وكيل وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية: مركز خادم الحرمين الشريفين في سراييفو يقدم برامج تعليمية ودعوية وتثقيفية للبوسنيين

TT

زار الشيخ عبد العزيز العمار، وكيل وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في السعودية البوسنة والهرسك، لتفقد سير العمل بمركز خادم الحرمين الشريفين بسراييفو والذي تشرف عليه الوزارة، وتعد زيارة الشيخ العمار الرابعة للبوسنة. «الشرق الأوسط» التقت الشيخ العمار وسألته اولا عن دواعي الزيارة فقال: «مركز خادم الحرمين الشريفين تاج على رأس الاعمال الخيرية التي نفذتها السعودية في البوسنة والهرسك، هذا الذي اسس على هدى وتقوى من الله سبحانه وتعالى لخدمة الشعب البوسني الشقيق، وهو الآن تحت اشراف وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد، وسبب وجودي في سراييفو هو تفقد احوال المركز وشؤونه. وقد سبق وان زرت المركز قبل سنة لتوقيع مذكرة التفاهم بيننا وبين المشيخة الاسلامية في البوسنة والهرسك، كما كنت ضمن الحاضرين عند افتتاح جامع ومركز خادم الحرمين الشريفين من قبل الامير سلمان بن عبد العزيز امير منطقة الرياض ورئيس الهيئة السعودية العليا لمساعدة البوسنة والهرسك.

* ما هو برنامج زيارتكم للبوسنة وتحديدا لمركز خادم الحرمين الشريفين، هل لديكم نية لزيارة بعض الشخصيات في البوسنة؟

ـ برنامج زيارتي هو الاطلاع على نشاطات المركز وتفقد سير العمل به، واللقاء بسفير خادم الحرمين في سراييفو، ولقاء اخواني في المشيخة الاسلامية وبعض المسؤولين في الدولة عن الشؤون التعليمية والدينية. وقد وجدت المركز والحمد لله يسير بشكل جيد وهذا كله بفضل الله ثم بدعم الحكومة السعودية ومتابعة واشراف فهد الزيد، السفير السعودي في سراييفو الذي وجدنا منه كل الدعم للمركز، كذلك لمسنا الدعم من اخواننا البوسنيين سواء من رجال الحكومة او الشعب، لايمانهم برسالة المركز وثقتهم في حكومة السعودية، التي تقوم بنشر الدعوة الاسلامية في كل انحاء المعمورة من دون مَنٍّ ولا أذى، او تدخل في الشؤون الداخلية للدول. والسعودية، كما يعلم القاصي والداني تنتهج المنهج الوسط، في دعوتها للاسلام بعيدا عن الغلو والتطرف. ونحن نرى ان الاسلام رسالة خير، ورسالة محبة، ورسالة هدى للبشرية. ثانيا نرى بحكم تاريخنا العظيم، وحضارتنا العظيمة، ان الحضارات لا تزدهر، إلا بتعايش الانسان مع اخيه الانسان، بغض النظر عن دينه، وبغض النظر عن مذهبه، والحضارة الاسلامية جمعت مختلف الشعوب، والثقافات وألفت نسيجا تعدديا متعايشا. والحضارة الانسانية لن تتقدم إلا اذا اعطت الاقليات حقوقها، واعترفت بوجود الآخر.

* وزارة الشؤون الاسلامية في السعودية لها دور رائد في مجال عضد الاقليات المسلمة في العالم، هل يمكن ان تحدثونا عن مشاريع الوزارة في البلقان؟

