انطلاق الدروس الحسنية الرمضانية في المغرب برئاسة العاهل المغربي الملك محمد السادس

TT

انطلقت اخيرا سلسة الدروس الحسنية الرمضانية في المغرب التي يرأسها العاهل المغربي الملك محمد السادس. وسيشارك في إلقاء هذه الدروس هذه السنة ثلة من خيرة العلماء والمفكرين الذين يتوافدون على المغرب خلال هذا الشهر المبارك من كل سنة لتدارس مختلف الامور الدينية والتعريف بالاسلام وما يحث عليه من قيم التسامح والتآزر.

ويحيي المغرب من خلال الدروس الحسنية الرمضانية تقليدا مغربيا عريقا، لاسيما أن هذه الدروس تشكل منبرا علميا حقيقيا لتعميق البحث والدرس حول عدد من المواضيع التي تشغل بال المسلمين وترتبط بحاضر حياتهم ومستقبلها على حد سواء.

ولا تقتصر المواضيع التي يتناولها العلماء بالدرس والبحث في هذه الدروس على المناحي العلمية المرتبطة بالفقه الاسلامي أو علوم القرآن الكريم أو السنة النبوية والحديث فقط، بل تتجاوزها للخوض في غمار العلوم الحديثة في تفاعلها مع حياة المسلمين وارتباطها الذي بات حتميا بحياتهم اليومية وذلك في أفق استكناه علاقة مبادىء الدين الحنيف بمستجدات العصر.

ولعل مما يزيد من توسيع دائرة الاستفادة من هذه الدروس الحسنية الرمضانية وتعميم منافعها، بثها عن طريق مختلف وسائل الاعلام المغربية المسموعة منها والمرئية والمكتوبة، الامر الذي يضمن وصول مضامينها الى اكبر عدد من المتلقين الذين يتطلعون الى الاغتراف من نور الفقه الاسلامي ونبراس مبادئ الدين الحنيف في علاقتها بالعلوم الحقة خاصة انها تنقل مباشرة على امواج الاذاعة وشاشات التلفزة بما في ذلك بثها على القناة الفضائية المغربية فتطال فئة عريضة من المسلمين والمهتمين في جميع بقاع العالم.

وتعتبر هذه السنة مناسبة لابراز العناية التي يوليها المغاربة لشؤون الدين الاسلامي وعلومه وتكريم العلم والعلماء.

وتؤدي هذه الدروس الى جانب دورها في مجال التوعية الجماهيرية الواسعة دورا تواصليا جوهريا بين أبناء الامة الاسلامية وعلمائها، خاصة انها تترجم الى عدة لغات كالفرنسية والانجليزية والاسبانية والروسية والاندونيسية وهو امر لم يضمن وصول اشعاعها الى باقي البلدان الاسلامية فقط بل جعلها تطال كذلك افراد الاقليات الاسلامية المنتشرة في مناطق مختلفة من المعمورة.

وبفضل منهجها العلمي الرصين ودقة اختيار العلماء المشاركين فيها وحرص الملك محمد السادس على ترسيخها وتعزيزها وتطويرها باشراف العاهل المغربي شخصيا على رئاستها، أضحت هذه الدروس مثار اهتمام كبير من لدن علماء المسلمين لكونهم يجدون فيها ضالتهم المعرفية، فيما يجد فيها عموم المسلمين المتلهفين الى العلم النافع ما يشفي غليلهم بشأن تدبر مبادئ دينهم فتتيسر لهم معاني محكم الكتاب ومختلف جوانب السنة النبوية الشريفة.

على أن ما يعطي لهذه الدروس بعدا وتأثيرا أكثر اتساعا هي تلك السنة المتبعة بشأنها منذ سنين والمتمثلة في المناقشة التي تنظم في اليوم الموالي لالقاء الدرس، حيث تشكل لجنة برئاسة أحد العلماء المدعويين للمشاركة في هذه الدروس مما يشكل فرصة متميزة للاحاطة بمختلف جوانب الدرس الذي القي من خلال توسيع دائرة البحث فيه نقدا وشرحا واضافة وتمحيصا، كما تتاح لصاحب الدرس فرصة الرد على تدخلات العلماء ومناقشتهم.

واذا كانت الدروس الحسنية هي العلامة البارزة في الاجواء الرمضانية المغربية، فانها ليست الوحيدة، حيث تنظم مختلف الهيئات الدينية الرسمية وغير الرسمية دروسا علمية ومسابقات في حفظ القرآن وتجويده. كما بدأت بعض الجامعات المغربية في التنافس في هذه المسابقات القرآنية التي انتقلت هذه السنة من الجهوية الى مسابقات على المستوى الوطني.

=