رئاسة الحرمين الشريفين تعتمد توسعة المطاف بإضافة 5 آلاف متر مربع

TT

اعتمدت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إحداث توسعة في المطاف بنحو خمسة آلاف متر مربع، وذلك لضمان فك الاختناقات التي تحدث أثناء تأدية زوار بيت الله الحرام لشعيرة الطواف.

وتشمل التوسعة الجديدة التي يتوقع أن تنجز في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل إضافة ما مسطحه خمسة آلاف متر مربع في أضلاع المسجد الحرام في الدور الأول والسطح، وذلك لضمان انسيابية الطواف بهما وفك الاختناقات القائمة، كما سيتم جدولة مراحل هذين المشروعين بما لا يؤثر على الحركة والصلاة داخل أروقة المسجد الحرام وبما يضمن تسليمهما في الوقت المحدد.

وقال الدكتور محمد الخزيم نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لـ«الشرق الاوسط» ان الزيادة الجديدة سوف تستوعب ما لا يقل عن 200 في المائة من الطاقة الحالية، أي أن السعة الاستيعابية للطواف في الدور الأول والسطح سوف تصبح ثلاثة أمثال السعة الاستيعابية الحالية.

وأوضح الخزيم أن من أهداف المشروع الجديد التخلص من السلبيات الشرعية الناتجة عن استقبال الطائف حين الطواف بالبيت المعظم أحيانا واستدباره أحيانا أخرى، ومشيه في بعض الشوط ضمن نطاق المسعى، حيث سيحقق المشروع الخروج عن الخلاف الفقهي حول صحة الطواف في مثل هذه الأوضاع.

ولم يغفل المسؤول الإشارة إلى أن المشروع الجديد سيضم ممراً خاصاً بعربات المعوقين، الذين عادة ما يلحقون الأذى بالطائفين جراء الاصطدام بهم، إضافة إلى إمكانية التخلص من (الشباري) وإبدالها بكراسي متحركة بعد أن ظهر إمكان الاستغناء عنها في المسعى، وستؤخذ بحسب الإمكان رعاية مصالح المنتفعين بها من العاملين عليها.

وبين نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن التوسعة الجديدة ستتولى تنفيذها مجموعة بن لادن السعودية، التي ستعمد إلى المحافظة على المظهر العمراني الحالي للمسجد الحرام، وتحديد الآثار السلبية على الفضاء حول البيت المعظم وعلى الاحساس به على المدى البصري.

وقال الدكتور الخزيم أن تنفيذ هذا المشروع سيتزامن مع تعديل الوضع الحالي لزمزم بما يحقق زوال السلبيات الخطيرة التي أوجدها في السابق، حيث لا يخفى على أحد ما وقع في الماضي من حوادث مؤسفة مميتة بسبب الضغوط الناشئة عن كثافة الزحام في الموقع، وأخطر من ذلك ما قد ينشأ في حالة الحاجة إلى الإخلاء السريع، حين يكون قبو زمزم ممتلئا بأعداد كبيرة من الناس ويكون المدخل مضبوطا بالداخلين والخارجين، مشددا على أن من سلبيات الوضع الحالي عدم إمكانية المراقبة الإلكترونية على القسم الخاص بالنساء، الأمر الذي أوجد مشاكل أمنية وسلوكية ظلت دائما مصدر قلق للمسؤولين.

وأكد المسؤول في الحرم المكي أن مشروع التعديل سيتضمن نقل نوافير الشرب من القبو إلى سطح المطاف مع تغذيتها من المصدر نفسه، مما ييسر على الطائفين وتمكينهم من الأخذ بسنة شرب زمزم بعد الطواف كما كان الأمر في القرون الماضية.

وقدم المسؤول نيابة عن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي اعتذاره لجميع زوار بيت الله الحرام عن حجم المضايقة والازعاج الذي سيعانونها نتيجة حجز مواقع العمل وضوضائه وتحركات عناصره، مؤكدا أن اختيار توقيت العمل واسلوبه تم بعد اختبار دقيق وتقييم متوازن للبدائل المتاحة، بعد أن أخذ في الاعتبار الحدود الزمنية وان ترابط أجزاء المشروع لأهدافه وتكامله يقتضي أن يتم تنفيذها بشكل متزامن، وأنه بدون ذلك لا يمكن تحقيق المشروع لأهدافه، وأن الأمر لا تقتضيه المصلحة فقط وإنما تقتضيه الضرورة. يذكر أن إقرار التوسعة الجديدة يأتي بالتزامن مع الخطة الشاملة التي أعدتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي استعدادا لموسم العمرة لهذا العام، والتي اشتملت على تهيئة الجو التعبدي لقاصدي المسجد الحرام، والإسهام في تثقيف المعتمرين وتوعيتهم بأمور دينهم وإرشادهم وتوجيههم وإقامة حلقات الدروس من قبل العلماء ومدرسي الحرم، كما ركزت الخطة على توفير عربات لذوي الاحتياجات الخاصة، وإعداد أجهزة التهوية والتكييف والإنارة وأجهزة الصوت والتحكم والكاميرات وأجهزة الاتصال بالشكل الذي يؤدي الفائدة المرجوة منها.

وتضمنت الخطة حجز مكان خاص لذوي الإعاقة السمعية من جهة باب الملك فهد بالدور الأول من المسجد الحرام بحيث يقوم موظف متخصص بالترجمة الفورية لخطبة الجمعة إلى لغة الإشارة.

وفي شأن آخر، أصدر صالح الحصين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي قرارا بإعادة تكوين مجلس تعليمي للتخطيط والتوجيه والتقويم المستمر لمسيرة التعليم في معهد الحرم المكي برئاسته وعضوية عدد من منسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمعهد. وتتمثل أهم مهام المجــلس في وضع الخــطط التعليمية والإدارية المساعدة على الاتقاء بمستوى الدراسة بالمعهد، مناقشة التقارير العامة التي يرفعها مدير المعهد، تحديد أعداد الطلاب المقبولين كل عام، حل المشكلات والقضايا التي تطرأ على سير المعهد وغيرها من المهام.