وزير الشؤون الإسلامية السعودي: لا نية لإلزام الأئمة بإلقاء خطب مكتوبة لهم ليوم الجمعة

الشيخ صالح آل الشيخ لـ«الشرق الأوسط»: هناك توجيهات بعدم تعرضهم لموضوعات ليست واضحة لديهم

TT

شدد الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ، وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في السعودية، ان وزارته ليس لديها توجه لإلزام الائمة بالقاء خطب مكتوبة ليوم الجمعة، لكنه لمح ان هناك توجهات لهؤلاء الخطباء بعدم تناول موضوعات ذات صفات لا تتوفر لدى هؤلاء الخطباء القدرة على استيعابها بشمولية. واكد ان خطب الجمعة يجب ان تتوافق والسنة ونهج السلف الصالح، واعرب عن ثقته في الخطباء، حيث انهم اهل ثقة وامانة ولديهم الوعي والادراك للقيام بهذه المهمة.

وقال الوزير في حديث لـ«الشرق الأوسط» عقب زيارته لمقر مؤسسة السلام الخيرية، ان وزارته تحرص على السنة، والسنة كما هو معلوم ألا يلزم الخطيب بخطبة مكتوبة، يقرأها الخطيب كما هي موجودة في بعض البلاد. وهذه السنة لأجل ان طلبة العلم الذين اوكلت لهم خطبة الجمعة هم اهل ثقة وامانة وعندهم وعي وادراك. لكن هذا لا يمنع ان يكون هناك توجيه للخطباء في ما ينبغي ان يطرقوه في بعض خطبهم من موضوعات، وان يتناولوا ما تلح الحاجة لتناوله وان يتركوا المفسدة في تناوله. وقد يكون استيعاب الخطباء له غير كامل لانه يتعلق بمحاور كثيرة ومعلومات كثيرة ربما سياسية واقتصادية وفقهية، وتوسع في المعلومات من جميع الجهات، وهذا قد لا يتهيأ لكل خطيب، لهذا نحرص دائما على ان تكون خطب الجمعة وفق السنة، ومنهج السلف في الخطب، وهذه لها ضوابطها واصولها، فمن المعروف من كلام اهل العلم في الزام الخطباء بخطبة مكتوبة لا توجد عندنا نية فيه. اما توجيههم بما يتناولوه او اعطاؤهم الموضوعات الشرعية او توجيههم بالتنبه لبعض الموضوعات بألا يتناولوها لعدم استيعاب الموضوع من كل الجهات، فهذا حاصل والامر في ذلك راجع للمصلحة الشرعية وفق السنة ونهج السلف الصالح.

وحول دور المؤسسات الخيرية وأهميتها تجاه الوزارة لدعم انشطتها، قال الوزير «ان التكامل في المجتمع لا بد منه، والتكامل يعني ان تقوم الجهات الرسمية بجهدها وواجبها من خزانة الدولة، وان تقوم المؤسسات الخيرية بجهدها وواجبها تقربا الى الله جل وعلا. ان مفهوم الوقف المراد منه ان ينهض الناس بتبعات الحاجة سواء الحاجة في امور العبادات او الحاجة في امور الناس، ولهذا في الزمن الاول نجد ان اكثر الاعمال المتعلقة بحاجة الناس سواء في التعليم او الكتب، او جلب المياه او الاوقاف بأنواعها او بناء المستشفيات او شق الطرق، وكان كل هذا تقوم به الاوقاف».

واوضح وزير الشؤون الاسلامية «ان المملكة العربية السعودية تقوم بواجب كبير في ذلك والناس حريصون على ان يتقربوا الى الله بالاوقاف، وهذه الاوقاف حظيت في الفترة الاخيرة بالتنظيم. ومن امثلة هذا التنظيم قيام مؤسسات تعنى بالاوقاف ولا يكون فيها القرار فرديا، انما يكون القرار فيها مؤسسيا جماعيا حتى تبتعد عن الاجتهادات ونخدم فيها فعلا اغراض الوقف العامة بحسب ما أراده الموقفون، من امثال ذلك وقف السلام الخيري حيث يحظى بمجلس نظارة واسع، ونرجو ان يحقق المقصود منه».

