الإيسيسكو تدعو إلى تعزيز التضامن الإسلامي بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لتأسيسها

TT

وجهت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) رسالة الى العالم الاسلامي بمناسبة حلول الذكرى الحادية والعشرين لتأسيسها (3 مايو 1982 ـ 3 مايو 2003) لقد كان تأسيس المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة في تلك المرحلة، التي صادفت مطلع القرن الخامس عشر الهجري، تجديدا متطورا في العمل الاسلامي المشترك، فتح امامه آفاقا واسعة للتعاون متعددة الجوانب في مجالات جديدة، كان العمل في اطارها في ما قبل، يتم بدون رؤية متكاملة وبلا خطط علمية محكمة ومتخصصة وسعيا وراء تجسيد الطموح الكبير الذي طالما راود قادة الفكر والاصلاح ورواد النهضة والانبعاث في العالم الاسلامي منذ نهاية القرن التاسع عشر، توجهت الارادة الجماعية للدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي، الى انشاء منظمة اسلامية تمثل العالم الاسلامي وتشكل اطارا للعمل الاسلامي الجماعي والتعاون المشترك في مجالات التربية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والاتصال، تعمل وفق احدث الاساليب المعتمدة دوليا، على غرار منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ـ يونيسكو ـ ولكن من منطلقات اسلامية، وعلى اساس متين من القيم والمبادئ التي تقوم عليها الحضارة الاسلامية ذات الرسالة الانسانية.

لقد سعت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة منذ تأسيسها الى الاسهام في تحقيق اهداف تنمية المجتمعات الاسلامية والنهوض بها في الميادين التي تدخل ضمن هذه الاختصاصات، والتي تعد الاساس القوي للتقدم والتطور نحو التركيز على اعداد القوة البشرية المؤهلة، التي ستقود ركب التنمية وستصوغ المستقبل.

وكان قيام المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة في تلك المرحلة، تعبيرا عن انبثاق الوعي الاسلامي بضرورة تعزيز وسائل التعاون وتقوية اسبابه بين الدول الاعضاء في انجاز المشروع الحضاري في اطار التضامن الاسلامي الجامع والفاعل، والذي استكمل بانشاء المنظمة الاسلامية ـ ايسيسكو ـ احد الشروط التي جعلت منه قوة دفع للتكامل والتآزر وتبادل الخبرات والمنافع بين البلدان الاسلامية، في الاتجاه الذي يحقق الاهداف التي حددها ميثاق منظمة المؤتمر الاسلامي اولا، ورسمها (بلاغ مكة) الصادر عن مؤتمر القمة الاسلامي الثالث. ولقد تجاوبت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة مع متطلبات مرحلة البناء والنماء في الدول الاعضاء، وعملت منذ التأسيس بما توفر لها من وسائل وامكانات على الاسهام في انجاز المشروع الحضاري الاسلامي في حقول التربية والعلوم والثقافة والاتصال والدفع به الى درجات متقدمة من النضج والاكتمال والشمول واستطاعت بادائها الجيد للمهام الموكلة اليها وبالادارة المتطورة الحديثة، تحقيق قدر كبير من الانجازات التي استفادت منها الدول الاعضاء كافة ومعظم الجاليات والاقليات الاسلامية في العالم.

وتغطي الانجازات التي حققتها المنظمة الاسلامية ـ ايسيسكو ـ مجالات متعددة شملتها خطط عمل ثلاثية اعقبت خطة عمل تأسيسية وخطة عمل ثنائية ويتواصل العمل في انجاز مشروعات حضارية كبرى، منها البرنامج الخاص لمحو الامية وللتكوين الاساسي للجميع، وبرنامج التربية الاساسية والتكوين لتنمية الموارد البشرية وكتابة لغات الشعوب الاسلامية بالحرف العربي وتطوير تدريس مناهج التعليم العلمي وبرنامج تعزيز ثقافة العدل والسلام عن طريق التربية والعلوم والثقافة وقاعدة المعلومات العلمية في موقع الايسيسكو على الانترنت، وبرنامج تصحيح صورة الاسلام والمسلمين في العالم.

واهتمت المنظمة برعاية المؤتمرات الاسلامية وتنظيمها، وتدخل في هذا الاطار، الدورتان الثانية والثالثة للمؤتمر الاسلامي لوزراء التعليم الثقافة، والدورتان الاولى والثانية للمؤتمر الاسلامي لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي، والدورة الاولى للمؤتمر الاسلامي لوزراء البيئة والمنظمة بصدد التحضير لعقد الدورة الثانية للمنتدى الدولي حول البيئة من منظور اسلامي.

واسهمت المنظمة الاسلامية ـ ايسيسكو ـ في السنة الدولية للحوار بين الحضارات، فعقدت خلال الاعوام الثلاثة الماضية، ندوات دولية حول الحوار بين الحضارات، تناولت جوانب متنوعة، ودرست من خلالها القضايا المتعلقة بموضوع الحوار بين الحضارات بعمق واستفاضة.

وتعمل المنظمة الاسلامية ـ ايسيسكو ـ في مجال تصحيح صورة الاسلام والمسلمين في الغرب على مستويين: اصدار الكتب والدراسات وعقد الندوات الدولية المتخصصة.

ووسعت المنظمة من نطاق التعاون مع المنظمات الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك، وبلغ عدد اتفاقيات التعاون الدولية التي عقدتها مع هذه المنظمات حتى الآن، 122اتفاقية، كما اهتمت المنظمة الاسلامية ـ ايسيسكو ـ بالمشاركة في رعاية المؤتمرات الدولية والاقليمية التي تدخل في نطاق اختصاصاتها.

وفي مجال التخطيط الاستراتيجي لمستقبل العالم الاسلامي، وضعت المنظمة الاسلامية ـ ايسيسكو ـ 6 استراتيجيات لتطوير التربية والثقافة والعلوم والتكنولوجيا وللعمل الثقافي الاسلامي في الغرب وللاستفادة من العقول المهاجرة في الغرب وللتقريب بين المذاهب الفقهية الاسلامية.