د. سعاد صالح: إصرار بعض الزوجات على أخذ أدوية لمنع الدورة الشهرية في رمضان غير جائز

مفتية النساء في مصر لـ«الشرق الأوسط»: تذوق المرأة الطعام أثناء الطهو قبل الإفطار جائز مع الكراهية

TT

قدمت الدكتورة سعاد صالح استاذة ورئيسة قسم الفقه في كلية البنات الاسلامية بالأزهر والملقبة بـ«مفتية النساء» في مصر بعض الآراء الفقهية التي تخص المرأة في شهر رمضان في حوار لـ«الشرق الأوسط» مثل حكم الدين في الفتاة التي تصوم ولا تصلي، وهل يجوز للمرأة ان تأخذ دواء يمنع الدورة الشهرية لتتمكن من صيام الشهر بأكمله، وحكم الشرع في السيدة التي تركب جهازا لمنع الحمل وتشكو من كثرة الدم فهل تصوم وعليها هذا الدم؟ ووقت الطهارة من الجنابة والحيض والنفاس وهل يجوز تأجيل الطهارة الى آذان الفجر...

فعن حكم الدين في الفتاة التي تصوم ولا تصلي، تقول الدكتورة سعاد صالح ان الله يتقبل صومها مع نقصان أجرها لأن الصوم عبادة منفصلة عن الصلاة وكل عبادة لها أركانها وشروطها متى تحققت كانت العبادة صحيحة ومقبولة الا انها تكون عاصية لتركها لفريضة الصلاة وهي عمود الاسلام وأهم أركانه بعد الشهادتين كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: «الصلاة فرق بين الايمان والكفر»، فيجب على ولي أمرها ان كان أبا أو زوجا أو حاكما ان يعزرها لترك هذه الفريضة.

وعن جواز أخذ دواء يمنع الدورة الشهرية طوال شهر رمضان، تؤكد الدكتورة سعاد صالح ان الله سبحانه وتعالى أوجب على الحائض والنفساء الافطار في رمضان واسقط عنهما الصوم أداء لا قضاء لقول عائشة رضي الله عنها «كنا نحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة». واذا رأت المرأة الدم في أول النهار أو قبل غروب الشمس بخمس دقائق فيجب عليها الافطار وان امتنعت وأصرت على الصوم أثمت لانها تعتبر شرعت حكما مخالفا لأحكام الشريعة ولا يجب عليها أخذ دواء يمنع الدورة الشهرية طوال شهر رمضان لأن دم الحيض طبيعة وفطرة فلا توجد ضرورة لأخذ ما يضرها والضرورة قد تكون في أيام الحج لحرصها على أداء طواف الركن ولوجودها مع رفقة أو جماعة وخشيت أن تسافر دون اتمام فريضة الحج. وحول ما اذا كانت السيدة التي تركب «لولبا» لمنع الحمل وتشكو من كثرة الدم وتريد ان تصوم رمضان هل تصوم وعليها هذا الدم؟

تعقب الدكتورة سعاد صالح قائلة ان كان هذا الدم دم حيض يسقط عنها الصيام حتى لو استمر الى خمسة عشر يوما وهي أكثر مدة للحيض عند جمهور الفقهاء وعشرة ايام عند الحنفية، وبعد انتهاء هذه المدة عليها ان تغتسل وتصلي وتصوم حتى لو استمر الدم لأنه في هذه الحالة لا يكون حيضا وانما يكون استحاضة والمستحاضة تفعل ما تفعله الطاهرات من عباءات غير انها تتوضأ لوقت كل صلاة وأيا كان لون الدم سواء كان أصفر أو أسود أو أحمر داكن، فإذا انقطع عنها الحيض لا يجب عليها ان تتسرع وتصوم لأن الدم قد ينقطع ويعود. وقد كان النساء يبعثن الى السيدة عائشة رضي الله عنها الكرسف وهو القطنة التي تحشى بها المخرزة وفيه درجات مختلفة من صفره أو غير ذلك وكانت تقول لهم لا تعجلن حتى ترين «القصة البيضاء» وهو سائل أبيض ينزل من الرحم عقب انتهاء دم الحيض.

وتحدثت الدكتورة سعاد عن وجود الاغتسال مباشرة قبل أذان الفجر حتى تتمكن من صلاة الفجر ومن تلاوة القرآن الكريم فإذا ضاق عليها الوقت واغتسلت بعد الفجر فلا يؤثر ذلك على صيامها لقول السيدة عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم، وكذا الحائض والنفساء اذا انقطع الدم عنهما في الليل وأصبحتا صائمتين فإنه يباح لهما تأخير الغسل الى الصبح وعليهما ان تتطهرا للصلاة.

وعن قضاء أيام رمضان تؤكد مفتية النساء وجوب القضاء قبل رمضان الذي يليه لقول عائشة رضى الله عنها «كان يكون علي الصيام من شهر رمضان فما أقضيه حتى يجيء شعبان» فإن تأخر القضاء وجب عليها القضاء والفدية كما يرى جمهور الفقهاء وهي اطعام مسكين عن كل يوم أفطرته هذا ان كان تأخير من دون عذر فإن وجد العذر كأن تكون حاملا أو مرضعا أو مسافرة أو مريضة كان عليها القضاء فقط دون الفدية.

وعن حكم الدين في امرأة قامت للسحور فسمعت أذان الفجر واستمرت في تناول طعامها وشرابها ثم امسكت عن كل مفطر، تقول الدكتورة سعاد صالح: اذا دخل وقت الفجر في رمضان فلا يجوز شرعا لمن وجب عليه الصوم الأكل والشرب والجماع وعليه الامساك عن كل ذلك فإذا أكل أو تناول ما من شأنه أن يفطر عمدا فقد فسد صومه وعليه ان يتم بقية يومه ووجب عليه القضاء عند الشافعية الا اذا كان الافطار عن طريق الجماع تجب عليه الكفارة العظمى عندهم مع القضاء، وفي مذهب الحنفية يجب عليه القضاء مع الكفارة وهي صيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا.

وتضيف عن حكم من تتذوق الطعام في شهر رمضان لتعلم ما اذا كان يحتاج الى ملح أو لا يحتاج تؤكد د. سعاد بجوازه مع الكراهة بشرط ان تتحرز المرأة من أن يصل طعم الطعام الى جوفها أو يبلعه ريقها وذلك في حدود الضرورة.

وأخيرا تؤكد د.سعاد على مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الانسانية والكرامة والتكاليف الشرعية ونشير الى أن في سورة الأحزاب آية واحد جمعت المساواة بين الرجل والمرأة في عشر صفات. يقول سبحانه وتعالى «إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما». مساواة مطلقة في الاسلام والايمان والصدق والطاعة والقنوت والخشوع والصبر والصوم.

=