حملات إعلامية ضد المصاحف المحرفة في الأسواق وعلى بعض مواقع الإنترنت في اليمن

TT

تتفاعل في صنعاء منذ عدة ايام قضية المصاحف المحرفة المنتشرة في الاسواق والمكتبات اليمنية، والتي زاد من درجة تفاعلها، قيام بعض المواقع على شبكة الانترنت بحملة استهداف واضحة للقرآن الكريم تمثلت في بث سور ملفقة، على أساس انها سور قرآنية، وبأسماء لا وجود لها في القرآن الكريم أصلا، حيث تحمل السور المؤلفة تجنياً واضحاً على الفكر الاسلامي، وتتضمن اساءات مكشوفة لشخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

والحملة الاعلامية والميدانية ضد ظاهرة المصاحف المحرفة، والمواقع المعادية للقرآن على شبكة الانترنت تقودها جمعيات اسلامية طوعية وعدد من العلماء والصحف، مطالبة الجهات المسؤولة في وزارتي الأوقات والثقافة بالتدخل لسحب طباعات المصحف المحرفة من سوق الكتاب اليمني، والعمل على اغلاق المواقع المذكورة على شبكة الانترنت، وايجاد رقابة فاعلة ومستمرة على هذه الشبكة ونشاطاتها الى جانب المطالبة بتفعيل الرقابة في المنافذ الجمركية على المصاحف المستوردة وتتضمن الحملة ايضاً ندوات ومحاضرات في المساجد، للتوعية بالمخاطر التي يتعرض لها القرآن الكريم من قبل القوى المعادية للإسلام.

ورصد القائمون على الحملة وجود اكثر من 15 طبعة للقرآن الكريم، تحتوي على اخطاء متفاوتة، رغم كونها صادرة عن دور نشر عربية، وتتراوح الاخطاء ما بين حذف آيات ومقاطع من سور معينة، وزيادة حروف بعض المفردات أو اضافة نقاط تحت بعض الحروف أو فوقها أو ترك بعضها من دون تنقيط، اضافة لتداخل الآيات خاصة في المصاحف التي يكتب فيها لفظ الجلالة باللون الأحمر مع الكلمة التي قبله او بعده. كما ان كثيراً من الاخطاء يقع في لفظ الخالق واسمائه وصفاته، مما يعمق الشكوك حول قصدية ذلك، مع ملاحظة اخرى لا تقل أهمية وهي تركز الاخطاء بصورة واضحة في الآيات التي تتناول بني اسرائيل بشكل عام. ومعلوم أن الخطأ في رسم حرف واحد يمكن ان يقلب المعنى بالكامل، ويفتح الباب امام تأويل أو تفسير جديد. كل هذه الملاحظات دفعت الى الاعتقاد بأن الامر لا يمكن اعتباره مجرد صدفة، اذا اخذنا بعين الاعتبار الحملة الموازية والمعادية على شبكة الإنترنت.

ويرى القائمون على الحملة ان التقليل من شأن هذه الأخطاء الطباعية كما تقول الجهات المسؤولة، أمر لا يقل خطورة، لأنه يعني ببساطة اعتياد الناس على قراءة كل ما هو خاطئ على أنه صواب، الأمر الذي يمكن ان يفتح منافذ للتغيير والتحريف في أصل النصوص، اذا علمنا أن بعض هذه الطباعات متداول بين الناس منذ اكثر من ثلاثة عقود.

ووصف الشيخ حسن عبد الله الشيخ وكيل وزارة الاوقاف لقطاع الاعلام والنشر والمؤتمرات، الضجة المثارة حول الطبعات المحرفة من القرآن الكريم، بانها في غير اوانها وموضعها، وانها تندرج في اطار المماحكات والمكايدات الانصرافية التي لا تخدم قضايا الاسلام الاساسية. وقال لـ «الشرق الأوسط»: لا شك ان هناك اخطاء طباعية ترد في كثير من المصاحف وهي غير مقصودة وتقتصر على بعض الحروف والمفردات، ونادراً ما نجد تحريفاً يطال النصوص، وفي حال حدوث ذلك تقوم الجهات المختصة بالوزارة بالاتصال بالجهة الناشرة أو المستوردة ولفت نظرها للأمر ومطالبتها بتصحيح الاخطاء التي تعتبرها غير مقصودة، وغالباً ما تتجاوب تلك الجهات وتأخذ بالملاحظات. واضاف: الاصل ان امة الإسلام بمجموعها تهتم بكتاب الله عز وجل حفظاً لآياته وتطبيقاً لاحكامه، وكما هو محفوظ في السطور، محفوظ ايضاً في الصدور، تأكيداً لقوله تعالى «انا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون».

أما الحملة المغرضة التي يشنها اعداء الدين مستغلين تقنية الانترنت المتطورة، فهدفها واضح وهو تشويه الاسلام، إما بتحريف نصوص القرآن أو بكتابة كلام هراء على نمط التراكيب والصياغة القرآنية من باب التلبيس والتدليس على الناس لا سيما اصحاب الالمام الضعيف بالقرآن الكريم. منوهاً الى ضرورة التصدي لهذه الحملات عبر مواقع مماثلة على الانترنت تفند مثل هذه المزاعم وتزيل الشبهات التي يحاول الاعداء الصاقها بالاسلام، مشيداً في هذا السياق بالدور الكبير الذي تضطلع به المراكز الاسلامية في الغرب، تصديا لحملات اعداء الاسلام وعلى رأسهم اليهود. وقال: ليس كثيرا ان تهتم كل دولة اسلامية بالرد على الذين يحاولون تشويه الإسلام بكافة الوسائل. وأضعف الايمان ان تعمل الدول الاسلامية على دعم المراكز الاسلامية المنتشرة في أوروبا وأميركا وغيرهما لانها كما يبدو اكثر قدرة وفعالية في التصدي لاعداء الاسلام بحكم المعايشة والالمام بالواقع الثقافي والاجتماعي لتلك الأمم، لأن الخوف ليس على الشعوب الاسلامية أصلاً وانما على اولئك الذين يسعون للتعرف على الاسلام في بلاد الغرب وجلهم من المتعاملين مع الانترنت.

وحول امكانية فرض رقابة على المواقع المشار اليها على الانترنت، أوضح محمد عبد القادر مدير التسويق بالشركة اليمنية للاتصالات الدولية، (تيلمن) لـ «الشرق الأوسط» ان الشركة لا تقوم بفرض الرقابة لصعوبة ذلك اولاً لأن اصحاب هذه المواقع بامكانهم تغييرها باستمرار، لكن الشركة وبحكم مسؤوليتها تأخذ بالاسباب التي تحول من دون انتشار مثل هذه المواقع، ومن ذلك تركيب برنامج خاص معمول به في كثير من البلدان، مزود بتقنية للتعرف على المواقع التي تبث ما هو مناف للعقيدة والاخلاق، بحسب قوائم اسماء تلك المواقع التي تعدها شركات متخصصة فيقوم الجهاز بحجب هذه المواقع تلقائياً عن المشتركين. وكلما تلقينا شكاوى من المشتركين عن وجود مواقع اخرى وزودنا بعناوين لم تكن متضمنة في البرنامج المذكور، قمنا بادراجها ضمن المواقع المحظورة.