أمين المركز الإسلامي في إيطاليا: الحوار مع الغرب ضرورة لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام

الدكتور عبد الله رضوان لــ«الشرق الأوسط»: لا بد من بناء ثقافة * إسلامية تأخذ بأصول الدين ومعطيات العصر الحضارية والمادية

TT

شدد الدكتور عبد الله رضوان امين عام المركز الاسلامي في ايطاليا على ضرورة تفعيل الحوار الاسلامي مع الغرب لتوضيح وجهة النظر الاسلامية في كثير من القضايا المثارة حاليا مثل الارهاب والعنف وقضايا المرأة وموقف الاسلام من العنف.

اضاف الدكتور رضوان في مقابلة مع «الشرق الاوسط» على هامش المؤتمر الاسلامي العالمي الذي نظمه المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية بالقاهرة مؤخرا ان تيار التعصب ضد الاسلام في الغرب بسبب ما ينسب الى المسلمين من افعال يزداد سوءا ويتقدم في نشر الثقافة العنصرية في اوروبا والغرب. وأشار الدكتور رضوان الى ان افضل الطرق للتعامل مع الواقع الغربي الان هو الحوار الذي يمكن من خلاله تصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة عن الاسلام التي روج لها المستشرقون، مؤكدا ضرورة بناء ثقافة اسلامية مستنيرة تأخذ بأصول الدين كما تأخذ بمعطيات العصر الحضارية والمادية في التعامل مع الواقع الراهن وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

* تتردد الان دعوة ملحة للحوار بين العالم الاسلامي والغرب لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الاسلام في الغرب من وجهة نظركم ما جدوى الحوار في ازالة المناخ العدائي ضد الاسلام في الغرب؟

ـ نعم الحوار ضرورة ملحة لبيان وجهة النظر الاسلامية وكثير من القضايا المثارة مثل ما يثار في الغرب من أن الاسلام دين عنف وارهاب وانه يظلم المرأة ولا يساوي بينها وبين الرجل وهذه القضايا يستغلها تيار التعصب في الغرب ضد الاسلام في الترويج للثقافة العنصرية وبالتالي فلا بد من الحوار الذي يبدأ بالتعارف الذي هو شكل من اشكال الحوار أو هو الباب الحقيقي للحوار فبدون معرفتي بالاخر لا استطيع ان ابدأ معه حوارا مثمرا.

* كيف ترى تأثير احداث 11 سبتمبر (ايلول) وتداعياتها على مستقبل المسلمين في ايطاليا؟

ـ لا شك ان هذه الاحداث كان لها تأثير سلبي على المسلمين في ايطاليا وكل اوروبا فقد صرح رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني عقب هذه الاحداث المأساوية التي نسبت للمسلمين بأن هذه الاحداث الارهابية ارتكبها المسلمون نتيجة لعدائهم للحضارة الغربية التي تتفوق على الحضارة الاسلامية، فهذه التصريحات المستنفرة من جانب رئيس الوزراء كانت لها انعكاسات سلبية على المسلمين في ايطاليا فقد عشنا فترة سيئة توترت فيها العلاقات بيننا وبين الحكومة الايطالية حتى استطاع المركز الاسلامي القيام بالتعاون مع بعض اعضاء السلك الدبلوماسي العربي وجماهير المسلمين في ايطاليا رأب الصدع واحتواء الموقف واعلن برلسكوني عن احترامه للحضارة الاسلامية وقدم اعتذاره للمسلمين موضحا ان تصريحاته فهمت فهما خاطئا.

* ما هي رؤية الشعب الايطالي للاحداث المأساوية التي يمر بها الشعب الفلسطيني نتيجة للاحتلال الاسرائيلي؟

ـ حقيقة الموقف الايطالي في هذه المشكلة عبر عنه الفريدو مانتشيكا مساعد وزير الخارجية الايطالي في وصفه لنزاع الشرق الاوسط بأنه سرطان يهدد العالم، ويعرض الجميع للخطر لهذا لا بد من اقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة ليستعيد الفلسطينيون حقوقهم المسلوبة وبدون هذا لن ينتهي التوتر والعنف في منطقة الشرق الاوسط وسيدفع العالم كله الثمن باهظا.

* تفعيل دور الجاليات الإسلامية

* كيف يمكن تفعيل دور الجاليات الاسلامية في اوروبا وخاصة في ايطاليا لخدمة قضايا الامة الاسلامية؟

ـ لا شك ان احداث سبتمبر وتداعياتها على المسلمين في الغرب كانت لها اثار سيئة على الوجود الاسلامي في اوروبا والغرب خاصة في ظل حملة العداء التي تثار من حين لاخر ضد الاسلام وتصوير المسلمين على أنهم قتلة ارهابيون يجب ابعادهم عن البلاد الغربية لانهم يعملون على تخريب الحضارة. ففي ايطاليا مثلا يوجد حزب يميني متطرف يعارض كل جهد يدافع عن بعض الحقوق والمصالح للمسلمين وهذا يؤكد لنا ان الحكومة الايطالية ليست كيانا موحدا منسجما وانما هي تتكون من تركيبة مختلطة والمسلمون في ايطاليا يعملون على توطيد علاقاتهم بالحكومة والعمل في اطار قوانين الدولة وتصحيح صورة الاسلام المشوهة وتربطنا علاقات جيدة مع مؤسسات الدولة الا الحزب اليميني المتطرف ما زالت علاقاتنا به ليس على ما يرام خاصة وان هذا الحزب يحاول انتهاز أي فرصة للوقوف ضد المهاجرين وامكانية ملاحقتهم وطردهم من البلاد.

* كيف ترى الاتهامات التي وجهتها بعض المؤسسات الاميركية للنظم التعليمية في بعض البلدان الاسلامية ومطالبتها بتغيير المناهج الدراسية بحجة ان هذه المناهج تدعو إلى معاداة غير المسلمين؟

ـ هذه الاتهامات باطلة لان الاسلام لم يدع الى العنف بل دعا الى العدل واحترام حقوق غير المسلمين وحرم الاعتداء عليهم أو ظلمهم أو اكراههم على الدخول في الاسلام قال تعالى «لا إكراه في الدين» لكن للارهاب أسباباً تغنيه فمثلا مشكلة فلسطين وغيرها من المشكلات التي يكون المسلمون طرفا فيها فعندما يحدث اي رد فعل تجاه الظلم الواقع على المسلمين يقولون انه ارهاب اسلامي وهذه التسمية يصرون عليها لتشويه صورة الاسلام في اذهان الغربيين بالرغم من ان هناك ارهاباً مسيحياً وهندوسياً ويهودياً ضد المسلمين وغير المسلمين فالمطالبة بتغيير المناهج الدراسية في البلاد الاسلامية مؤامرة لاغتيال عقول شباب هذه الامة وبدلا من ان تسعى اميركا للمطالبة بتغيير المناهج الدراسية عليها أن تسعى بجد لحل مشكلة فلسطين وانهاء التوتر بين العرب واسرائيل.