دراسة حول مزاعم الغرب وتبنيه لفكرة صدام الحضارات

TT

فندت الدكتورة هالة مصطفى الباحثة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بعض الآراء التي تعتقد بوجود صدام بين الحضارة الاسلامية والحضارة الغربية، وساقت من خلال كتابها «الاسلام والغرب من التعايش إلى التصادم» الصادر حديثاً ضمن مطبوعات مكتبة الأسرة، مجموعة من الحقائق التاريخية والمنطقية التي تنفي المقولة بوجود صراع بين الحضارات، وتؤكد على التكامل والتعاون بين الحضارات الانسانية وخاصة الحضارة الاسلامية.

ويتناول الكتاب القضية في فصلين حيث يتناول الفصل الأول قضية التفاعل الحضاري بين الاسلام والغرب عبر التاريخ، وتشير المؤلفة إلى أن هاتين الحضارتين الاسلامية والغربية قد شهدتا على مر العصور عوامل شد وجذب كثيرة.. فكان اللقاء والتواصل تارة والاختلاف والانقطاع تارة أخرى .. وامتد هذا التأثير والتأثر الى كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية.

وأشارت الكاتبة الى ان تأثر الحضارة الأوروبية بالحضارة الاسلامية تؤكده شواهد عديدة، فهناك الجانب الديني على سبيل المثال حيث ظهرت وانتشرت الأديان السماوية الثلاثة (اليهودية والمسيحية والاسلام) في منطقة الجزيرة العربية، وبالتالي فان أوروبا في انتمائها الديني المسيحي تكون لها جذور شرقية. هناك أيضاً مجال الطب والعلوم.. والفلك والرياضيات والأدب والفنون، كل تلك المجالات الثرية كان للعرب باع كبير فيها خلال تلك السنوات البعيدة، حيث كان المسلمون منغمسين في بناء الحضارة والعلوم بينما كانت أوروبا تغط في سبات العصور الوسطى (المظلمة). على الجانب الآخر هناك التأثير الذي أحدثته النهضة الأوروبية الحديثة بكل مجالاتها وفروعها الاجتماعية والسياسية والأدب والفنون والعلوم والعادات والتقاليد على الحضارة العربية والاسلامية.. حيث عرفت القارة الأوروبية المنجزات العلمية والاختراعات الحديثة التي غيرت وجه التاريخ، كما أنها تميزت بطريقة تنظيمها لأمور الحكم والسياسة في دولها في الفصل الثاني الذي يحمل عنوان اشكالية العلاقة مع الغرب في العصر الحديث. وتحدثت المؤلفة عن أثر الحملة الفرنسية على مصر من خلال قضيتين أساسيتين: النزعة القومية المصرية ثم قضية الديمقراطية حيث جاءت حملة نابليون حاملة معها رياح أفكار الثورة الفرنسية ومبادئها.