إشكالية المواطنة والانتماء

الشيخ احمد بن باز

TT

إن من أهم الإشكاليات التي نعاني منها في الوقت المعاصر هي إشكالية وقضية المواطنة والانتماء، فبينما تسعى الدول الاسلامية إلى غرس روح المواطنة لدى شعوبها باعتبار ذلك مواصفة أساسية لبناء الدول وإقامة الحضارات تأتي الحركات والأحزاب الإسلامية بآمال خيالية للمدينة الفاضلة والخلافة الإسلامية الكبرى تلغي من خلالها كافة أشكال الانتماء الوطني وبالتالي تقتل كل روح للنضال والبناء وتبيد كل مشاعر الحب والإخلاص لتسخير ذلك كله للحزب أو الحركة وتضيف كافة مصطلحات العداء والكراهية والبراءة والبغض، الخ، لكل من عاداها وهي بذلك تعلن القطيعة الكبرى بين المواطن والوطن وتقطع كافة العلائق والوشائج مستخدمة كافة السبل الممكنة باسم التناقض أو التضاد بين المواطنة والدين متناسين ما رُوي عنه صلى الله عليه وسلم «من قتل دون ماله أو دمه أو أهله أو أرضه فهو شهيد»، إن التفاتة ولو يسيرة للآثار والتاريخ والشواهد والمقاصد الإسلامية نخرج منها بيقين أن مبدأ المواطنة مبدأ إسلامي أصيل وركيزة أساسية لخلافة المسلم في الأرض.

إننا لن نستطيع أن نبني أمتنا ونشيّد مشروعها النهضويّ قبل أن نعالج هذه الإشكالية الكبرى من خلال ما قلت سابقاً وسوف استمر بقوله ألا وهو استصلاح البيئة التعليمية «رسمية كانت أو غير رسمية».