الزعماء الدينيون في البوسنة: الجرائم التي ترتكب باسم الدين جرائم بحق الدين

TT

أدان رؤساء الطوائف البوسنية عملية قتل ثلاثة كروات في وسط البوسنة، في حادثة فريدة من نوعها، حيث وجهت أصابع الاتهام لمسلم، ووجه الغرابة في القضية كما يقول الدبلوماسيون الغربيون هو أن المسلمين ظلوا على مدى عقود، خاصة العشر سنوات الماضية يُقتلون ولا يقتلون.

وقال رؤوف زعيموفيتش رئيس محكمة موستار والذي ينظر في قضية مقتل ثلاثة كروات قرب «كونيتس» «حتى الآن القضية من الناحية القانونية لم تخرج عن اطار العمل الجنائي، ولم تصل بعد إلى اعتبارها جريمة طائفية» واضاف: «البعض للأسف الشديد يحاول ان يلبسها لبوس الدين، على حساب الضحايا الابرياء». وعن سير التحقيقات، قال: «الشرطة لم تصل الى معلومات كافية عن دوافع وملابسات الحادث، وعما اذا كان عملا فرديا، أو قرارا اتخذته منظمة بعينها، والى حد الآن لم نتوصل الى نتيجة مؤكدة والتحقيقات لا تزال جارية».

وعن تعاطي الاعلام قضية مقتل الكروات الثلاثة قال زعيموفيتش: «هناك اشاعات كثيرة تقوم بعض وسائل الاعلام بترديدها، واختلاقها، ولكن الكلمة الاخيرة ستكون للمحكمة التي ستقف على تفاصيل الحادثة وتصدر حكمها فيها» وعن الحكم المتوقع على الجاني الذي وجد في بيته السلاح الذي استخدمه في قتل الكروات الثلاثة، قال «ستنفذ في حال ادانته اقصى الاحكام».

ولكن مصادر اخرى توقعت ان لا تزيد مدة الحكم الصادر بحقه عن 10 سنوات سجنا، نظرا لحالته النفسية والعصبية. وقد عرض المتهم على أطباء نفسيين لمعرفة وضعه الصحي من الناحية النفسية. وقال القاضي زعيموفيتش ان المتهم سيقضي عقوبة السجن بزينتسا بوسط البوسنة، وليس بموستار كما ذكرت بعض المصادر الاخرى.

وكان زعماء الطوائف الدينية في البوسنة والهرسك قد وقعوا بيانا سموه «رفع الصوت ضد الجرائم باسم الدين أو ضد الدين» وهو ثاني بيان يصدره الزعماء الدينيون ضد اعتداءات تشتم منها رائحة الطائفية، وكان البيان الاول قد صدر بمناسبة اعتداء تعرضت له مقبرة يهودية.

وأعلن القادة الدينيون للطائفة الاسلامية والارثذوكسية والكاثوليكية واليهودية وهم الدكتور مصطفى تسيريتش ونيكولا والكاردينال بوليتش ويعقوب فنسي، في بيانهم انهم ضد الاعتداءات التي تتعرض لها المعالم الدينية والعائدين لديارهم من مختلف الطوائف والمذاهب.

وجاء في البيان «البوسنة والهرسك دولة تعيش فيها طوائف متعددة منذ عدة قرون، ولكل منها تقاليدها الخاصة، وهذا الوضع لا يمكن لاحد محاولة تغييره. ولا يمكن ان يمثل لأحد قلقا من أي نوع كان» وجاء في البيان ايضا «نحن رؤساء الطوائف الدينية في البوسنة الاسلامية منها واليهودية، والارثذوكسية والكاثوليكية، نرفع اصواتنا جميعا ضد الاعتداءات التي تتم باسم الدين او ضد الدين اي دين سواء الاعتداءات على المساجد في بريدور وبنيالوكا وغيرهما او الاعتداء على الضحايا الابرياء قرب كونيتسا»، وطالب الزعماء الدينيون من الحكومة البوسنية، خاصة الشرطة ان تقوم بمهامها على احسن وجه لحماية ارواح المدنيين من مختلف الطوائف «نطلب من المؤسسات المختصة في الدولة القيام بواجباتها كاملة تجاه جميع سكان البوسنة وحماية حرياتهم الاساسية وحقوقهم الانسانية في كل الاماكن وفي كل الاوقات، وضمان عودة المهجرين لكل المناطق». واعرب الزعماء الدينيون في بيانهم عن املهم في مصادقة البرلمان على مشروع الحريات الدينية «الذي تم اعداده قبل عدة اشهر». وينتظر من البرلمان المركزي المصادقة على مشروع الحريات الدينية، والذي يتضمن عقوبات رادعة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على معالم دينية او شخصيات دينية مهما كانت اللافتات التي ترتكب باسمها هذه الجرائم. واختتم البيان بالقول «الجرائم التي ترتكب باسم الدين هي جرائم بحق الدين».

وقال المسلمون ان حقوقهم والاعتداءات التي يتعرضون لها «لا يشار إليها إلا في معرض ادانة اعتداءات تتعرض لها جهات أخرى».