الجميع يدرك أهمية شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

عبد الكريم بن عبد المحسن التويجري *

TT

ان الجميع يدرك اهمية شعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنزلته في الاسلام وانه من الثوابت الشرعية ومن دعائم الحكم وقواعده منذ قيام هذا الدين وبعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الى قيام الساعة عملا بقول الله تعالى: «كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر»، وتحقيقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك اضعف الايمان».

وبناء على هذا الاصل حرص ولاة الامر في مهبط الوحي ومنبع الرسالة وقبلة المسلمين المملكة العربية السعودية منذ قيامها في جميع ادوارها على قيام هذه الشعيرة فجهاز الحسبة منذ عهد الامام الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وهو يلقى الرعاية والدعم والمساندة وعلى هذا سار ابناؤه البررة من بعده ملوك وامراء هذه البلاد الغالية المباركة والى هذا العصر الزاهر فهو يلقى الاهتمام من ولاة امرنا وسيبقى ـ باذن الله تعالى ـ الى قيام الساعة، حيث تولي حكومتنا ـ وفقها الله لكل خير ـ الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر العناية والرعاية والدعم المعنوي والمادي بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز المفدى وولي العهد والنائب الثاني.

والشواهد على ذلك من ولاة امرنا كثيرة واكبر شاهد على ذلك ما صرح به الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، يوم الاحد 18 مايو (أيار) الحالي في مؤتمره الصحافي، اذ ذكر ان الهيئة باقية ما بقي هذا الوطن وانها ركن اساسي في حكم الدولة الاسلامية.

ان منسوبي الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد غمرتهم السعادة والسرور على هذا التصريح المسدد من رجل الامن الاول ليشكرون ويقدرون للامير نايف هذا التأكيد غير المستغرب منه وما قد سبقه من تصريحات في مناسبات عدة حول اهمية هذا الجهاز وما يقوم به من اعمال جليلة. وهذا دلالة كبيرة على حرصه وحبه ودعمه للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ورغبته في ايضاح اللبس والخلط والتجني الذي يطال جهازا من اجهزة الدولة التي تعمل جنبا الى جنب مع بقية الاجهزة الحكومية الاخرى في خدمة الوطن والمواطن وتحقيق الامن والامان وحفظ ضرورات المجتمع الخمس، الدين، العرض، النفس، العقل، المال.. وهم يجددون اخلاصهم وتفانيهم لاداء ما حملوا وكلفوا به من قبل ولي الامر ـ حفظه الله ـ من امانة عظيمة ومهام شرعية واجبة الاداء على الوجه المطلوب شرعا ووفق الضوابط الشرعية.

ان منسوبي الهيئة نحسبهم والله حسيب الجميع ولا نزكي على الله احدا رجالا تقاة امناء مجتهدين نصحة لله ولدينهم وولاة امرهم وامتهم وهم ابناء بررة للدولة وحراس للفضيلة وحفظ الامن من كل ما يعكر صفوه. فالرئاسة جهاز امني شرعي وجزء لا يتجزأ من بقية اجهزة الدولة الامنية التي تسهر على حماية المجتمع من كل ما يخل بعقيدته وامنه واستقراره واحكامه الشرعية. ومعلوم انهم غير معصومين من الخطأ كغيرهم من العاملين في الجهات الاخرى، فقد يخطئون بناء على اجتهاد محض وحرص على المصلحة العامة ودرء المفاسد، وهم رجال امن مع اخوانهم في الجهات الامنية الاخرى يدا واحدة لحماية امننا من كل من تسول له نفسه بالعبث بهذه النعمة الكبيرة نعمة الامن والطمأنينة. ان تصريح الامير نايف محل رضا واغتباط منسوبي الرئاسة وفروعها وهيئاتها ومراكزها في جميع مناطق السعوية، بل سر به المواطنون عموما لما نسمعه في المجالس من اشادة ودعاء لسموه من عامة الناس وخاصتهم ويعلقون عليه آمالا وتطلعات كبيرة لدعم مسيرة هذا الجهاز المبارك ليحقق ما يصبو اليه وما يرام منه نحو اداء رسالته العظيمة في المجتمع للعمل بعون الله تعالى على حمايته وحماية شبابه وفتياته ورجاله ونسائه من الوقوع في الرذيلة والمنكرات والشهوات، ولكثرة ما يطالب به المواطنون بفتح وزيادة المراكز والاعضاء في جميع انحاء السعودية.

فالرئاسة تسعى جاهدة لتوجيه الناس وارشادهم الى الخير ومنعهم من الوقوع في المنكرات وعلاج من يرتكب ذلك بالاسلوب الشرعي المناسب.

* المستشار والمدير العام للشؤون الادارية والمالية بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية