رئيس المجلس الفقهي لشمال أميركا: المؤسسات الإسلامية تتبنى استراتيجية لتفعيل الوجود الإسلامي في المجتمع الأميركي

TT

أكد الدكتور يحيى هندي رئيس المجلس الفقهي لشمال اميركا ان أحداث سبتمبر (ايلول) الماضي أتاحت فرصة كبيرة لأعداء الاسلام لشن حرب شرسة ضد العرب والمسلمين، مشيرا الى ان هذه الاحداث اكسبت الاسلام أرضا صلبة في اميركا، وذلك لزيادة عدد الذين اقبلوا على دراسة الاسلام واعتناقهم له. وقال الدكتور هندي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» خلال زيارته الأخيرة للقاهرة ان المؤسسات الاسلامية تتبنى استراتيجية لتفعيل الوجود الاسلامي في اميركا وحث المسلمين الاميركيين على المشاركة في العمل السياسي والانتخابات الاميركية.

* تمثل أحداث سبتمبر نقطة فاصلة في تاريخ الوجود الاسلامي في الولايات المتحدة الاميركية، فما هي انعكاسات تلك الأحداث على المسلمين في اميركا سلبا أو إيجابا؟

ـ لا شك ان هذه الأحداث اعطت لفئة معينة من المجتمع الاميركي الفرصة لتشن حملة شرسة ضد الاسلام والمسلمين والعرب، كما ان هذه الفئة ساعدت في تأجيج الحملة الاعلامية المنحازة ضد المسلمين والعرب. وعلى أثر ذلك انقسم المجتمع الاميركي الى فئات متباينة فمنهم من ازدادت كراهيته للاسلام والمسلمين رغم عدم وجود أدلة دامغة على ادانة المسلمين، وفريق ثان انخرط في الرغبة في معرفة الاسلام على حقيقته من خلال قراءة تراجم معاني القرآن وغيره، وفريق ثالث بقي موضوعيا رفض موجة العداء وبقي موقفه حتى تتضح الأدلة والحقيقة.

* لكن بعض المسلمين في اميركا تعرضوا لأعمال عنف واعتداءات من جانب الفريق الذي يكره المسلمين؟

ـ نعم، كما قلت ان الاحداث كان لها أثر سلبي وآخر إيجابي، السلبي تمثل في قتل بعض المسلمين ومن يشبه المسلمين في زيهم وكان عدد الضحايا من المسلمين يزيد على 10 أفراد بالاضافة الى قتل قبطي مصري وأحد أفراد جالية السيخ اللذين يشبهان المسلمين في زيهم وملامحهم، أيضا تم الاعتداء على بعض المراكز الاسلامية وحرق واتلاف بعض المتاجر التي يمتلكها مسلمون أو عرب، كما ان بعض افراد الجالية الاسلامية تلقوا تهديدات بالقتل عن طريق مكالمات هاتفية أو رسائل عدائية، بالاضافة الى الاهانات التي واجهها بعض أفراد الجالية الاسلامية في الشارع والتفرقة العنصرية التي مورست ضد المسلمين، لكن المؤسسات الاسلامية قامت على الفور بالاتصالات مع أعضاء من الكونجرس والادارة الاميركية لرفع الظلم الذي تعرض له المسلمون كما قمنا بعرض موقف الاسلام من الأحداث وبينا ان الاسلام يرفض الإرهاب، وهذا ما اكسبنا تعاطف الرأي العام الاميركي وقيام الرئيس بوش بزيارته الى أحد المراكز الاسلامية في الولايات المتحدة واعلانه احترام الاسلام وحماية المسلمين وعدم التفرقة بين أي مواطن اميركي سواء كان مسلما أو غير مسلم، بالاضافة الى الجانب الايجابي وهو زيادة عدد الذين اقبلوا على دراسة الاسلام بعد الاحداث وان الكثير منهم ان لم يعلن اسلامه تعاطف مع المسلمين.

وبرغم توجيه الاتهام للمسلمين من جانب وسائل الاعلام الاميركية التي تسيطر عليها الصهيونية إلا ان هناك جماعات داخل الولايات المتحدة الاميركية رفضت بشدة توجيه الاتهام للمسلمين والاسلام كدين إلهي.

* لكن ما هو وضع المسلمين في اميركا بعد احداث سبتمبر؟

ـ لا شك ان احداث سبتمبر كانت فرصة للمسلمين لكي يصححوا صورتهم داخل المجتمع الاميركي بشكل افضل من قبل وقوع الاحداث لكن الانتقادات موجودة لان المجتمع الاميركي مكون من مجموعة مهاجرين من مجتمعات مختلفة.

ونحن كمسلمين ومواطنين اميركيين قد نجحنا في كثير من وسائل الاعلام والصحف المحلية الاميركية بأن نغير مفهوم الإرهاب الاسلامي، والمسلمون في اميركا يتحركون بخطى متوازية وأصبح لهم تأثير ولو قليل على القرار السياسي الاميركي وان 87 في المائة من الاميركيين اصبحت لديهم صورة ايجابية عن الاسلام.

* ما هي خططكم المستقبلية لدعم الوجود الاسلامي في اميركا؟

ـ بعد احداث سبتمبر كان لا بد من وضع خطط وبرامج بالتنسيق بين جميع المؤسسات الاسلامية العاملة في الولايات المتحدة الاميركية لتفعيل دور المسلمين ووجودهم في المجتمع الاميركي والمشاركة في العمل السياسي والانتخابات الاميركية العامة التشريعية والرئاسية حتى يكون لنا حضور مؤثر في مراكز اتخاذ القرار وفقا للدستور والقوانين الاميركية، فالاسلام في اميركا الآن يشعر بعظمة قول النبي صلى الله عليه وسلم «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار» حيث لا تخلو ولاية اميركية الآن من المسلمين، كما اصبح هناك 6 آلاف مؤسسة اسلامية في الولايات المتحدة تتضمن مساجد ومدارس ومراكز اسلامية ومؤسسات مدنية للدفاع عن حقوق المسلمين في اميركا ولا شك ان الاسلام ان شاء الله تعالى خلال الاعوام المقبلة سيدخل كل بيت اميركي وان الاخلاقيات التي يعيش بها المسلمون في اميركا الآن هي التي غيرت نظرة المجتمع الاميركي الى الاسلام.