الرئاسة العامة للبنات في السعودية تستخدم الإنترنت كوسيلة دعوية وتستثمرها في خدمة أهدافها

د. علي المرشد لـ«الشرق الأوسط»: لم تعد وظيفة المدرسة قاصرة على التعليم المنهجي فقط

TT

تقوم الرئاسة العامة لتعليم البنات في السعودية بجهود كبيرة في تعليم المرأة السعودية وتأخذ على عاتقها مواجهة ما يعترضها من مشكلات خصوصا ما يتعلق بوضع المعلمة السعودية، وكذا الفتاة السعودية كطالبة، وذلك من ناحية التوجيه والإرشاد والتحصيل العلمي الجيد، ولذلك توجهت إلى الدكتور علي بن مرشد المرشد الرئيس العام لتعليم البنات في السعودية ببعض الاسئلة التي تتعلق بالمرأة السـعودية، مسؤولة ومعلمة وطالبة وذلك لوضع النقاط على الحروف حولها، خصوصا في ما يتعلق بتوعيتها والاتهامات بعدم الاهتمام بها. وكذلك الحـــــديث عــــــن الجوانب ذات الصبغة الشرعية ومشاركة الرئاسة بها ومدى استفادة الرئاسة العامة من الانترنت كوسيلة دعوية مهة واستثمارها في خدمة أهداف الرئاسة. وتطرق الحوار إلى نقاط أخرى تهم هذا القطاع الحيوي المهم وفي ما يلي نص الحوار.

* اهتمت الرئاسة العامة لتعليم البنات بالمرأة السعودية من خلال هذا الجهاز الحيوي ورغم ذلك هناك من يتهم منسوبيها بأنهم متسلطون على المرأة ويعاملونها بفوقية تامة سواء من خلال الإشراف النسوي أو من خلال الإشراف العام على المعلمات؟ ــ الحكم على الشيء دائما فرع من تصوره ولا أتوقع أن يكون لدى من يطلق مثل هذه الألفاظ وجهة نظر شخصية تستند الى حقائق أو براهين. ولا يجوز أن تعمم صفة من الصفات «كالفوقية» على قطاع كامل من الموظفين والموظفات لأن الرئاسة العامة بها مختلف الشخصيات رجالا ونساء وهي كأي قطاع حكومي بالواقع، مع العلم أن توجيهات الرئاسة العامة دائما تشير الى حسن التعامل والالتزام بالعمل والانضباط ويوجد إدارة تهتم بشؤون التظلم وأخذ الحق ورده إلى أصحابه بإذن الله تعالى تحت مسمى الإدارة العامة للمتابعة.

* هناك أنشطة ثقافية وتربوية واجتماعية تنظمها الرئاسة للطالبات بين وقت وآخر خصوصا في الاجازات للاستفادة منها في حفظ أوقاتهم؟ ـ لم تعد وظيفة المدرسة قاصرة على التعليم المنهجي فقط وإنما ينبغي أن يكون لها إسهامات في مختلف النواحي الدينية والثقافية والتربوية في الوسط الذي توجد به حتى يتحقق الترابط والتفاعل لما لذلك من أهمية في زيادة الوعي والثقافة في المجتمع. ولهذا اهتمت الرئاسة بإيجاد فرص متعددة لاستثمار وقت فراغ الطالبات ومنها افتتاح المكتبات النسائية المركزية في كل منطقة ومحافظة تعليمية. وأما في الإجازة ففي الصيف تقوم الرئاسة منذ العام الدراسي 1405هـ ـ 1406هـ بافتتاح عدد من المراكز الثقافية الصيفية للبنات في عدد من الأنشطة الهادفة التي تجد فيها الطالبات ما ينمي ثقافتهن ويصقل مواهبهن ويعود عليهم وعلى المجتمع بالخير والفائدة ومن أهم أهداف المراكز الصيفية مايلي:

ـ استثمار وقت الطالبات خلال العطلة الصيفية بما يعود عليهن بالفائدة في أمور الدنيا والدين.

ـ اكتشاف المواهب وتنمية المهارات من خلال المشاركة في الأنشطة التي تقدمها هذه المراكز.

ـ تعويد الطالبات على العمل الجماعي وتدريبهن على تحمل المسؤولية وإدراك ما لهن من حقوق وما عليهن من واجبات.

ـ مساعدة الطالبات المكملات عن طريق إعداد برامج تقوية للطالبات في المواد اللائي أكملن فيها.

وقد روعي عند تحديد هذه الأنشطة والبرامج لهذه المراكز سن المشاركات وميولهن وهواياتهن ليتم الانسجام والتنسيق بين هذه البرامج ويستفيد منها ماتعدى المرحلة الابتدائية وطالبات الكليات من خلال المشاركة في الأنشطة الدينية والثقافية والاجتماعية والتربية الفنية وقد لاقت تلك المراكز إقبالا كبيرا من الطالبات في العام الماضي والأعوام التي سبقته وكان عدد المراكز التي تم افتتاحها بلغ 19 مركزاً في أخر العام الماضي 1421هـ في مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية وبعد تقويم هذه المراكز توفرت القناعة بالاستمرار في اقامتها لما لها من دور إيجابي طيب وفوائد ملموسة على الطالبات وأنها لاقت اقبالا جيدا منهن وتحققت فيها الأهداف التي تضمنتها لائحة المراكز الصيفية علما بأن هناك خطة للتوسع في افتتاح هذه المراكز حسب الإمكانات المتاحة.

* يحظى الإنترنت بمتابعة عالمية كبيرة كيف ترون استفادة الدعوة من هذه الوسيلة المنتشرة في أصقاع العالم؟

ـ إن عصر المعلومات الذي نعيشه اليوم من شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) أداة فعالة لتبادل المعلومات وتسهيل عملية البحث والحصول على المعلومات في جميع المجالات. وقد استفاد المسلمون بحمد الله من هذه التقنية في مجال الدعوة الى الله، عملا بقول الله تعالى: «إدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن» وبلادنا حفظها الله بما افاء عليها من النعم الكثيرة، حيث جعلها قبلة المسلمين ومهوى افئدتهم تحرص كل الحرص على مواكبة المتغيرات واستغلال جميع التقنيات الحديثة لإيصال العلم وابلاغه لجميع الملمين في شتى أنحاء العالم، وذلك من خلال مواقع الجهات الحكومية الرسمية التي تعنى بمجال الدعوة في المملكة العربية السعودية كوزارة الشؤون الإسلامية والرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجامعات السعودية المتخصصة وغيرها من الجهات.. إضافة إلى تشجيعها لعلمائها لإيصال العلم النافع لجميع أبناء الأمة الإسلامية في شتى بقاع الإرض وتعريفهم بإحكامها ومواقيتها. ومن هذه المواقع موقع سماحة والدنا الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ـ رحمه الله ـ وموقع سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ حفظه الله ومتعه الله بالصحة والعافية، وهذه المواقع أتاحت الفرصة لجميع المسلمين في انحاء العالم للحصول على الفتاوى الشرعية مباشرة من العلماء في أي وقت كان اضافة إلى الفرصة لطلبة العلم لتلقي العلم الشرعي بسهولة ويسر دون الحاجة إلى السفر وتكبد المشقة.