إسماعيل نواهضة خطيب المسجد الأقصى: لا بد من تكاتف للتصدي لأي محاولات إسرائيلية تستهدف المساس بقدسية المسجد الأقصى

TT

وصف الدكتور اسماعيل نواهضة خطيب المسجد الاقصى وعميد كلية القرآن بجامعة القدس الوضع في الاراضي المحتلة بانه مأساة انسانية بشعة يعيشها الفلسطينيون في ظل الحصار الاسرائيلي وعمليات القمع التي ينفذها جيش الاحتلال وحذر الدكتور نواهضة خلال مقابلة مع "الشرق الأوسط" على هامش المؤتمر الاسلامي العالمي الذي نظمه المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية في القاهرة اخيرا، من اعتزام اسرائيل بقيامها بعمل عدواني جديد ضد المسجد الاقصى، خاصة بعد تصريحات وزير الامن الاسرائيلي، التي اشار فيها لاتخاذ بعض الاجراءات التي من شأنها ان تتيح الفرصة امام اليهود للصلاة في المسجد الاقصى.

* ما هي آخر التطورات على الساحة الفلسطينية من واقع معايشتكم للاحداث؟

ـ طبعا الواقع اليم جدا داخل الاراضي المحتلة وعندما نتحدث عن الاحداث والجرائم البشعة التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين يوميا فاننا نتحدث لا كشهود وانما كاناس يتعايشون مع هذا الواقع الاليم فحال شعب وارض فلسطين في ظل الاحتلال الاسرائيلي كانت وما زالت حافلة ومليئة بالاحداث التي ان دلت على شيء فانما تدل على وحشية وفظاعة الاحتلال الاسرائيلي للفلسطينيين وشعبنا عانى وما زال يعاني اقصى انواع المعاملة من التهجير والتشريد من الوطن وسفك الدماء بصورة تقشعر منها الابدان وهدم البيوت وانتهاك الحرمات والمساجد وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك وفرض حصار التجويع.

* ما تعليقك على تصريحات وزير الامن الداخلي الاسرائيلي بان اسرائيل ستسمح بفتح المسجد الاقصى امام اليهود للصلاة فيه؟

ـ المسجد الاقصى المبارك القبلة الاولى للمسلمين تعرض للكثير من المحاولات الاسرائيلية الفاشلة لتدميره والاستيلاء عليه، لكن عناية الله سبحانه وتعالى كانت اقوى، لذلك فهم يلجأون الى طرق بديلة للاستيلاء على المسجد الاقصى سواء باستمرار الحفر اسفله حتى تتصدع جدرانه وتسقط وبالتالي يسارعون باقامة هيكلهم، وسلطات الاحتلال الاسرائيلي تمهد الآن لعمل عدواني جديد ضد المسجد الاقصى، وهي تحاول فتح المسجد الاقصى للزيارة امام اليهود للصلاة فيه في الوقت الذي تمنع فيه الفلسطينيين من الوصول اليه في محاولة منهم للاستيلاء عليه او تقسيمه مثلما حدث في المسجد الابراهيمي، لكن المرابطين في بيت المقدس عاهدوا الله على ان يدافعوا عن شرفهم ودينهم ومقدساتهم وان يبذلوا ارواحهم ودماءهم في سبيل الدفاع عن المسجد الاقصى الذي هو رمز الاسلام، وعلى المسلمين في كل بقاع الارض الانتباه لمثل هذه المحاولات الاسرائيلية وان تتحمل الامة العربية والاسلامية دورها بأمانة للحفاظ على المسجد الاقصى الذي هو رمز لوحدتهم وعزتهم.

* ما هي رؤيتك لمستقبل المفاوضات الجارية بين الفلسطينيين والاسرائيليين حول خريطة الطريق في ظل الاوضاع الحالية؟

ـ الفلسطينيون وافقوا على ما جاء من بنود في خريطة الطريق لتأكيد الرغبة في تحقيق السلام العادل بالرغم من ان خريطة الطريق هذه لا تلبي الا اقل القليل من طموحات الشعب الفلسطيني، لكن اسرائيل لم توف بوعدها فهي تطالب بتحقيق الامن لشعبها وفي الوقت نفسه يقوم جيش الاحتلال بالاغتيالات وهدم المنازل ويطلب وقف المقاومة وبالتالي فان كل فعل له رد فعل فعندما يقوم الجيش الاسرائيلي باغتيال احد من المقاومة ستزداد المقاومة شدة وضراوة ولن يسكت الفلسطينيون على كل هذا الوضع الا عندما تنسحب اسرائيل وتعلن توقفها عن ممارسة العنف والارهاب في الاراضي الفلسطينية ويتحقق ذلك عمليا على ارض الواقع فلا معنى للمفاوضات الآن لأن حكومة اسرائيل تريد ان تفرض علينا السلام بالقوة.

* هناك حوار دائر بين حكومة ابو مازن وقادة الفصائل الفلسطينية مثل حماس والجهاد لوقف العنف واعطاء هدنة لاثبات حسن النيات لبدء مفاوضات حول التسوية السلمية واقامة الدولة الفلسطينية فهل يمكن ان توافق الفصائل الفلسطينية على القاء اسلحتها ووقف الانتفاضة؟

ـ في اعتقادي ان هذه المنظمات لا يمكن ان تلقي السلاح ما دامت اسرائيل مستمرة في عدوانها على الشعب الفلسطيني، فلا سبيل امامها الا الجهاد والدفاع عن اراضيها وشعبها ومقدساتها في ظل غياب السلام والعدل ووجود الاحتلال. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فإن حكومة اسرائيل برئاسة شارون غير جادة في تطبيق خريطة الطريق او تحقيق السلام سواء للشعب الاسرائيلي او للشعب الفلسطيني، فاذا توقفت اسرائيل عن ارهابها وقامت بسحب جيوشها من الاراضي الفلسطينية ورفع الحظر عن الفلسطينيين وسمحت بعودة اللاجئين هنا يمكن ان تهدأ الامور، لقد اقيمت عدة اجتماعات وعقدت مؤتمرات على مستوى منظمات حقوق الانسان ومجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة وغيرها وصدرت عنها آلاف القرارات بشأن القضية الفلسطينية ولكن هذه القرارات بقيت حبرا على ورق ولا تنفيذ على ارض الواقع.