الشيخ الكيلاني: الأميركيون آمنون في بلادنا ولا يجوز الغدر بهم

رئيس علماء الشريعة في حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني: لا للثورة على الحكام والديمقراطية وسيلتنا للوصول إلى الحكم

TT

اصدر مؤتمر علماء الشريعة الإسلامية الأول في حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني أربع فتاوى دينية تحرّم التعامل مع أميركا المعادية ومقاطعة البضائع الأميركية وتحريم التعامل مع أميركا في غزوها للعراق أو أي بلد إسلامي، وبيّنت الفتاوى أيضاً أحكام الشرع في الجهاد وواجب الأمة في عدم الإذعان لأي جهة تعطّل فرض الجهاد.

ودعا الدكتور الشيخ إبراهيم زيد الكيلاني، رئيس لجنة العلماء في الحزب، في حديث لـ «الشرق الأوسط»، كل المسلمين حكاماً ومحكومين، لاستباحة المصالح الأميركية إذا ما اعتدت أميركا على العراق، لكنه اكد أن دعوته لا تعلن الحرب على أميركا، بل انه كعالِم، يبيّن حكم الله للناس.. فيما رفض الدعوة للثورة المسلحة على حكام المسلمين، بل طالبهم بالديمقراطية لأنها الوسيلة الوحيدة للوصول للسلطة.

واستنكر قتل الدبلوماسي الأميركي في عمّان، وقال «لا يجوز الغدر بالآمنين من الأميركيين في البلاد الإسلامية».

* اصدرتم كلجنة إفتاء داخل حزب جبهة العمل الإسلامي فتاوى، هل هي ملزمة للمسلمين؟

ـ هذه الفتاوى ملزمة أدبياً وليس قانونياً، لأن الإلزام يحتاج إلى سند قانوني.

* هل هي ملزمة لأعضاء حزبكم؟

ـ طبعا، ملزمة لجميع الأعضاء.

* هل من مهمة الأحزاب السياسية اصدار فتاوى دينية؟

ـ حزبنا إسلامي ويختلف في فكره عن حزب البعث أو الحزب الشيوعي، ولدينا لجنة لعلماء الشريعة مهمتها بيان الحكم الشرعي في جميع أمور المسلمين.

* والإفتاء مهمة مفتوحة؟

ـ لا طبعاً، لا يوجد في الإسلام كهنوت، وكل من تتوفر فيه الشروط الشرعية لبيان أحكام الشرع يستطيع فعل ذلك.

* سبق ان اصدرتم فتوى مشابهة في العام الماضي، ما الجديد في هذه الفتوى؟

ـ الصيغة السابقة كانت موجهة للدول الإسلامية التي تقدم تسهيلات لأميركا للاعتداء على أمة الإسلام. لكن الفتوى الجديدة موجهة للشعوب، حيث تدعو كل مسلم حاكماً أو محكوماً، بأن يستبيح المصالح الأميركية أينما كانت إذا اعتدت أميركا على العراق أو احتلته.

* هل فتواكم هي صيغة جديدة لمقاومة التطبيع بعد اعتقال الأجهزة الأمنية الأردنية لأعضاء في لجنة مقاومة التطبيع وتقديمهم للقضاء؟

ـ لا علاقة لها بحبس اعضاء اللجنة، وهذا خطنا ونحن سائرون عليه.

* العاهل الأردني الملك عبد الله يرفع شعار «الأردن أولا»، ويطالب الأحزاب الأردنية بالاهتمام بالقضايا الداخلية أولا، أليس في فتواكم خروج على الشعار المطروح؟

ـ نحن نرى أن عملنا هذا ينسجم مع شعار «الأردن أولا»، لأننا نسعى لحماية الأردن من مخاطر اليهود والأميركان.

* هل فعلا بإمكان المسلمين مقاطعة أميركا في ظل العولمة المفروضة، والاضرار بمصالحها الاقتصادية؟

ـ نحن نُقدم إطاراً عاماً لمقاطعة المنتجات الأميركية في بلاد المسلمين، لكن الحكومات تضغط على لجان المقاطعة، ونحن نمثل تياراً للمقاومة ربما لا يؤثر في اقتصاد الولايات المتحدة الضخم، لكننا نطمح لإيجاد مقاومة شعبية لهذا العدو الذي يحاول أن يقضي على وجودي كمسلم، ونحن نحفز الناس لإيجاد شعور مقاوم يرفض الاستسلام.

