المجلس الأوروبي للإفتاء يناقش في السويد قضايا الإرهاب ومفهوم الجهاد في الإسلام

TT

يعقد المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث دورته الحادية عشرة برئاسة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس المجلس، وذلك في الفترة من 1 ـ 6 جمادى الأولى 1424هـ الموافق 1 ـ 6 يوليو (تموز) المقبل في استكهولم بالسويد. ويتضمن جدول أعمال المجلس في هذه الدورة العديد من القضايا والاشكالات التي تهم الاقليات المسلمة في أوروبا، منها مسألة المواقيت، وقضية الاستنساخ بين الزوجين والاحكام الوضعية التي تترتب على ذلك. كما سيناقش المجلس بعض القضايا الاقتصادية وأبرزها في هذه الدورة مناقشة قضية الاسهم، والوصول فيها الى حكم شرعي يجيب عن استفتاءات المسلمين في الغرب. وكذلك توضيح الحكم الشرعي في ما يتعلق بموت الرحمة، خاصة انه كثر فيه الجدل في الغرب وتعددت القوانين الوضعية المجيزة والمانعة له، مما استدعى توضيح حكمه في الاسلام وازالة اللبس عن كثير من المسلمين حول هذه القضية.

وافادت الأمانة العامة للمجلس ان جدول اعمال هذه الدورة يتضمن مناقشة الخطاب الديني لبحث تقديم موجهاته وتحديد اتجاهاته واهدافه، وكذلك مناقشة مفهوم الجهاد في الاسلام، وبحث قضية الارهاب. ويختتم جدول اعمال هذه الدورة مناقشة لائحة التحكيم، كل ذلك من أجل الوصول الى أحكام شرعية حول القضايا الثماني التي ستناقش في هذه الدورة.

وقال الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس المجلس: «ان مهمة هذا المجلس منع البلبلة والصراع الفكري حول امور الفتوى، وذلك بمحاولة توحيد الفتوى، ما وجد الى ذلك سبيلا، وذلك عن طريق التشاور والبحث المشترك والاجتهاد الجماعي، الذي اصبح اليوم فريضة وضرورة. كما يراد ان يكون هذا المجلس بمثابة مرجعية دينية معتمدة لدى السلطات المحلية في البلدان الاوروبية، وهذا يقوي شأن الجاليات والاقليات المسلمة في تلك البلدان، ويشد من ازرها».

واضاف: «إن هذا المجلس ليس منافسا أو بديلا للمجامع الاسلامية الاصلية والكبيرة في داخل عالمنا الاسلامي، مثل مجمع الفقه الاسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الاسلامي والمجمع الفقهي الاسلامي التابع لرابطة العالم الاسلامي ومجمع البحوث الاسلامية في الازهر وغيرها، بل هو مكمل لعملها في هذا الميدان الذي عني به وتخصص فيه، وهو «فقه الاقليات» ومن يعيش خارج ديار الاسلام ومجتمع المسلمين، وهو ينتفع يقينا بما يصدر عن هذه المجامع الكبرى من قرارات، وما يقدم اليها من بحوث».

واشار الدكتور القرضاوي الى ان فقهاءنا قرروا ان الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان، واعظم مظهر لتغير المكان هو اختلاف دار الاسلام عن غيرها. فالذي يعيش في قلب المجتمع الاسلامي، يجد الاوضاع التي حوله غالبا ما تعينه على السلوك الاسلامي والالتزام الاسلامي، بخلاف من يعيش في مجتمع مختلف تماما. ومن هنا كانت رسالة هذا المجلس ان ييسر في فتواه على هؤلاء ولا يعسر، وأن يبشر في دعوته ولا ينفر، وأن يستبقي الناس في إطار الدين، ولو بالحد الادنى من الاسلام، وان يفتيهم بالايسر لا بالأحوط، وقد قال الامام سفيان الثوري رضي الله عنه: «إنما الفقه الرخصة من الثقة، أما التشديد فيحسنه كل أحد».

يذكر ان المجلس الاوروبي للافتاء والبحوث يضم عددا من العلماء الذين يتصدرون للفتوى في المراكز الاسلامية المهمة في اوروبا، بالاضافة الى عدد من العلماء الذين يعيشون في العالم الاسلامي، ولكنهم مهمومون بأمر اخوانهم في اوروبا، ويترددون عليهم ويعرفون ظروفهم واحوالهم، وكان المجلس يعقد دورتين في العام، ولكنه في دورته السابقة قرر ان يعقد دورة واحدة سنويا. وللمجلس امانة عامة مقرها في المركز الثقافي الاسلامي بايرلندا.

وقال الشيخ حسين حلاوة الامين العام لـ«الشرق الأوسط»: «إن الدورة الحادية عشرة التي ستعقد في العاصمة السويدية استوكهولم في الاسبوع المقبل، ستناقش قضايا معاصرة مهمة منها الاستنساخ والارهاب، بالاضافة الى اصدار فتاوى حول قضايا أخرى تهم الاقليات المسلمة في أوروبا، مشيرا الى ان فتاوى وقرارات هذا المجلس لا تصدر الا بعد ان تستوفي الابحاث المقدمة حصتها من الدراسة والنقاش».