وزير الشؤون الإسلامية في السعودية يطلع على خطة دراسة أوضاع المسلمين في الغرب بعد أحداث 11 سبتمبر

TT

اجتمع الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في السعودية والمشرف العام على مركز البحوث والدراسات الاسلامية امس بأعضاء اللجنة المعنية بدراسة اوضاع المسلمين في الغرب في ضوء الاحداث الاخيرة في مكتبه في الرياض، وذلك للاطلاع على خطة الدراسة المقدمة من اللجنة.

وحضر الاجتماع الدكتور مساعد بن ابراهيم الحديثي مدير عام مركز البحوث والدراسات الاسلامية في الوزارة ورئيس اللجنة المشرفة على الدراسة. وذكر رئيس اللجنة ان الوزير ارتأى ضرورة القيام بهذه الدراسة وتوضيح مواطن التغيير، واستشراف آفاق المستقبل، وتبيين ما ينبغي ان تتبناه الوزارة من خطط وبرامج، وما تقوم به من تحرك مدروس يساعد على اتخاذ القرارات المناسبة، ويراعي حساسية المرحلة ويلبي احتياجات الاقليات والجاليات المسلمة في دول الغرب، مما يساعدها على التمسك بدينها والحفاظ على هويتها والمطالبة بحقوقها المشروعة في ظل النظم والقوانين السائدة في تلك البلدان. وأشار الدكتور الحديثي الى ان الوزير ابدى استعداد الوزارة لدعم هذه الدراسة لكي تتحقق الفائدة المرجوة منها. كما ناقش اعضاء اللجنة آراءهم واستفساراتهم حول الدراسة، واستمعوا لتوجيهاته حول الخطة المقدمة لأخذها في الاعتبار.

وأوضح رئيس اللجنة ان اهداف هذه الدراسة تكمن في تحديد اهم المتغيرات الدينية والاجتماعية التي حدثت للمسلمين المقيمين في دول اميركا الشمالية واوروبا الغربية، في ضوء احداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001، والخروج باستراتيجية متكاملة لتفعيل دور الوزارة في الخارج فيما يتعلق بالتعامل مع المسلمين في دول اميركا الشمالية واوروبا الغربية وتحقيق احتياجاتهم وتحديد البرامج والخطط التي ينبغي ان تتبناها وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في السعودية في الوقت الحاضر للتعامل مع المستجدات، وقد نبعت فكرة هذه الدراسة بعد الاحداث الاخيرة، وما ترتب على ذلك من تغييرات كبيرة في وضع المسلمين في الغرب، وما تبع ذلك من إلصاق تهمة الارهاب بالاسلام والمسلمين، واستشعارا من السعودية ممثلة في وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد لدورها المهم في نشر دين الله في الارض على صورته الصحيحة، ودعوة الناس اليه، والدفاع عنه، وتقديم العون المعنوي والمادي لأتباعه ومعتنقيه في كل مكان، ومعرفة اوضاعهم بعد المتغيرات الاخيرة وما صاحبها من حملة اعلامية على المملكة بشكل خاص والاسلام والمسلمين بشكل عام، فقد عزمت الوزارة على تنفيذ هذه الدراسة لتوضيح الصورة الحقيقية عن الاسلام بعد التعرف على الآثار الجانبية التي احدثتها هذه الاحداث على وضع المسلمين في الخارج.

من جهة اخرى التقى الشيخ صالح آل الشيخ بوفد الدعاة الماليزيين الذين يزورون السعودية حاليا. وفي بداية اللقاء، الذي حضره الدكتور توفيق بن عبد العزيز السديري وكيل الوزارة للشؤون الاسلامية المكلف، وجه الوزير كلمة رحب فيها بالدعاة في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية. ونوه بالعلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين لا سيما في مجالات الاوقاف والشؤون الاسلامية، مشيرا الى اللقاءات والمؤتمرات الاسلامية التي تعقد في ماليزيا باستمرار، مثل مؤتمر وزراء الاوقاف والشؤون الاسلامية في الدول الاسلامية، الذي عقد قبل عدة اشهر في كوالالمبور.

واكد الوزير في كلمته ضرورة التواصل بين الدعاة في البلاد الاسلامية اليوم، لأن التحديات التي تواجه الأمة الاسلامية كبيرة سواء التحديات في عقيدتهم واسلامهم، او في استهداف علاقات بعضهم لبعض، او استهداف اوضاعهم الاجتماعية، او ارتباطهم الأسري او استهداف اجتماع الكلمة فيما بينهم. وقال: لذلك هذا التواصل للمشاورة، والمناقشة حول ما ينبغي ان تكون عليه الدعوة الاسلامية، لتحصل مصلحة الاسلام والمسلمين، والله ـ جل وعلا ـ يقول: «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، فاذا اعتصمنا بكتاب الله ـ جل وعلا ـ الاعتصام بايمان بما في محكمه والعمل بأوامره، ونواهيه يجعلنا نصل الى الخيرية التي جعلها الله لهذه الأمة.

وشدد الشيخ صالح آل الشيخ على ان الدعاة بحاجة الى تضافر الجهود والتعاون فيما بينهم لخدمة الاسلام، مشيرا الى ان تكثيف الدورات، والملتقيات الشرعية، ينمي القدرة على فهم الاسلام، موضحا ان الدعاة مع زحمة الاعمال يقل اطلاعهم ودراستهم، ويعتمدون على دراستهم الماضية، وينسون فاذا تكررت مثل هذه الدورات، والملتقيات اصبح هناك فائدة للدعاة، وفائدة ايضا للذين يحضرونها ويشاركون فيها.

واوصى الوزير الجميع بتحقيق معنى الاخلاص لله ـ جل وعلا ـ بالقول والعمل، وان لا يتجه العبد بقوله وعمله الا لربه، ليكون القصد هو وجه الله تعالى، وكذا تحقيق الالتزام بأوامر الله في كتابه، واوامر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سنته، وتبقى الحكمة ومراعاة الاوضاع، ولكن لا بد ان يتبين لنا الحق من الكتاب والسنة، ولا بد ان تتخذ خطة لنشر الدين والدعوة اليه بأسلوب طيب وهاد ينفع الناس ولا يضرهم.

كما اوصى الدعاة بالالتزام بمعنى الاخوة الاسلامية في الدعوة الى الله ـ جل وعلا ـ لأن اعداء الاسلام يبثون الفرقة، والواجب علينا ان نتآخى، لأن الآن هدفنا جميعا هو تحقيق الدعوة الاسلامية، حيث ان المشكلات الموجودة كبيرة جدا جدا، فيجب علينا ان نتآخى ونتآلف فيما بيننا، حتى تنتشر الدعوة بالطريقة السليمة، مؤكدا على ضرورة التعاون فيما بين الدعاة، لأن الانفراد في العمل اليوم في الدعوة لا يحقق المقصود، حيث لا بد ان يكون هناك اجتماع وتعاون ويكون تحت مظلة وزارة الشؤون الاسلامية، او وزارة الاوقاف، او وزارات الشؤون الدينية في أي مكان في العالم، وقد يكون عبر مكاتب الدعوة، او عبر المسجد، او قد يكون عبر الحي، مؤكدا معاليه ان المقصود ان يحصل هذا التعاون والتلاحم لتقوية الدعوة الاسلامية، لأن التعاون امر مهم واساس شرعي عظيم، قال الله تعالى: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان».

=