أهالي قرية بلغارية يحتجون على بناء جامع كبير في منطقتهم لقلة المصلين

TT

تساءل ايفان سونغارسكي رئيس لجنة شؤون المعتقدات الدينية وحقوق الانسان في البرلمان البلغاري عن الطرف الذي يقف وراء احتجاجات صدرت في منطقة بجنوب البلاد على مشروع بناء جامع هناك وقال: «يبدو ان العاطفة والانفعال تغلبا على بعض أهالي قرية «افرين» (جنوب شرق بلغاريا)، مؤكداً ان بلاده عرفت بروح التسامح الديني في غضون السنوات العشر الأخيرة وان مثل هذه الاحتجاجات غريبة وتدعو الى التساؤل عن اسبابها. وأعرب سونغارسكي عن اعتقاده بأن اتساع رقعة الجامع المقرر بناؤه وارتفاع منارته العالية (25 متراً) ربما يكونان السبب وراء تلك الاحتجاجات، نافيا علمه بوجود اسباب أخرى.

يذكر ان هذا الجامع من المقرر يكون الاكبر مساحة في المنطقة برمتها، وكان قسم من اهالي القرية المذكورة قد شكلوا لجنة أطلق عليها «المبادرة لوقف بناء الجامع» بحجة ان 10 ـ 15 شخصاً فقط من أهالي القرية هم من المصلين وان الحاجة لا تدعو الى وجود جامع كبير المساحة هناك، زاعمين بأن بناء جامع بمثل هذا الكبر هو عمل يقوم به أصوليون من خارج البلاد وداخلها، ومتسائلين عن الجهة التي تقوم بتمويل البناء.

وكانت انباء سابقة قد ذكرت ان المبالغ اللازمة لتغطية تكاليف البناء جاءت من اسطنبول وعلى وجه التحديد من فرع مصرف اسلامي هناك. وقال اصحاب المبادرة ان أحمد عمر، عمدة مدينة كروموفغراد التي تتبعها قرية أفرين إدارياً، لم يرد بعد على طلب تقدم به السكان المسيحيون في القرية لبناء كنيسة صغيرة هناك، في حين انه وافق على الفور على مشروع الجامع. كما ادعى هؤلاء بأن الجامع المذكور يهدف الى اضفاء الطابع التركي على المنطقة. وللبرهنة على ذلك نوه المبادر الرئيسي من بينهم ميتكو دوبرنيف بزيارة قام بها دبلوماسيون اتراك ورجال دين مسلمون للقرية في الاسبوع الماضي لحضور مراسم وضع حجر اساس الجامع.

وزعم المحتجون بأن أهالي القرية منقسمون على انفسهم وبأن المشاكل والنزاعات بدأت بالانتشار في صفوفهم، مهددين بأن ذلك ستكون له عواقب وخيمة، وفي حين تساءل ذلك المتحدث باسم البرلمان عن الجهة التي تقف وراء «لجنة المبادرة» تلك فإن مصادر صحافية نوهت بضلوع شيوعيين سابقين في الأمر، في اشارة واضحة الى ان هؤلاء يثيرون مثل تلك المشاكل.