شيخ الأزهر: أدعو المسلمين لاغتنام رمضان لتحقيق الوحدة وتصفية الخلافات

TT

دعا الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، المسلمين لاغتنام شهر رمضان الكريم لمراجعة النفس والاكثار من فعل الخيرات والفضائل، جاء ذلك في افتتاح ملتقى الفكر الاسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية بالتعاون مع الأزهر بساحة مسجد الامام الحسين في القاهرة. وقال شيخ الأزهر «ان رمضان فرصة لنراجع فيه أنفسنا ونتوب الى الله تعالى» مشيرا الى ان شهر رمضان يمتاز بانه شهر فيه الكثير من الخير والفضائل وفضله الله على سائر الشهور بنزول القرآن الكريم.

واضاف «انني أدعو المسلمين في كل بقاع الأرض ان ينتهزوا فرصة هذا الشهر كي يعيدوا النظر في أحوالهم وان يوثقوا عوامل الوحدة والتعاون والتآزر في ما بينهم وأن يجلسوا حول مائدة القرآن الكريم ليفوزا بالنصر في الدنيا والنعيم في الآخر وتتحقق الخيرية لأمتنا التي قال عنها القرآن «كنتم خير أمة أخرجت للناس». وقال شيخ الأزهر ان أهل الجاهلية كانوا يعظمون هذا الشهر وعندما جاء الاسلام زاده الله تبارك وتعالى تعظيما وتشريفا وتكريما وبشرنا الرسول صلى الله عليه وسلم ببشارات متعددة بقوله بان صيام شهر رمضان اذا ما أدى الانسان فيه الصيام بنية طيبة وبسلوك خالص وعمل صالح فإن دعاءه مقبول بإذن الله تعالى مشيرا الى ان ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والحاج حتى يعود ودعوة المظلوم. وأوضح شيخ الأزهر ان شهر رمضان حقق فيه المسلمون العديد من الانتصارات والفتوحات ففيه وقعت غزوة بدر والفتح الأعظم ومعركة عين جالوت التي انتصر فيها المسلمون على اعداء الله وانتصار العاشر من رمضان.

ودعا الدكتور طنطاوي الى مساعدة المسلمين في فلسطين وفي الشيشان وفي كل مكان يغتصب فيه حق المسلمين. وقال شيخ الأزهر انه فرض على كل مسلم أن يجاهد بكل ما يملك من مال وعلم وسياسة لتخليص المسجد الأقصى من الاحتلال ومساعدة المدافعين عن حرمة المقدسات في فلسطين. كما دعا شيخ الأزهر الى انتهاز فرصة هذا الشهر الكريم في تقديم العون للمحتاجين والفقراء من المسلمين والتوسعة عليهم لأن هذا الشهر شهر بر ورحمة وخير، ويضاعف فيه الثواب، مشيرا الى ان العبادات من حج وصوم فرضها الله علينا كما فرضها على الأمم السابقة لتزكية النفوس وتطهير القلوب وتنقية المشاعر، حيث ان النفس البشرية في حاجة الى هذه العبادات وبدونها تتبلد المشاعر وتقسو القلوب.

وقال الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري ان الصوم من أعظم العبادات التي فرضها الله تبارك وتعالى على المسلمين ليس لتعذيب الجسد أو النفس ولكن لتحقيق الخير للانسان لقوله تعالى «وان تصوموا خير لكم». كما أن الله سبحانه وتعالى اراد ان يعطي المسلم فرصة لمراجعة نفسه واعادة النظر في مواقفه حتى يعود الى الطريق المستقيم وان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وان الزكاة تطهر للنفس من الشر والذنوب.

واضاف الوزير «ان العالم الاسلامي يمر الآن بمحن هنا وهناك وان ما تقوم به اسرائيل ضد الفلسطينيين من قتل وطرد وتعذيب وحصار يتطلب موقفا اسلاميا وعربيا موحدا لمواجهة هذه الاعتداءات وان نمد اخواننا بكل قوة نملكها وهو واجب على كل مسلم ان يقدم الدعم الكافي حتى يحصل الفلسطينيون على حقوقهم».

ودعا الدكتور زقزوق المسلمين لانتهاز هذا الشهر لتحقيق المصالحة مع الله والتوبة عن المعاصي والذنوب وتصفية الخلافات وتقوية عوامل الوحدة وعمل الصالحات لقوله تعالى «وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض»، مشيرا الى ان عمل الصالحات يشتمل على كل عمل يقوم به المسلم سواء كان دنيويا أو دينيا. وقال «ان سبب المحن التي يمر بها عالمنا الاسلامي هو ضعف المسلمين الذين لا يستطيعون ان يفرضوا ارادتهم، يتبوأوا مكانتهم اللائقة بين الأمم».