د. التركي يدعو المسلمين للاستفادة من دروس معركة بدر الكبرى

TT

دعا الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي في مكة المكرمة، المسلمين الى الاستفادة من الدروس البليغة لغزوة بدر الكبرى التي حدثت في شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة، حيث نصر الله سبحانه وتعالى المسلمين وهم قلة على المشركين وهم كثرة. وأهاب الدكتور التركي بالمسلمين أن يعتبروا بما وقع في هذه الغزوة من أحداث عظيمة.

وقال: حدثت في شهر رمضان عبر تاريخ الدعوة الاسلامية أحداث عظام كان من أهمها في حياة المسلمين معركة بدر الكبرى التي حدثت في شهر رمضان من العام الثاني للهجرة، وفي هذه الغزوة دروس وعبر وعظات كثيرة ينبغي على المسلمين تدارسها والتذاكر فيها والاستفادة منها وتعريف الاجيال المسلمة بها، ففيها دروس في العقيدة ودروس في الجهاد وما يقتضيه من اعداد وصدق واخلاص وتجرد وصبر وثبات، وفيها دروس في الولاء لله سبحانه وتعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم والبراء من الشرك وأصحابه، وقد سمى الله سبحانه وتعالى غزوة بدر بـ«يوم الفرقان يوم التقى الجمعان»، حيث فرقت وفصلت بين الايمان والكفر وفتحت الباب أمام نشر دين الاسلام والابتداء في استئصال فتنة الشرك «وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله» وقد أمد الله سبحانه وتعالى المؤمنين في معركتهم ضد الكفر بجنود من عنده «إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بألف من الملائكة مردفين».

وأضاف: قد بين الله أن كل ما حدث للمؤمنين الطائعين الصابرين في بدر إنما هو تدبير منه سبحانه وتعالى: «وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى» وإذا كان نصر المسلمين وتغلبهم على المشركين هو نتيجة معركة بدر فإن من أهم الأسباب تقيد المسلمين بأوامر الله ورسوله واستجابتهم في ذلك بالإعداد والثبات في مواجهة الكفر «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم». إن معركة بدر الكبرى اشتملت على درس بليغ في وجوب طاعة الله ورسوله، فبعد أن أذن الله سبحانه بقتال المشركين دعا سبحانه المسلمين إلى خوض هذه المعركة طاعة لله واستجابة لأمره. قال سبحانه: «يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله ورسوله» وقال «يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم»، وقد تعلم المسلمون في هذه المعركة ان النصر ليس بسبب الكثرة وانما هو من عند الله الذي ينصر عباده الصابرين على الرغم من قلة عددهم «ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وان يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم لا يفقهون». وقال في الحث على الثبات مع ذكر الله «يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون»، كذلك أبانت معركة بدر أن تراص المسلمين ووحدتهم على الرغم من اختلاف انتماءاتهم القبلية والعرقية أمر يجب على المسلمين في كل مكان وزمان أن يلحظوه. وان معركة بدر علمت المسلمين أهمية الصبر والمثابرة والاعداد للقتال كما علمتهم وجوب التجرد والاخلاص بعيداً عن الهوى والمطامع الشخصية والتنازع وأوجب الله عليهم اصلاح ذات البين وأن يكون الجهاد من أجل الدعوة الى الله والانتصار لدين الله وليس من أجل نيل المغانم والحصول على المكاسب الشخصية.

من جهة أخرى تسلم الدكتور التركي نسخة من كتاب «المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير» باللغة الانجليزية، الذي يقع في عشرة مجلدات، وحوالي 6500 صحفة، واشرف عليه الشيخ صفي الرحمن المبار كفوري، وتم اعداده عن طريق مجموعة من المترجمين من اميركا وكندا، واصدرته مكتبة دار السلام للنشر والتوزيع في الرياض، وروج بواسطة قسم الترجمة بالدار.

ونوه الدكتور التركي من خلال مقابلته الشيخ عبد المالك مجاهد المدير المسؤول عن مكتبة دار السلام بهذا الانجاز العلمي الكبير، واثنى على جهود الفريق العلمي الذي اعد ذلك، داعيا المولى عز وجل ان ينفع بهذا الاصدار، وان يكون سبيل خير وهداية للاسلام.

يذكر ان هذا العمل العلمي الكبير يعد اول تفسير مكتمل باللغة الانجليزية.