مساجد مصر تستقبل المعتكفين في أواخر رمضان

TT

اتخذت المساجد المصرية استعداداتها لاستقبال المعتكفين خاصة في العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم وتتضمن هذه الاستعدادات توفير أماكن اقامة ومقرات لتناول الافطار والسحور داخل المساجد للمعتكفين تطبيقاً للسنة النبوية الشريفة بالاعتكاف خلال الشهر بمداومة الاقامة في المساجد وعدم الخروج منه مدة معينة بنية التقرب الى الله.

وحول الاعتكاف تقول الدكتورة سعاد صالح استاذ الفقه الاسلامي بجامعة الأزهر والملقبة بـ«مفتية النساء» انه مستحب في كل أوقات العام وأكثر استحباباً في العشر الأواخر من رمضان التي تصادف فيها ليلة القدر كما انه يكون واجباً اذا نذر المسلم الاعتكاف، وتشير الى ان اعتكاف المرأة دون اذن زوجها حراماً لان طاعة الزوج واجبة خاصة ان الاعتكاف سنة وليس فريضة.

وحول الحكمة من الاعتكاف، يؤكد الدكتور محمد عبد المنعم البري الاستاذ في جامعة الأزهر انه رياضة روحية وتطهير للقلب والعقل بالتفرغ للعبادة وتسليم النفس الى الله وتفويض أمرها لله مع اعتزال الناس والبعد عنهم.

ووجد الدليل على مشروعيته في الكتاب والسنة والاجماع، ففي الكتاب «القرآن» يقول تعالى: «ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد»، وقال: «وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود».

وفي السنة فقد جاء في الصحيحين انه صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأوسط من رمضان ثم اعتكف العشر الأواخر ولازمه لذلك حتى توفاه الله تعالى واعتكف العشر الأولى كما ورد أنه اعتكف العشر الاوالى من شوال.

واضاف الدكتور البري أن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل». وأما الاجماع فقد داوم الخلفاء الراشدون وصحابته وأمهات المؤمنين عليه بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

ويشير الدكتور البري الى ان اركان الاعتكاف اربعة، أولها الشخص المعتكف والثانية نية الاعتكاف والثالثة المسجد الذي يعتكف فيه، ويصح الاعتكاف في غير المسجد والرابع هو المكث في المسجد زمناً زائداً على قدر الطمأنينة عند الشافعي ويرى الحنفية والمالكية ان أقله يوم وليلة.

ويشترط في الشخص المعتكف الاسلام فلا يصح الاعتكاف من كافر أو مرتد والعقل فلا يصح من مجنون أو سكران وأخيراً النقاء من الحيض والنفاس والنقاء من الجنابة.

وللمعتكف في العشر الأواخر من رمضان اذا نوى الاعتكاف فانه يدخل المسجد قبل غروب شمس ليلة 20 أو ليلة 21 ويخرج منه بعد غروب شمس آخر يوم في رمضان ومن المستحب ان يخرج بعد صلاة العيد.

وفي خلال الايام العشرة المتتابعة والتي عزم النية على الاعتكاف فيها لا يجوز للمعتكف الخروج من المسجد إلا لحاجته من غائط أو بول أو مرض أو حيض أو نفاس أو لحاجة معينة ويجب عليه ان يجدد النية عند العودة.

ويؤكد أنه يستحب في الاعتكاف الصلاة والتسبيح وتلاوة القرآن والتهليل والاستغفار والدعاء والتحميد ونوافل العبادات والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومذاكرة التفسير والحديث وسير الأنبياء والصالحين والفقه والدين. كما ان للاعتكاف مبطلاته مثل الوطء والمباشرة بشهوة، الحيض والنفاس، وأخيراً الخروج من المسجد لغير عذر، ولمن قطع الاعتكاف وجب عليه قضاءه عند المقدرة خاصة انه قد عزم النية عليه مسبقاً.