مؤتمر في بون يطرح مشاريع مستقبلية لرفع مستويات المدارس الإسلامية في أوروبا

TT

في محاولة لإحداث نقلة نوعية في المؤتمرات والندوات التي تعقدها المؤسسات والمنظمات الاسلامية، والافادة العملية للمناقشات والافكار التي طرحت خلال مؤتمر «تعليم المسلمين في اوروبا»، اكتفى المؤتمرون باصدار مشاريع علمية عملية تخدم قضية تعليم المسلمين في اوروبا، بدلا من اصدار بيان ختامي وتوصيات لا يتم تنفيذها الا في نطاق ضيق. فقد خرج المؤتمر الذي نظمته جمعية علماء الاجتماعيات المسلمين في بريطانيا، بالتعاون مع جمعية علماء الاجتماعيات المسلمين في المانيا والمركز الاسلامي الثقافي بآيرلندا ومع مؤسسات اوروبية منها المعهد العالمي للفكر الاسلامي في بريطانيا والكلية الاسلامية ومؤسسة تنمية الطفل ومؤسسة الخوئي في بريطانيا ومؤسسة الدراسات الاجتماعية المقارنة والبحث الاقتصادي في المانيا والمعهد الاوروبي للعلوم الانسانية في فرنسا واتحاد المدارس العربية الاسلامية في السويد، اخيرا في بون بألمانيا. وشارك فيه اكثر من 40 اكاديميا وباحثا بينهم مجموعة من المتخصصين في التعليم.

واتفق المؤتمرون في ختام اعمال هذا المؤتمر على تطوير عدة مشاريع عملية تخدم المسائل التعليمية لأبناء الاقليات المسلمة في اوروبا.

ومن بين هذه المشاريع التعليمية عمل دراسة موسعة حول موضوع التدريس الديني وتدريس الاسلام في المدارس الحكومية والخاصة في اوروبا، وذلك من خلال الاستفادة من التجارب المهمة التي تمت في هذا الخصوص في بعض الدول الاوروبية، خاصة بريطانيا والمانيا وفرنسا، اضافة الى مشروع رفع المستويات المتدنية لبعض طلاب الجاليات المسلمة، بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعانون منها، وتنعكس سلبا على مستوياتهم التعليمية، وذلك من اجل ايجاد حلول لهذه المستويات المتدنية.

كما تم الاتفاق على عقد ندوة متخصصة حول موضوع الدراسات الاسلامية في الجامعات والكليات الاوروبية والتوصل الى تصور متكامل للتغييرات التي ستطرأ على اقسام الدراسات الاسلامية في هذه المؤسسات الاكاديمية، خلال السنوات العشرين المقبلة، وتفعيل دور الاكاديميين والباحثين المسلمين العاملين فيها، والعمل على تطويرها.

ودعا المؤتمر الى البحث في امكانية توفير منهج دراسي للغة العربية في المراحل الابتدائية والثانوية في المدارس الاسلامية. ومن ضمن هذه المشاريع التعليمية مشروع لوضع مناهج دراسية للعلوم والدين من خلال اختيار مواد علمية دينية تناسب الطلاب في هذه المراحل التعليمية المختلفة.

وتوصل المؤتمر الى اهمية تطوير فكرة عقد مؤتمر متخصص يناقش القضايا المتعلقة بمستقبل التعليم الاسلامي في اوروبا.

وكان المؤتمر قد تميز بدقة التنظيم من حيث الانضباط في المواعيد وترتيب الجلسات. كما انتظمت اعمال المؤتمر بعد الجلسة الافتتاحية في حلقات عدة ناقشت المواضيع المدرجة في جدول اعمال هذا المؤتمر، مما اتاح فرصة كافية للنقاش وتبادل وجهات النظر المختلفة حول القضايا المطروحة. ولم يحاول منظمو المؤتمر فرض نظرة معينة لمسار المداولات والنقاش، فلذلك كان واضحا ان بعض الاوراق اتسمت بالنظرة النقدية في معالجة قضايا التعليم الاسلامي في اوروبا. ولم يكتف منتقدو النظام التعليمي الاسلامي السائد حاليا في اوروبا، باظهار عيوب هذا النظام وقصوره، بل قدموا تصورا عن التوجهات والبدائل المستقبلية.

وأجمع المؤتمرون على ضرورة التنسيق وتبادل الخبرات في ما بين المؤسسات التعليمية الاسلامية في اوروبا، بهدف تقييم هذه التجارب والوصول الى صيغة لنظام تعليمي اسلامي في اوروبا يلبي متطلبات الوجود الاسلامي في الغرب، مع الاخذ بأساليب الحياة المعاصرة من علوم وتكنولوجيا الخ..

وكان واضحا للمشاركين في هذا المؤتمر ان انعقاد مؤتمر «تعليم المسلمين في اوروبا» الذي عقد اخيرا في بون كان ثمرة لجهود مشتركة بين جمعيتي علماء الاجتماعيات المسلمين في بريطانيا والمانيا والمركز الاسلامي الثقافي في ايرلندا، بالاضافة الى منظمات ومؤسسات اسلامية اوروبية اخرى، وان اللجنة المنظمة عملت بروح الفريق الواحد، مما كان له اثر طيب بين المشاركين.

يذكر ان الدكتور انس الشيخ علي رئيس جمعية علماء الاجتماعيات المسلمين في بريطانيا قدم في ختام اعمال المؤتمر جائزة الجمعية السنوية لعام 2002 الى الدكتور زكي بدوي مدير الكلية الاسلامية في لندن لخدماته المهمة في مجال التعليم والفكر الاسلامي وتعزيز الحوار بين الاديان والثقافات والحضارات.