دراسة تناقش حقوق الإنسان والإسلام في السعودية

TT

تواجه المملكة العربية السعودية حملات ظالمة من قبل بعض المنظمات ووسائل الاعلام المختلفة، بزعم ان ما تقوم به المملكة من تطبيق للأحكام الشرعية، فيه انتهاك لحقوق الانسان واعتداء على الحريات، وان ما تقدمه من مساعدات واعانات لرفع المعاناة عن بني البشر فيه دعم للتطرف والارهاب.

من هذا المنطلق، اصدر الكاتب السعودي الدكتور، سليمان بن عبد الرحمان الحقيل، أستاذ التربية بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، مؤلفا بعنوان «حقوق الانسان في الاسلام وتطبيقاتها في المملكة العربية السعودية» وهو عبارة عن بحث متكامل من عشرة فصول لتوضيح الحقائق وبيان وجه الحق في ما يثار حول تطبيقات الاحكام الاسلامية في المملكة.

خصص الباحث الفصول الأولى من الكتاب لتوضيح عدة امور تتعلق بتعريف عام بدين الاسلام منها: ان دين الاسلام الذي تدين به المملكة العربية السعودية هو استسلام لكل ما جاءت به الرسل من أولهم الى آخرهم وأنه صالح لكل زمان ومكان. وان القرآن الكريم دستور المملكة، هو المصدر الاساسي للشريعة الاسلامية، وأن الاسلام يهدف في ما يهدف الى تكوين الانسان الصالح والأسرة الصالحة والمجتمع الصالح. وفي فصول اخرى خصصها الباحث لتوضيح حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب للرد على الشبهات المثارة حولها، واوضح الباحث هنا ان دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليست مذهباً جديداً في الاسلام، وان جوهر دعوته هو تنقية التوحيد مما شابه من البدع والخرافات، وان الشيخ محمد عبد الوهاب واتباعه لا يكفرون المسلمين، وان دعوته، ابعد ما تكون عن التزمت والتطرف والغلو. وان الدعوة السلفية، ونبل اهدافها وآثارها الطيبة لا توجد في المملكة وحدها، وانما في معظم بلدان العالم الاسلامي.

ويؤكد المؤلف في هذا الكتاب، حول ما يثار عن حقوق الانسان في الاسلام وتطبيقاتها في المملكة، على ان تطبيق الحدود الشرعية في المملكة يتم طبقاً لنصوص القرآن الكريم، فما من حد يقام من الحدود الشرعية الا وله مستند ودليل في الكتاب والسنة، وان اقامة الحدود الشرعية من أهم الضمانات اللازمة للمحافظة على حقوق الانسان الاسلامية وهي : الدين والنفس والعقل والعرض والمال. وحول موقف الاسلام من التطرف والارهاب، يوضح الكاتب ان المملكة تنـــطلق في مساعداتها المادية والمعنوية للآخرين من منطلقات وأهداف اسلامية وانسانية فحسب، مع التأكيد على رفض الاسلام للارهاب وأنه لا يجيز الاقــــــدام عليه ولا المســــاهمة فيه ولا التخطيط له والتستر عليه.

ويخلص الباحث الى أن ما يثار ضد المملكة العربية السعودية بسبب تنفيذها تعاليم الاسلام وتطبيقها لشريعته، موجه الى تعاليم الاسلام وليس موجهاً الى النظام السياسي في المملكة، وان اثارة هذه الشبهات والانتقادات من قبل مثيريها ناتجة، اما من جهل بالاسلام وتعاليمه وأهدافه وشموله، او انها ناتجة عن سوء نية بهدف تشويه سمعة الاسلام وأهله.