خلاف فقهي حول دهان الوجه بالكريم أثناء الصيام

د. عبد السميع: مكروه أثناء الصيام إذا كانت المرأة تضعه لتبدو جميلة في عيون زوجها

TT

اختلف علماء الأزهر حول جواز استعمال كريم الوجه أو الجلد أثناء الصيام حيث ذهب فريق من العلماء إلى جواز استعمال الكريمات أثناء الصيام خاصة إذا كانت هذه الكريمات تؤدي إلى تحسين جلد الإنسان وتحافظ على جماله ورونقه بينما تحفظ فريق آخر، وأفتى بكراهية استعمال الكريمات أثناء الصيام.

يقول الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر ان استعمال كريم للوجه أو للجلد في نهار رمضان من الأشياء المباحة بل والمستحسنة لأن ذلك يحافظ على رونق الوجه والجلد وبهائه ولا يجعله يتأثر بمؤثرات الجو من برودة وحرارة إلى غير ذلك بل أن كثيرا من أطباء الأمراض الجلدية يوصون باستعمال هذه الكريمات في الشتاء وقت البرد الشديد حتى لا يؤثر ذلك على جلد الإنسان ولا حرمة في ذلك مطلقا وليس لذلك تأثير على صوم الصائم ولكن بصفة عامة إذا كان وضع الكريم على بشرة الوجه للعمل على لفت نظر أحد الجنسين للآخر فلا يصح ذلك.

أما الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر فيقول ان وضع المسلم أو المسلمة لبعض الكريمات على الوجه أو الجلد لترطيب البشرة والمحافظة على نعومة الجلد أثناء نهار رمضان لا يؤثر على الصيام ولا حرمة في ذلك مطلقا لأن هذه الكريمات للاستعمال الخارجي توضع على الجلد ولا تصل إلى جوف الإنسان بينما يذهب الفريق الآخر إلى ان استعمال الكريمات أو وضع المرأة لمساحيق على الوجه مكروه شرعا يقول الدكتور أسامة السيد عبد السميع أستاذ الفقه في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر ان استعمال المسلم أو المسلمة لبعض الكريمات وان كان لا يبطل الصيام لكنه يقلل من ثوابه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «رب صائم ليس له من صيامه الا الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيامه الا السهر» وهذا هو صوم العوام الذي يسقط الفريضة عن المسلم.

ويضيف الدكتور أسامة ان استعمال هذه الكريمات أثناء الصيام مكروه خاصة إذا كان وضع هذه الكريمات من قبل المرأة لتبدو جميلة في نظر زوجها أو العكس لأن الصيام هو الإمساك عن جميع الشهوات وبالتالي يجب على المسلمين تحقيق الحكمة من الصيام وقيام الليل بالذكر والصلاة وقراءة القرآن الكريم والنهار بالمداومة على الطاعة لله سبحانه وتعالى بالسعي في أكناف الأرض من أجل الرزق والعمل الجاد المثمر الذي ينفع المجتمع الذي يعيش فيه المسلم. ويتفق مع الدكتور أسامة في رأيه السابق الشيخ عبد العظيم الحميلي عضو لجنة الفتوى السابق بالأزهر حيث يقول ان التزين بالمساحيق والكريمات والألوان وان كان لا يبطل الصيام الا انه مكروه في نهار رمضان، وهو ان كان من أجله ربما جره إلى الفطر وهذا حرام لأن كل ما يجر إلى الحرام فهو حرام وان كان لمجرد الزينة فالأولى تركه فالصيام الكامل صيام عن كل ما تشتهيه النفس.