محاضرات عمرو خالد والعبيدي تصل إلى العراقيين

TT

اصبح الداعية الاسلامي المصري عمرو خالد من الظواهر الرئيسية المهمة في العراق، حتى تكاد احاديثه والاحاديث عنه توازي او تغلب الاحاديث عن السياسة وتوقعات الضربة العسكرية، بل.. وحتى شؤون الحياة اليومية. فان حوالي 74 قرصا، ومعظمها في الاحاديث الرمضانية، هي حسب اصحاب محلات تسجيل اقراص السي دي الاكثر في المبيعات من سواها، وان الطلب عليها في تزايد مستمر. مع التساؤل عن اقراص جديدة لعمرو خالد، وذلك ادى بدوره الى زيادة مبيعات اجهزة واقراص الفيديو.

وينفي المتدينون ان يكون عمرو خالد مفتيا او واحدا من علماء الدين، وان كانوا يستمعون اليه ـ مع الشباب ـ بشغف كناقل حديث او كراوية، له طريقة خاصة في تبسيط تعاليم الدين الاسلامي، الا انهم لا يستطيعون مهاجمته، بسبب شعبيته الواسعة.

والملاحظ عن التوجه الديني في العراق، انه غير متزمت، الا في حالات نادرة، لذا لا يواجه عمرو خالد ما واجهه في دول اخرى، بسبب عدم اطلاق لحيته وارتدائه الملابس الحديثة وربطة العنق.

تقول العوائل التي تلتف حول اجهزة التلفزيون لمشاهدة اقراص السي دي لأهم الشخصيات الدينية التي ظهرت في العراق في السنوات الاخيرة عبد الحميد العبيدي الموجود حاليا في اليمن، وهو يمتلك حجة الاقناع والمعرفة العميقة في اصول الدين.. وكان يظهر في التلفاز كأستاذ جامعي، بملابس حديثة، ومن دون ان يطلق لحيته.

ولا بد من الاشارة الى ان كلا من عمرو خالد وعبد الحميد العبيدي لا يظهران حاليا على شاشات التلفزيون العراقية، في حين كان العبيدي يشغل مساحة لا بأس بها في قناة العراق الفضائية، والقناة العامة ايضا.

ولا يؤاخذ الناس عمرو خالد على عدم تطرقه للامور السياسية، بل يعدون ذلك نقطة في صالحه، لانه يستخدم الاسلوب غير المباشر في ذلك، من خلال تطرقه الى مضامين الجهاد والصحابة المجاهدين ومواقف بني اسرائـيل من المسلمين، بينما يتطرق في لمحات خاطفة (مباشرة) الى القضية الفلسطينية حاليا ـ وهو في رأيهم ـ يختلف عن اولئك الذين يزايدون في العبارات اللفظية من دون الالتفات الى ترسيخ القيم الاخلاقية الاسلامية لدى المسلمين.