باحث إسلامي يتحرى «معرفة شأن القرآن الكريم»

TT

أعد الداعية والباحث الإسلامي محمد أبو البشر رفيع الدين من خلال جهد شخصي كتابا بعنوان «معرفة شأن القرآن الكريم» وكان نتاج رحلة طويلة للدعوة إلى الله في عدد من دول شرق آسيا وغرب أفريقيا، ومحاولة منه لسبر المعاني الجمالية في القرآن الكريم وتأثيرها في المسلمين العجم قبل العرب. وعزا رفيع الدين الباحث في إدارة المكاتب في الخارج التابع لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة الدوافع التي جعلته يطرح هذا البحث بعد أن وفق في الدعوة في البلدان التي زارها خلال دعوته عندما واجه أقواماً لا تعرف عظمة القرآن وسر بقائه على مدى الدهور والأزمان. ويتحرى رفيع الدين في كتابه الذي ترجم إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والعديد من اللغات، عوامل جمع القرآن الكريم في عهد الصحابة الكرام خاصة عندما أشار الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بجمع القرآن في مصحف واحد خشية أن يذهب القرآن بذهاب الحفظة الذين شاركوا في موقعة اليمامة، ثم جمع المصحف في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وبعد توسع الدولة الإسلامية واتصال العرب بالعجم والإفرنج عندما أشار صاحب رسول الله حذيفة بن اليمان على عثمان بجمع القرآن في مصحف وقراءة واحدة حتى لا تختلف الأمة في كتابها «المعجزة» كاختلاف اليهود والنصارى على كتبهم المقدسة. ويقول رفيع الدين ان جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر كان عبارة عن نقله وكتابته في صحف مرتبة الآيات، بينما كان جمعه في عهد عثمان عبارة عن نقل ما في ذلك المصحف في لهجة واحدة «لهجة قريش» عند الاختلاف، مع الاحتفاظ بنمط القراءات السبع التي تواترت إلى عهدنا الحاضر.

وركز المؤلف في بحثه الذي قدم له الدكتور حسن محمد باجودة عميد كلية اللغة العربية في جامعة أم القرى في مكة المكرمة، على الأحاديث النبوية التي تتناول شأن القرآن الكريم على رسول الله عليه الصلاة والسلام وعلى الملائكة الكرام، وتعظيمه وصفة الوحي عندما ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أن القرآن يفسر ويكمل بعضه بعضا ولا ينقص منه شيء، مع إيراد الأقوال المأثورة عن الصحابة وكبار التابعين في شأن القرآن الكريم وتعظيمه والعمل به، ومنها قول ابن عباس رضي الله عنهما: «ما من قرأ القرآن ولم يعلم تفسيره إلا بمنزلة الأعرابي يقرأ ولا يدري ما هو»، وقول التابعي الكبير سعيد بن جبير: «من قرأ القرآن ثم لم يفسره كان كالأعمى أو كالإعرابي». وفي تكريم وتعظيم المصحف يسرد الباحث رواية عن ابن أبي مليكة عن عكرمة بن أبي جهل أنه كان يضع المصحف على وجهه ويقول: «كتاب ربي.. كتاب ربي».

وضمن محمد أبو البشر كتابه بتراجم الأعلام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين، ورواة الأحاديث.

ويختتم رفيع الدين بحثه بالقول: ان للقرآن الكريم عظمة وجلالا لا يمكن لأحد بلوغ غاياتها، لأنه كتاب الله الذي أعجز الجن والإنس عن الإتيان بمثله. والكتاب في مجمله دعوة من المؤلف لأمة الإسلام للاهتمام بالقرآن العظيم الذي هو تراث الأمة وشرفها ومجدها متمثلا بخطاب المولى عز وجل للنبي محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم: «فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم، وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون».