المركز العالمي لأبحاث الإيمان في السودان يسعى لاستنهاض همم العلماء المسلمين لإثراء البحث العلمي

TT

المركز العالمي لأبحاث الايمان منظمة طوعية عالمية بحثية تهدف لتوظيف جهود البحث العلمي في مختلف تخصصاته في تثبيت الايمان وتعميق قيمه وتهدف لاستنهاض همم العلماء المسلمين لاثراء البحث العلمي في المجالات المختلفة، وفقاً لمسيرة نهضة الأمة، وابراز دورها الحضاري بين المجتمعات الانسانية والتصدي لحملات التشكيك وتمحيصها بمنهج علمي جماعي. ويسعى المركز لتصفية الخلافات المذهبية بين المسلمين بالحض على التزام الأصول الجامعة، كما يعمل لدراسة المذاهب والاديان والنظريات المعاصرة في ضوء حجج الايمان.

ويتخذ المركز من الخرطوم العاصمة السودنية مقراً له. وللمركز العالمي لأبحاث الايمان مجلس امناء يرأسه الشيخ عبد المجيد الزنداني الداعية اليمني. ويتكون المجلس من 54 عضواً من ذوي الكفاءة من العلماء والعاملين في الحقل الاسلامي تمثل فيه اكثر من 15 دولة.

ويختص مجلس الأمناء بوضع السياسات واصدار الموجهات العامة واجازة الموازنة واعتماد الخطاب الختامي وتقارير المراجعة.

كما له مجلس ادارة مكون من 15 عضواً يضع خطط وبرامج العمل ويشكل سلطة رقابية على أعمال القطاعات التنفيذية بالمركز في انفاذ قرارات وسياسات مجلس الادارة وسياسات مجلس الأمناء.

ويلخص البروفسور محمد عثمان صالح المدير العام للمركز الاهداف الكلية للمركز فيقول أولها توظيف جهود البحث العلمي في تثبيت الايمان وتعميق قيمه ومثله في النفوس، مما يؤدي الى تقوية امة الاسلام واعزازها.

ثانياً الاسهام في بناء الأمة الاسلامية واعادة الثقة في نفوس ابنائها والمشاركة في تشييد حضارة انسانية تقوم على العدل والسلام والتعاون.

ثالثاً: العمل على تأصيل المعرفة وكل ما يقتضي هذا التأصيل من مراجعة للمناهج التعليمية والثقافية والاعلامية وغيرها، وما يتصل به من بحوث ونشاط علمي.

رابعاً: السعي لتحرير جميع فروع المعرفة مما ألصق بها من رؤى الحادية ونزعات اعراض عن آيات الله تعالى، واعادة صياغتها صياغة تنفعل بمثل الاسلام وروحه وتوظيفه في بيان أدلة الايمان.

خامساً: التصدي لحملات التشكيك في دين الاسلام وتمحيصها بمنهج علمي فردي او جماعي.

سادساً: السعي الجاد لاستنباط كل ما من شأنه تصفية الخلافات بين المسلمين بالتزام الأصول الاسلامية الجامعة، والعمل على ايجاد وحدة فكرية تجمع المسلمين على أصول الاسلام العامة ومحكماته الكلية.

سابعاً: تقديم دعوة الايمان لغير المسلمين. ثامناً: دراسة الأديان والمذاهب الفكرية والفلسفية والنظريات العلمية المعاصرة.

تاسعاً: تفعيل اسهامات المسلمين العلمية في حركة نهضة البشرية وتقدمها الحضاري.

أما عن رسالة المركز والمحاور التي يعمل من خلالها، فيقول البروفسور صالح ان المركز يعمل على محورين: أ ـ البحث العلمي: للاستعانة بقوة العلم على تجاوز ضعف الأمة والعناية بالأذكياء وعباقرة هذه الأمة ولتوظيف حجة العلم في تعميق الايمان وتثبيته في نفوس المسلمين ثم لتقديم الايمان والهداية بمنطق العلم للانسانية جمعاء.

ب ـ البعث الحضاري: وللمركز في هذا المحور رسالتان:

الأولى: رسالة الى ملة الاسلام: تهتم بتعميق الايمان بالله تعالى وتعميق قيمه التي هي من ثمارها، وهي رسالة استنهاض وبعث واحياء للقيم لتصبح راسخة في النفوس وتنعكس تلقائياً على السلوك.

ويضم المركز العالمي لأبحاث الايمان في داخله مجمعاً للبحوث والترجمة يهدف الى تجميع الجهود العلمية التي تبرز دور الاسلام الحضاري الاجتماعي وأبحاث الايمان وقضاياه.

كما يكشف عن أوضاع المسلمين في البلاد الاسلامية ويوضح أسباب مشكلاتهم وكيفية حلها مع محاربة الغزو الفكري الى جانب النهوض بالدعوة وأساليبها وفقاً لنتائج البحوث والدراسات المساعدة في التفهم الأفضل للأمة وكياناتها ومعرفة التيارات الفكرية والاجتماعية ونشر الثقافة الاسلامية.

كما يهتم مجمع البحوث والترجمة بالتصدي علمياً وبحثياً لما يواجه المجتمع من قضايا علمية. ويتكون المجمع من:

أ ـ قسم البحوث ويعمل على: تنظيم وتوثيق وحفظ البحوث ووسائطها ومساعدة الباحثين والمراجعين في الحصول عليها. ويقوم بالتعاون مع المؤسسات والمراكز المشابهة داخل وخارج دولة المقر وهي السودان. ويعمل لتنظيم قواعد ووسائل تحكيم البحوث ووضع قواعد طباعة ونشر البحوث.

ب ـ قسم الترجمة: يعمل على اثراء الفكر الاسلامي بالترجمة والترغيب فيها وتطوير مجالاتها، وترجمة ونشر العلوم الاسلامية وتقديم الاسلام باللغات الحية، ومتابعة ورصد ما ينشر عن الاسلام بغير العربية، وتوفير المدخلات المساعدة في عملية الترجمة للمترجمين والباحثين.

كما يضم المركز العالمي لأبحاث الايمان ما يسمى «العيادات الطبية المتكاملة» وتضم: أ ـ قسم الطب الحديث: يهتم بالعمليات الطبية والمعالجات في اطار الطب الحديث.

ب ـ قسم العلاج القرآني: يعنى بالقرآن الكريم وكيفية التداوي به وتوجيه الناس الى الفهم الصحيح في ذلك.

ج ـ قسم الطب الاسلامي: يعنى بالمفردات والوسائل التي يرد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية.

د ـ قسم الحكمة الشعبية: يعنى بالممارسات الشعبية والعلاج بالأعشاب... الخ.

هـ ـ الارتكاز على مناهج البحث العلمي وأساليبه التي انتهى اليها العقل البشري واعتمدها بين التجربة والاختيار، او اعتمدها العقل السليم واعتبار الحقائق القاطعة التي توصل اليها العلم.

ويعتمد المركز بصورة اخص على:

1 ـ النظر في الآيات القرآنية التي تدل على التقدير الالهي والتسخير والتسيير، والهداية والقصد والاتقان والأحكام. وتحمل هذه المفاهيم موجهات عامة للاستدلالات العلمية.

2 ـ النظر في الآيات القرآنية التي تدل على عظمة الخالق وقدرته وادارة البحث حولها لتعميق الايمان.

3 ـ جمع أوجه الاعجاز في القرآن الكريم وتوظيفها علمياً وبيانياً وتاريخياً لتقوية حجة الايمان وأدلته.

4 ـ جمع أوجه الاعجاز العلمي والتأريخي في السنة النبوية الصحيحة بغرض تأكيد حجيتها وتقويتها في النفوس.

وتحقيقاً لكل مناهجه يستخدم المركز الوسائل الآتية:

أ ـ حصر العلماء والباحثين البارزين في التخصصات المختلفة وتعريفهم بأهداف المركز ودعوتهم لكتابة البحوث والمشاركة في تحقيق اهداف المركز.

ب ـ منح جوائز مالية لتشجيع البحث العلمي وتقديم الدعم لأصحاب البحوث الرائدة للمشاركة في المؤتمرات العلمية.

ج ـ تنظيم الندوات المتخصصة والمحاضرات والمناظرات والمؤتمرات العلمية.

د ـ انشاء مكتبة عامة رفيعة المستوى وتوفير الدوريات والمراجع العلمية، والوسائل الضرورية للبحث العلمي والاستفادة من شبكات المعلومات الحديثة.

هـ ـ التنسيق والتعاون مع الجامعات والمعاهد والمؤسسات العلمية وابرام الاتفاقيات معها لتحقيق أهداف المركز.

و ـ اصدار موسوعة الايمان العالمية التي تستوي أدلة الايمان.

ز ـ التنسيق مع المؤسسات الاسلامية في العالم للاستفادة من نتائج البحوث العلمية ذات الصلة.

ح ـ الاتصال بالشخصيات العالمية من غير المسلمين والدخول معها في مشاريع حوار وبحوث مشتركة حول قضايا الايمان والعلم والحضارة.

وحول الدور الذي يضطلع به المركز في اطار التحولات السياسية العالمية، يقول البروفسور صالح: وافق ميلاد المركز من حيث الزمان صحوة اسلامية انتظمت العالم ويقظة في الأمة الاسلامية أصبحت ظاهرة عالمية باتت القوى الكبرى تدخلها في حساباتها الاستراتيجية، وفي هذا الصدد يرجى لمركز أبحاث الايمان ان يوفر دعامتين أساسيتين لهذه الصحوة:

اولاً: الأرضية العلمية التي يحسن ان تنطلق منها حتى تقدم نهضة الاسلام على نور العلم وتتأسس دعوته على حجة العلم وبرهانه، فيعطيها بذلك قوة العلم.

ثانياً: ان يوفر لها قوة الايمان بالله عز وجل وتثبيته في القلوب وغرس قيمه في النفوس، فقد تغلب على الأمة الاسلامية عدوها وقهرها بتفوقه التقني وآلته الحربية. ويرجى للمركز العالمي لأبحاث الايمان باذن الله تعالى ان يؤهل الأمة الاسلامية لترث هذه الحضارات المتراجعة وان يكون محاوراً ذكياً يحمل رسالة الايمان للعالمين ليخرج بها العالم الى النور والفلاح.

وحول المنهجية والمرجعية والوسائل التي يعتمد عليها المركز في توصيل رسالته العلمية، يشير مدير المركز الى ان المنهج الذي يعتمده هو الانطلاق من القرآن الكريم والسنة النبوية واستفادة قراء العلوم والمعارف لتمحيصها.