كراهية استخدام مكبرات الصوت في المساجد

عبد اللطيف بن عمر بن إبراهيم آل الشيخ

TT

ذكر الأئمة الأربعة كراهية رفع الصوت في المسجد إلا في تعليم علم، وعارضهم الإمام مالك، وقال حتى في تعليم علم فإنه لا يجوز، كما ورد ذلك في كتاب الصلاة بمطالب أولي النهى شرح غاية المنتهى، هذا عكس ما كتبه الشيخ عبد الله بن عبيد الله بن عطاء في جريدة «الشرق الأوسط» بتاريخ 9 فبراير (شباط) الحالي، حول ما نشره الشيخ أحمد بن عبد العزيز بن باز في الجريدة نفسها حول حكم مسألة أداء الصلاة عبر مكبرات الصوت الخارجية، وورد في الفقرة الثانية من تعقيبه قوله بأن دعوى كراهية الصوت الخارجية قول لا يتفق مع الواقع وتنقصه المصداقية، والصحيح في ذلك هو العكس.

أما المادة الثالثة من التعقيب، حيث قال بأن وزارة الشؤون الاسلامية بحثت الامر سابقا فرأت الاكتفاء بنقل الأذان والاقامة، ثم الغت هذه الفتوى وتركت الامر على ما كان عليه، والصحيح ان هيئة كبار العلماء هي التي بحثت هذه المسألة.

وذكر المعقب وجوب ارجاع حكم الفرق بين الاحتفال والاحتفاء الى الكتاب والسنة، وفاته القول بارجاع اداء الصلاة عبر مكبرات الصوت الخارجية الى الكتاب والسنة وانتقاء الادلة وتخير الفتوى لا يجوز، ذكره ابن القيم في اعلام الموقعين، وقد قال الله في كتابه «واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير». قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في تفسيره ان الله شبه رفع الانسان صوته بصوت هذا الحيوان الحقير وأدلة أخرى لا تخفى من الكتاب والسنة، وفي باب الجهر بالقراءة في صلاة الليل بسنن أبي داؤود ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «اخفض صوتك يا عمر وارفع صوتك يا أبا بكر». وكان صوت عمر جهوريا وكان أبوبكر لا يكاد يسمع من خلفه. وورد في مجموعة المقنع والشرح الكبير والإنصاف حديث يتضمن ان القرآن يكون في آخر الزمان مزامير وقد حدث الآن.

وقد أفتى الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ المفتي الأكبر في حياته بوضع مكبر واحد في المنارة ومكبر آخر داخل المسجد لأن الحاجة تقدر بقدرها.

كما افتى الشيخ فريد نصر مفتي مصر سابقا بتوجيه المكبرات الى داخل المساجد مع مراعاة حال المصلين. كما افتى الشيخ صالح بن فوزان، عضو هيئة كبار العلماء، في برنامج «نور على الدرب» بعدم جواز اداء الصلاة عبر المكبرات الخارجية.

كما ان كف الأذى عن الجيران ووجوب الاحسان اليهم من شعب الايمان وأن التشويش على المصلين يذهب الخشوع كما لو صلى المصلي وبجانبه امرأة، نص على ذلك الشيخ الدكتور يعقوب باحسين في كتابه «رفع الحرج». والله أعلم.