ـ وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد مسؤولة عن الاوقاف والمساجد في السعودية، وعن الدعوة في الداخل والخارج، وكل ما يتعلق بالشؤون الاسلامية، بحكم اختصاصها، وبدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وتوجيه ومتابعة من الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد والاوقاف، قامت بأعمال كثيرة في توجيه الناس وتعليمهم، وفي طباعة المصحف الكريم، وارسال الدعاة للخارج، وتوعية الحجاج، سواء كان قبل او اثناء او بعد الحج. الوزارة بحكم اختصاصها مسؤولة عن طباعة المصحف الكريم، وبناء المساجد والاهتمام بخطباء المساجد، يوجد في السعودية ما لا يقل عن 43 ألف مسجد، منها 11 ألف جامع، وهذه كلها تحت اشراف الوزارة الى جانب الاوقاف، تقوم بتقديم المساعدات ورعاية المراكز الاسلامية، ومتابعة قضايا المسلمين. ومن المعالم التي ترعاها الوزارة في الخارج جامع ومركز خادم الحرمين الشريفين في سراييفو، ولنا دعاة في بعض المناطق في اوروبا الشرقية، وارسلنا دعاة وقراء في رمضان لعدة دول. واقمنا عدة دورات هذه السنة في دول من اوروبا الشرقية. منها رومانيا وبلغاريا وسلوفاكيا، كما نقوم بارسال الكتب لدول اوروبا الشرقية، والتي يحتاجها المسلمون لمعرفة أمور دينهم. والوزارة عند ارسال الدعاة، وطباعة الكتب، واقامة الدورات، تأخذ بالمنهج المعتدل الذي تسير عليه السعودية في دعوتها. وهذا المنهج هو الذي جعل لها قبولا في العالم الاسلامي وغيره.

* هل لديكم نشاطات في منطقة السنجق وصربيا والجبل الاسود وكرواتيا ومقدونيا؟

ـ هذه الدول ضمن نشاطاتنا في اوروبا الشرقية، ويتمثل في اختيار دعاة من طلبة الجامعة الاسلامية من اصل هذه البلاد للقيام بأمر الدعوة، وارسال بعض الكتب، واقامة بعض الدورات، وقد وفق الله الوزارة في الاعوام الاخيرة توفيقا كبيرا، في اقامة الدورات التعليمية المختلفة للمسلمين في المنطقة، ويبلغ عدد الدعاة في هذه البلاد 35 داعيا، مكلفين من قبل الوزارة، كما اقمنا اكثر من ثماني دورات العام الماضي في اوروبا الشرقية.

* هل هناك مشاريع مستقبلية تنوي الوزارة القيام بها مستقبلا في البوسنة؟

ـ لا استطيع ان اقول مشاريع، ولكن عملنا المستقبلي، هو امتداد لما نقوم به وهو الاستمرار في عملنا الحالي، في اقامة الدورات المختلفة، وكفالة الدعاة، وارسال الكتب.

* تعرضت بعض المؤسسات الاغاثية السعودية لبعض الضغوطات، ولا تزال احدى المؤسسات السعودية وهي الحرمين الخيرية متوقفة عن النشاط في البوسنة بسبب وقف حساباتها، هل للوزارة دور في حلحلة ازمة «الحرمين» مع الحكومة البوسنية.

ـ اقول بكل وضوح، السعودية قدمت مساعدات ولا تزال تقدم للبوسنة والهرسك، ولدى المسؤولين البوسنيين يقين بأن المساعدات السعودية لا يذهب منها أي شيء لأي اغراض أخرى، ونحن بدورنا نرفض ولا نقبل ان تستخدم المساعدات السعودية للتخريب او الاذى، وهذا يقين لدينا، لأن السعودية لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ولا يمكن للمساعدات السعودية ان تكون مدخلا للأذى. وكل المشاكل التي تتعرض لها المؤسسات السعودية جميعها بسبب الشبهات، ولا يمكن لاحداها ان تصل لدرجة اليقين. كل ما يقال من ان «الحرمين» فعلت كذا، او المؤسسة الفلانية فعلت كذا كلها شبهات، ونحن نجد ان القضايا التي وصلت للمحاكم انصفت الهيئات الاغاثية وبرأتها من التهم الملفقة ضدها. ونحن نشكر الحكومة البوسنية على تعاونها معنا في ما يتعلق بإدارة شؤون المركز الثقافي، واقول ان السعودية التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين، وشرفها بخدمة المسلمين انما تقدم هذه المساعدات من دون منٍّ وأذى، ودون التدخل في شؤون الآخرين، على اساس المنهج المعتدل الذي تقوم عليه السعودية.