مجلس الأديان البوسني يعد قانونا للحريات الدينية

TT

أعد مجلس الأديان البوسني نص قانون الحريات الدينية، لعرضه على مجلس الرئاسة البوسني، ثم البرلمان المركزي للمصادقة عليه. ويعتبر القانون الذي ينتظر ان يوقع عليه مجلس الرئاسة البوسني ويقره البرلمان الجديد احدى الخطوات الهادفة لضمان حرية التدين، ويكفل لها الضمانات الكافية. كما يعد القانون الجديد العمود الفقري لمهام ونشاطات وزارة الشؤون الدينية التي سترى النور عند تشكيل الحكومة الجديدة من الاحزاب الفائزة في الانتخابات. ويشمل قانون الحريات الدينية عقوبات رادعة لمن تسول له نفسه الاستهزاء بدين أو برجاله. كما ان هناك عقوبات رادعة لمن يعتدي على المعالم الدينية مهما كانت. وقال احمد جيليتش المحامي: «وزارة الشؤون الدينية ستعنى بكل ما يخص الامور الدينية بما فيها الاعتداءات اللفظية والمادية التي تتعرض لها الرموز الدينية في البوسنة وتشمل جميع المستويات، وتصل العقوبات الى حد خمس سنوات سجناً» وأعرب الدكتور مصطفى تسيريتش رئيس العلماء ورئيس المشيخة الاسلامية ورئيس الاديان البوسني عن سعادته باستكمال نص قانون الحريات الدينية في البوسنة. وقال ان «ذلك من شأنه ان يوسع قاعدة السلام والامن والتغيير في البوسنة والهرسك». ودعا رئيس العلماء صرب البوسنة الى رفع ايديهم عن ممتلكات الاوقاف التي صادروها اثناء الحرب، واعادة ممتلكاتها للمشيخة الاسلامية، وعدم السماح لأي كان بالاستحواذ عليها، سواء كان ذلك من قبل الاشخاص أو المؤسسات الحكومية. كما دعا الى الاسراع في اعادة بناء جامع الفرهادية التاريخي ببنيالوكا والمساجد الستة عشر الأخرى التي هدمها الصرب اثناء الحرب.

وقال: «بيوت الاوقاف المأهولة هي منشآت وقفية وستبقى كذلك مهما استمرت مدة المصادرة». وحذر من ارتكاب أخطاء جسيمة، حيث ان «الاوقاف لا تباع ولا تهدى». وكانت انباء قد تحدثت عن نية الحكومة الحالية التي ستحل نهاية العام بيع البيوت الوقفية، التي يسكنها منذ سنين مواطنون بوسنيون. ولا يعرف ان كان القانون الجديد سيطبق على الاعتداءات التي تمت في الماضي، أم في الفترة التي تعقب الموافقة عليه من قبل مجلس الرئاسة ومصادقة البرلمان المركزي عليه. وكانت اعتداءات كثيرة تعرضت لها المساجد وصلت الى حد النسف بالديناميت والقصف بالدبابات والمدافع الثقيلة، كما قتل عدد كبير من الائمة وتعرض ويتعرض العشرات منهم لاعتداءات لفظية في مناطق السيطرة الصربية. وقد تعرضت عدة مساجد في شهر اكتوبر (تشرين أول) الحالي لاعتداءات من بينها مسجد في منطقة زفورنيك بشرق البوسنة والهرسك.

من جهة أخرى تستعد المشيخة الاسلامية لاستقبال شهر رمضان المبارك، بجملة من النشاطات المعهودة، منها تخصيص وعاظ داخل المساجد، وارسال دعاة للجاليات البوسنية في أوروبا والولايات المتحدة واستراليا لتوعية الجالية البوسنية هناك وربطها روحيا وثقافيا بالبوسنة، اضافة لاستعداداتها للبرامج الرمضانية في الاذاعات ومحطات التلفزيون، وتنظيم الافطارات الجماعية. كما تستعد فرق الانشاد الاسلامي التابعة للمدارس الاسلامية في البوسنة والهرسك لاقامة حفلات داخل البوسنة وخارجها بهدف تنويع طرق الاستقطاب الجماهيري، ومن تلك الفرق التي اعلنت عن انهاء استعداداتها فرقة المدرسة الاسلامية بموستار (120 كيلومترا جنوب شرق سراييفو).