العالم الإسلامي يشهد غدا استبدال الكعبة المشرفة لثوبها الجديد في وقفة عرفة

TT

يشهد المسلمون في كافة انحاء العالم غدا مراسم استبدال الكعبة المشرفة لثوبها الجديد، وهو اجراء سنوي يتم عادة في يوم وقفة عرفة. وكان الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي قد سلم ثوب الكعبة الأسبوع الماضي لكبير سدنة بيت الله الحرام الشيخ عبد العزيز الشيبي بمقر مصنع الكوسة.

وقال الشيخ الحصين ان مناسبة استبدال ثوب الكعبة المشرفة صورة لما يعيشه اهل هذه البلاد الذين خصهم الله واكرمهم بخدمة الحرمين الشريفين، ويأتي في مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي عهده والنائب الثاني، مضيفا ان هذه البلاد تتشرف كل عام بالقيام بهذه الخدمة التي تحمل عبق التاريخ اسوة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي خدمة عظيمة تسلمتها منذ عام 1928 في عهد الملك عبد العزيز حين بُدئ بصناعة كسوة الكعبة المشرفة وانشاء مصنع خاص بها.

ومعلوم ان الكعبة تستبدل ثوبها مرة واحدة كل عام فيما يتم غسلها مرتين سنويا، الاولى في شهر شعبان والثانية في شهر ذي الحجة. وتغسل الكعبة خلالها من الداخل بماء زمزم وطيب الورد والمسك، وهذا الطيب يقدم هدية من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز. وتصنع الكسوة في مصنع بمكة المكرمة منذ عام 1928، وتحظى باهتمام بالغ من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي العهد والنائب الثاني الذين يحرصون دائما على تطوير مصنع كسوة الكعبة المشرفة وتزويده بالاجهزة والآليات الخاصة بهذه الصناعة.

وتتكون كسوة الكعبة المشرفة من خمس قطع، تغطي كل قطعة وجها من اوجه الكعبة اما الخامسة فهي الستارة التي توضع على باب الكعبة ويتم توصيل هذه القطع الأربع مع بعضها بعضا. وتبلغ تكاليف الكسوة نحو 17 مليون ريال شاملة المواد الخام واجور العاملين. ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا ويوجد في الثلث الأعلى منها حزام مطرز مغطى بسلك مطلي بالذهب، ويبلغ عرضه 95 سنتمترا وبطول 74 مترا مكتوب عليه بعض الآيات القرآنية بالخط الثلث المركب ومحاطة بإطار من الزخارف الاسلامية.

ويحيط الحزام بكامل الكسوة، ويتكون من 16 قطعة، وتوجد بالكسوة تحت الحزام على الاركان سورة الاخلاص مكتوبة داخل دائرة محاطة بشكل مربع من الزخارف الاسلامية، كما توجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل اطار منفصل، وفي الفواصل بينها يوجد شكل قنديل مكتوب عليه «يا حي يا قيوم يا رحمن يا رحيم» أو «الحمد لله رب العالمين». كما تشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة المشرفة والتي يطلق عليها اسم «البرقع»، وهي مصنوعة من الحرير، ويبلغ ارتفاعها ستة امتار ونصف المتر وبعرض ثلاثة امتار ونصف المتر مكتوب عليها آيات قرآنية كريمة وزخارف اسلامية مطرزة ومغطاة بأسلاك فضية مطلية بالذهب.

وتمر صناعة الكسوة المشرفة بعدة مراحل، الأولى هي الصباغة ويتم فيها صباغة الحرير الخام المستورد على هيئة شلل بالألوان; الأسود والأحمر والأخضر. أما مرحلة النسيج فيتم فيها تحويل هذه الشلل الى قماش حرير سادة ليطبع ثم يطرز عليه الحزام أو الستارة أو إلى قماش حرير «جاكارد»، وهو المكون لقماش الكسوة. وفي مرحلة الطباعة تطبع جميع الخطوط والزخارف الموجودة بالحزام او الستارة على القماش بطريقة السلك «سكرين» وذلك تمهيداً لتطريزها. أما التطريز، وهو المرحلة قبل النهائية، إذ يتم فيها تطريز الخطوط والزخارف تطريزا يدويا بأسلاك الفضة والذهب. وفي مرحلة التجميع النهائية يتم تجميع قماش «الجاكارد» ليشكل جوانب الكسوة الأربعة ثم تثبت عليه قطع الحزام والستارة تمهيدا لتركيبها. ويستهلك الثوب الواحد للكعبة 450 كيلوغراما من الحرير فيما تبلغ مساحة مسطح الثوب 658 مترا مربعا. وتتألف القطع المذهبة المثبتة على الثوب والحزام من 16 قطعة، يبلغ مجموع اطوالها ما يقارب 47 مترا. كما تشتمل الكسوة على 4 قطع صمدية توضع على الأركان و 6 قطع تحت الحزام و14 قنديلا موضوعا بين أضلاع الكعبة.