وقال الشيخ صالح آل الشيخ «اننا في وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد ووفقا لتوجيهات ولاة الامر وفقهم الله، نمد اليد لكل من اراد ان ينظم الاعمال الوقفية وان ينظم عمل المؤسسات الخيرية، لاننا نحرص كل الحرص على ان تقوم المؤسسات بواجبها وفق المنهج الصحيح الذي قامت عليه هذه البلاد والذي يحقق المقصود منه والنجاح من دون مفاسد، لا سيما في هذا الزمان الذي تسلطت فيه الانظار على المملكة العربية السعودية وعلى علمائها ومؤسساتها وعلى جميع الاعمال الخيرية والدعوية فيها. فهذا يوجب علينا المزيد من التنظيم والترتيب وان يكون العمل في جميع المؤسسات مؤسسيا صحيحا لأن بعض المؤسسات اسمها مؤسسة ولها مجالس، ولكن العمل فيها فردي ينتج عن رأي فرد او مجموعة من الافراد وليس عن رأي جماعي مؤسسي. وهذا هو ما نريد ان نتحاشاه في المستقبل، وان تصدر اعمال المؤسسات بالفعل عن مجالس متنوعة او عن مجلس نظارة متنوع، على ان تكون فيه مصلحة الوقف من دون اي اعتبارات شخصية لأفراد، لان المصلحة الشرعية هي التي يجب ان نتوخاها جميعا». وابان الشيخ ان جميع المؤسسات الخيرية يشمل عملها الداخل والخارج بحسب ما تقره لهم وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية، مؤكدا ان الاعمال الخيرية الاولى بها المحتاجون اليها داخل السعودية.

وكان وزير الشؤون الاسلامية قد قام بزيارة لمقر مؤسسة السلام الخيرية، حيث اطلع على اعمالها ومناشطها واهدافها الخيرية والدعوية والاغاثية. وتجول في مشروع مبنى مؤسسة السلام الخيرية الذي تبلغ تكلفة انشائه اكثر من 90 مليون ريال، والذي يتكون من جامع إمام الدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب، ويتسع لنحو خمسة آلاف مصل تحت السقف ونحو خمسة عشر الف مصل في الساحات الخارجية، ومبنى مؤسسة السلام الخيرية بقسميه الرجالي والنسائي، وصالات الاستقبال والمعارض والمكاتب، ويجري تنفيذه وسيتم الانتهاء منه قريبا بمشيئة الله تعالى.

والمؤسسة تقوم بأعمالها في مبنى ادارة وقف السلام الخيري. ومكتب المشاريع الخيرية ويجري بناؤه حاليا والمكتب يقوم باعمالها في مبنى ادارة الوقف.

والمكتبة الخيرية العامة سيتم البدء في تنفيذها قريبا، وهي مكتبة كبيرة جدا ستكون على احدث المواصفات وافضل التقنيات، وتحوي قسما للرجال وآخر للنساء، وقسما خاصا بالطفل، وتشتمل على قسم المخطوطات وقسم المطبوعات القديمة، وقسم الرسائل والبحوث العلمية، وقسم الوثائق وقسم التسجيلات واقسام اخرى، ومغسلة الاموات وتتسع لعشرة جنائز في وقت واحد، وقسم خاص بالرجال، وقسم خاص بالنساء وآخر للاطفال، وقد انشئت وفق مواصفات دقيقة ووفرت بها التجهيزات والتقنية الحديثة، والمكتب التعاوني للدعوة والارشاد وتوعية الجاليات بحي السلام، بقسميه الرجالي والنسائي، وكل قسم يشتمل على قسم الدعوة، وقسم الجاليات وقسم شبكة المعلومات العالمية (الانترنت)، والمواقف، وقسمت الى ثلاثة اقسام، قسم خاص بكبار السن والمعوقين وهي المواقف الملاصقة للمشروع، ومواقف خاصة بالعوائل وهي المواقف القريبة من مصليات النساء واقسامهن الادارية، ومواقف عامة تتسع لألف سيارة، وهي مواقف معبدة ومرصوفة ومضاءة ومخططة ومشجرة.

=