* لماذا لا تقدرون ظروف المسلمين، حكاماً ومحكومين، بأنهم لا يتحالفون مع أميركا بقدر ما يحاولون اتقاء غضبها؟

ـ هذا صحيح، بالنسبة للحكام فهم بين مُذعن، أو مُطيع، أو مستسلم، لكننا نعتقد أن المعركة انتقلت إلى الشعوب الإسلامية لتقوم بواجب الدفاع عن أوطانها ومقدساتها.

* تحرّمون تقديم المساعدة للأميركان في عدوانهم على الأمة الإسلامية، لماذا لا تحدّدون دولاً بعينها تعلن أنها تقدم مثل هذه المساعدات، قطر وتركيا وباكستان، بينما ترفض دول أخرى تقديم أي نوع من المساعدة؟

ـ التحديد ليس من شأننا كعلماء للشريعة، لأن الكثير من الدول تنكر أو تتكتم على أفعالها، وهذا قد يوقعنا في محظورات سياسية لا نريد الخوض فيها، نحن نبيّن الحكم الشرعي الذي لا يستثني أحداً، في تحريم موالاة اليهود والأميركان لأنهم يقاتلون المسلمين ويخرجونهم من ديارهم.

* وبماذا تطالبون الشعوب الإسلامية؟

ـ الشريعة أوجبت قتالهم ورد عدوانهم.

* هل يُفهم من كلامك أنكم تعلنون الحرب على أميركا؟

ـ لسنا دولة حتى نعلن الحرب، نحن نبين أحكام الله، وعلى الناس أن يختاروا الوسائل المناسبة للدفاع عن ارضهم وهويتهم، والعالِم في الشريعة ليس قائداً عسكرياً يضع الخطط للمقاومة أو الجهاد، بل يحدد الحكم الشرعي.

* حزبكم ندد قبل أيام بعملية اغتيال الدبلوماسي الأميركي في عمّان، والآن تصدرون فتوى بقتال أعداء الإسلام، ألا يوجد تناقض في خطابكم؟

ـ لا يوجد تناقض، نحن نقول انه إذا اعتدت أميركا على العراق فمصالحها كدولة وكقوة عسكرية يجب ضربها، أما الآمنون داخل البلاد الإسلامية فلا يجوز الغدر بهم، لأنهم دخلوا بيوتنا آمنين.

* إذا وقع اعتداء اميركي على دول مسلمة، ماذا أنتم فاعلون؟

ـ لا نملك إلا بيان الحكم الشرعي والبقية على الشعوب، نحن كعلماء لا نملك الجيوش أو الدبابات أو الطائرات، لكن على الناس أن يفكروا ويقاوموا ويجاهدوا اذا كانوا يقيمون حكم الله.

* هل تطالبون الشعوب المسلمة بإعلان الجهاد على حكامها إذا عطلوا أحكام الشرع في الجهاد؟

ـ نحن لا ندعو للثورة المسلحة، انما ندعو لاستعمال الوسائل الديمقراطية، ونحن كحزب في الأردن اتخذنا الوسائل الديمقراطية، وكذلك فإن المسلمين في تركيا اوصلتهم الديمقراطية الى الحكم، لكن المصيبة في الحكام المستبدين الذين يخنقون الحريات العامة ويمنعون الشعوب من اختيار طريقها، وهذا أدى إلى سيطرة التخلف في كل نواحي الحياة في الكثير من بلاد المسلمين.

* أنتم تطالبون بالديمقراطية أم بالشورى؟

ـ اعتقد أنهما مترادفان، فإذا نظرنا الى ان الديمقراطية هي حكم الشعب بالشعب وللشعب فهذا هو (وأمرهم شورى بينهم).. ونحن لا نضع إلا قيداً واحداً على الممارسة الديمقراطية بألا تخرج عن شرع الله.

* ومن لا يطبّق شرع الله؟

ـ الشعب الإسلامي يجب أن يُطالب بحكام يطبّقون شرع الله.

* لكن الديمقراطية ملزمة؟

ـ والشورى ملزمة وليست مُعلمة، والديمقراطية ملزمة وهي وسيلة الشعوب الإسلامية للوصول إلى السلطة.

=