع العالم الاسلامي من بعد هذا الهجوم في قفص الاتهام والصقت بدوله ومنظماته الخيرية والاجتماعية تهمة تمويل الارهاب رغم تنديد منظمة المؤتمر الاسلامي ودولها الأعضاء ومراجعها الدينية بهذا الارهاب.

وقال: اننا نطالب بعقد مؤتمر دولي لتحديد مفهوم الارهاب والتعريف به ودراسة الوسائل والطرق الضرورية لمحاربته، مشيرا الى رفض منظمة المؤتمر الاسلامي لمحاولات بعض الدوائر الغربية فرض الوصاية على العالم الاسلامي والمطالبة بتعديل المناهج الدراسية في الجامعات والمدارس.

وقال المشير عبد الرحمن سوار الدهب نائب رئيس المجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة ورئيس السودان الأسبق ان الصهيونية العالمية استغلت أحداث سبتمبر لتنفيذ اغراضها في الهجوم على الدول العربية والاسلامية، مشيرا الى ان ما يتعرض له الفلسطينيون من قتل وتدمير على أيدي قوات الاحتلال والتهديدات الأميركية بضرب العراق ما هي الا ثمرات مرة لاحداث سبتمبر.

وأكد المشير سوار الدهب ضرورة دعم ومساندة الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع لاسترداد حقوقه ومساندته بكل ما من شأنه ان يساهم في رفع العدوان عنه ويضع حدا لأعمال القتل والتشريد والتدمير والاغتيال والحصار التي ترتكب ضده.

واستنكر الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي حملات التشويه التي يتعرض لها الاسلام في الغرب، وقال في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور عبد الرحمن الزيد الأمين العام المساعد للرابطة، انه لا بد من التنسيق بين المنظمات الاسلامية لاقامة محطات فضائية اسلامية تبث برامج تناسب الظروف التي يعيش فيها المسلمون بالاضافة الى برامج خاصة في التعريف بالاسلام. وقال ان رابطة العالم الاسلامي تعمل على انشاء مركز حضاري اسلامي تشارك فيه كافة المؤسسات الاسلامية للتعريف بالاسلام وسماحته وحضارة المسلمين عبر العصور.

ووصف كامل الشريف الأمين العام للمجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة أحداث سبتمبر في نيويورك وواشنطن بأنها وضعت حدا فاصلا بين مرحلتين في الواقع السياسي العالمي، ورغم مسارعة القادة العرب ومراجعهم الدينية والهيئات الاسلامية في كل دول العالم الى ادانة واستنكار هذا الحادث وبيانهم لموقف الاسلام من هذه الاحداث إلا ان الغرب أصر على الاتهام. واضاف انه لابد من توحيد تفعيل دور المنظمات الاسلامية التي تقوم بالحوار مع الغرب حتى يقتنع الغرب بأن الاسلام دين سماحة وسلام. ومن جانبه اكد الدكتور محمد أحمد الشريف أمين عام منظمة الدعوة الاسلامية في ليبيا ان العقيد القذافي قائد الثورة الليبية يجري حاليا اتصالاته المكثفة برؤساء وزعماء العالم الاسلامي ومنظمة المؤتمر الاسلامي لعقد مؤتمر قمة طارئة للمنظمة يحضره الرؤساء والوزراء العرب والمسلمون وكافة المنظمات المعنية لأجل رد الهجمة الغربية الشرسة على الاسلام والمسلمين.