علماء الدين في مصر يختلفون حول عمل المرأة بالإفتاء

TT

اثارت دعوة الدكتورة سعاد صالح استاذة الفقه بكلية الدراسات الاسلامية بجامعة الازهر الى تعيين مفتية للنساء في مصر جدلا واسعا بين علماء الدين.

وقالت الدكتورة سعاد صالح انني أطالب بدور رسمي للمرأة في العمل الديني والدعوة الاسلامية، فمن خلال بحثي وقراءاتي المستمرة وجدت اجماع الفقهاء والمفسرين المحدثين والاصوليين على ان الذكورة ليست شرطا للإفتاء وان المرأة لها أن تفتي بصفة عامة رجالا ونساء وبصفة خاصة النساء، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يسترشد بأمهات المسلمين في توضيح الأمور الخاصة بالنساء فما المانع ان يخصص للنساء يوم في دار الإفتاء المصرية مع استاذة متخصصة لرفع الحرج عنهن وللإجابة عن استفساراتهن؟ والمفتي الرجل قد يشعر بالحرج عندما يجيب على أسئلة خاصة بالمرأة، كالأسئلة الخاصة بالطهارة والحيض وغيرها وهنا المرأة اذا سألت لاتتعرض للاحراج.

وأضافت الدكتورة سعاد انني لا أسعى لمنصب اطلاقا لانني أعمل استاذة بالجامعة ولكن أتقرب الى الله تبارك وتعالى بهذا الأمر حسبة وتطوعا وليس هدفي انشاء منصب رسمي لكي يكون مفت للرجال ومفتية للنساء ولكن اريد تخصيص غرفة بدار الإفتاء كمكان يثق فيه الجميع للرد على كثير من الاستفسارات التي ترد إلينا يوميا من نساء المسلمين.

وأوضحت الدكتورة سعاد «سبق وان عرضت هذه الرغبة على الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر السابق ورحب ترحيبا شديدا ووعد بدراسة الأمر ولكن لم نحصل على رد منه ونأمل ان تتحقق هذه الرغبة في عهد الدكتور احمد الطيب المفتي الحالي الذي أيد الفكرة ورحب بها».

ويؤيد الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية في القاهرة فكرة تعيين مفتية للنساء تبين حكم الشرع في كثير من المسائل التي تخجل المرأة من عرضها على الرجال.

وقال الشيخ البدري اذا تعلمت المرأة وأصبحت في منزلة علمية تتيح لها شرف الإفتاء بأن حصلت جملة صالحة من علوم الفقه والفتوى وأجازها شيوخها فإن من حقها ان تفتي لأي سائل رجلا كان أو امرأة بشروط الشرع كما قال الله تعالى: «واذا سألتموهن متاعا فأسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن».

وقد كانت السيدة عائشة أم المؤمنين تفتي بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منها أن تبسط ما يستحي ان يفصح عنه والاحاديث الدالة على ذلك كثيرة ومنها المرأة التي سألت كيف تتطهر من الحيض فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «خذي فرصة» اي قطنة ممسكة «أي بها مسك» فتطهري فسألت ثلاث مرات كيف، فيقول النبي «تطهري بها سبحان الله تطهري بها» فانتحت بها أم المؤمنين السيدة عائشة وقالت لها تتبعي بها اثر الدم.

وأضاف الشيخ البدري «وانه لما لحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى كان الرجال يأتون إليها ليسألوها وكانت راوية للحديث وبلغ ما روته قدرا كبيرا عن النبي صلى الله عليه وسلم».

وأوضح الشيخ البدري ان الامام السيوطي قال انه كانت له أكثر من مائة شيخة والمهم ان تكون فتوى المرأة بألفاظ وصوت لايثيران شبهة. بينما يرى الدكتور عبدالصبور شاهين الاستاذ في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وعضو المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية في القاهرة عدم جواز تولي المرأة منصب الإفتاء لأن فتواها ستكون ملزمة لكل الأمة والالتزام يكون ولاية، وهو لايجوز تطبيقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «لعن الله قوما ولوا أمرهم امرأة».

وقال الدكتور شاهين يمكن للمرأة ان تشرح لامرأة أخرى أمرا من أمور الدين وتلقي دروسا دينية للنساء وتعلمهن الفقه والتفسير والحديث وتبصرهن بدينهن.