الأزهر يرحب بدعوة إيرانية للتقريب بين السنة والشيعة

TT

في تطور جديد في مسألة الخلاف حول المذاهب خاصة المذهبين السني والشيعي رحب الأزهر في مصر بالمشاركة في المؤتمر الذي تنظمه ايران للتقريب بين المذاهب خلال شهر مايو (أيار) المقبل، فيما رأى مجمع البحوث الاسلامية في مصر ان التقريب بين المذاهب صار ضرورة ملحة، وكان من المفترض ان تبدأ قبل ذلك بكثير. وتجيء موافقة الأزهر على المشاركة في هذا المؤتمر في ظل تطور اقليمي محدود في العلاقات المصرية الايرانية من خلال تحرك دبلوماسي متبادل ومحاولة عودة التبادل التجاري بين البلدين الى معدله الطبيعي حيث كانت هناك خلافات استمرت طويلا بين مصر وايران منذ قيام الثورة الاسلامية في ايران والتي أدت سياساتها لخلافات مع عدد من الدول الاسلامية وكان خلاف المذاهب من أبرز جوانب الخلافات.

وقال الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر خلال استقباله سيد هادي خسرو سفير ايران بالقاهرة: اننا نرحب بكل وسيلة من شأنها التقريب بين المسلمين والتوجه نحو الوحدة، مشيرا الى التعاون المثمر بين الأزهر وايران، كما أوضح ان الدراسة بالأزهر تقوم على الاعتدال والتوسط وان كل المذاهب الاسلامية تدرس للطلاب الدارسين بالأزهر. وأضاف ان كل من يشهد ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله فهو مسلم واذا وجد خلاف فهو في الفروع لأن الأصول لا خلاف عليها لأنها ثابتة بين كل المذاهب ولا نفرق بين سني وشيعي لأننا نؤدي جميعا التكاليف الشرعية من صلاة وصيام وزكاة وحج لبيت الله لمن استطاع اليه سبيلا.

ووافق شيخ الازهر على مشاركة وفد من علماء مجمع البحوث الاسلامية برئاسة الشيخ محمود عاشور وكيل الازهر في المؤتمر. ومن جانبه اكد الدكتور عبد العظيم المطعني عضو مجمع البحوث الاسلامية ان التقريب بين المذاهب الاسلامية صار ضرورة ملحة كان يجب ان تحدث من قبل ذلك بكثير خاصة فيما بين اهل السنة والشيعة لان كثيرا من القوى المعادية للاسلام والمسلمين تستغل بعض الاختلافات بين اهل السنة والشيعة وتنفخ فيها لتؤجج العداوة بين ابناء الامة الاسلامية. وأوضح ان جوانب الاتفاق بين المذاهب الاسلامية هي الاكبر والمسلمون في حاجة الى فقهاء مجتهدين يقربون بين هذه المذاهب، بحيث لا يبدو السني بين الشيعة كغريب مختلف عنهم في الدين كما يحدث احيانا ولا يبدو الشيعي كذلك من اهل السنة. وقال ان التقارب بين المذاهب حدث بالفعل منذ ان نادى شيخ الازهر الاسبق الشيخ شلتوت رحمه الله تعالى بذلك وحدثت تغييرات كثيرة خاصة من جانب الفقهاء في ايران، رأينا «آيات الله» وهي صفة دينية عند الشيعة تصلي في الازهر خلف أئمة اهل السنة وهو أمر لم يكن يحدث من قبل وكذلك صلى اهل السنة خلف الشيعة في ايران ومن اشهر هؤلاء الشيخ محمد الغزالي الذي صلى خلف امام شيعي والقى الشيخ الغزالي درسا في المسجد بعد الصلاة.

واضاف الدكتور المطعني: ان التقارب بين المذاهب امل نتمنى ان يتحقق ويتحقق كذلك النظر الى هذه المذاهب على انها ينابيع يأخذ منها المسلم ما يراه مناسبا له ولزمانه ومشكلته مادام قلبه مطمئنا الى ما يأخذ وان كنا نعرف ان التطابق قد يكون مستحيلا بين المذاهب بل في المذهب الواحد اذا اختلف المكان والزمان لاختلاف الظروف. ومن جانبه يرى الدكتور صوفي أبو طالب عضو مجمع البحوث الاسلامية بالازهر واستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة القاهرة ان المذاهب الاربعة التي يعتمدها اهل السنة هي المذاهب التي يسهل التقريب بينها لان الاختلاف بينها اختلاف في الجزئيات وليس في الاصول العامة واختلاف في بعض المصادر الاجتهادية. وقال الدكتور صوفي أبو طالب: ان التقريب بين مذاهب اهل السنة والشيعة ان كان فيه بعض الصعوبة لكن ليس مستحيلا فأهل السنة في مصر يأخذون باجتهادات شيعية كثيرة لاننا لا نستنكف ان نأخذ الحق من أين وجد، وقد اخذنا الوصية الواجبة من اجتهادات الشيعة في قانون الوصية عام 1946 كذلك قانون 1985 الذي يحدد وقت التزام الاب بالانفاق على أولاده.

واشار الدكتور صوفي أبو طالب الى ان المسلمين يواجهون تحديات جساما، فما احوجهم الى التقارب والتكاتف والوحدة واذابة الخلافات المذهبية حتى يستطيعوا مواجهة هذه التحديات الجسام.