وزير الشؤون الدينية في أندونيسيا: عالمية الإسلام تختلف عن العولمة الغربية في الاعتراف بالخصوصية الحضارية

TT

أكد الدكتور السيد عقيل حسين المنور وزير الشؤون الدينية في اندونيسيا ان عالمية الاسلام تختلف عن العولمة الغربية في الاعتراف بالخصوصية الحضارية للامم والشعوب. أضاف الدكتور المنور ان الاسلام يدعو الى العولمة في أسمى معانيها ويرفض الهيمنة التي تحاول إلغاء التعددية وعدم الاعتراف بالآخر وفرض ثقافة واحدة، مشيرا الى ان الديانات السماوية جميعا قد جاءت بالاصلاح لنشر دين معين لكن الاسلام جاء من أجل نشر حضارة شاملة وجاء في نفس الوقت ليعترف بخصوصية كل شعب لقوله تعالى: «يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا».

وأضاف وزير الشؤون الدينية الاندونيسي في بحث له بعنوان «مستقبل الحضارة الاسلامية في ظل العولمة» ألقاها أمام المؤتمر الاسلامي الدولي الخامس عشر الذي نظمه المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية في القاهرة أخيرا، ان عالمية الدعوة الاسلامية أو العولمة في الاسلام وكونية الاسلام تبدو أوضح ما تكون في توجهات الاسلام كما في قوله تعالى: «قل لا اسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين» وقوله تعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، مشيرا الى ان عالمية الاسلام تقوم على مبدأ الحرية.

وأوضح الدكتور المنور ان العولمة الغربية تهدف الى تنميط العالم وفق مناهج الحياة الغربية ثقافيا وسياسيا واقتصاديا.

أضاف ان مفهوم العولمة الذي يقوم على حمل العالم على الأخذ بالمناهج الغربية إنما هو مخالف لمفهوم العالمية الانساني الذي يعترف بالخصوصيات الثقافية وبتعدديتها ويتيح حرية الاختيار الثقافي فيما بينها على أساس تعايش الحضارات وتلاقح الثقافات ثم هو يحمل شروط التكافؤ في العلاقات الدولية من حيث التوزيع العادل للموارد العالمية والمعاملة المتساوية في حق السيادة الدولية والانتفاع المتوازن بمعطيات التقدم التكنولوجي.

وأوضح وزير الاوقاف الاندونيسي ان الهدف الاساسي للعولمة هو هدف اقتصادي يستغل الاهداف السياسية والاقتصادية لخدمته وهو تحويل العالم جميعه الى سوق واحدة محتكرة للاقتصاديات الصناعية الهائلة لا تتكافأ فيها الفرص ولا تتساوى المقدرات وانما هي تأخذ بمبدأ البقاء للأقوى كل ذلك في ظل الهوة السحيقة الفارغة بين دول الشمال الصناعي من حيث التقدم الاقتصادي والتكنولوجي، فالرأسمالية بهذه العولمة إنما تكمل حلقاتها التاريخية في رسملة العالم بأسره وذلك بانتقالها الهيكلي من فرض علاقات التبادل غير المتكافئ مع العالم النامي الى فرض العلاقات الانتاجية الرأسمالية الكاملة عليه.

ثم ينتقل الدكتور المنور للحديث عن كيفية التصدي لأخطار العولمة وخاصة خطر الاعلام الذي تملكه الدول الكبرى والذي ينجح في صياغة عقول وتصورات الكثير من الغربيين بل والشرقيين ايضا حول قضايا وصراعات العالم.

ووصف الوزير الاندونيسي محاولات تشويه الاسلام التي يعمل من اجلها الاعلام الغربي بانها تهدف الى تغييب الاسلام عن الساحة الدولية لتخلو أمام اصحاب المصالح لينفذوا مخططاتهم.

وأكد الوزير الاندونيسي في ختام بحثه على ضرورة انشاء فضائيات اسلامية وتطوير البرامج الاعلامية لمسايرة الاحداث بجانب اطلاق القمر الصناعي الاسلامي الذي اصبح حلما طال انتظاره.