أولى الإسلام قضية الحرية إهتماماً كبيراً وجعل حرية كل فرد في الايمان بما يشاء من آراء أو أفكار أو عقائد حقاً مقدساً. لا يجوز المساس به، لأن الاسلام هو دين العقل. قال تعالى «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».
وعرض المفكر الاسلامي جمال البنا لقضية الحرية في الاسلام بطريقة لم يسبقه فيها أحد من المفكرين الحاليين من خلال كتابه «الحرية» الذي صدر حديثاً عن دار الفكر الاسلامي. ففي الفصل الأول يشرح المفردات التي تتكون منها الحرية مثل حرية الفكر والاعتقاد وحرية التعبير وحرية الصحافة وحرية التنظيم النقابي وحرية المنظمات المدنية وحرية المرأة. وشرح في بضع صفحات كل مكون من هذه المكونات وعرض لما يثيره من قضايا.
وفي الفصل الثاني يعالج المؤلف تفاعلات الحرية مع المجتمع، فيناقش مشكلات الحرية والديمقراطية والحرية والعدالة ومسؤولية الحرية عن البلبلة والاختلاف والتعدد.
وفي الفصل الثالث يعرض الكتاب لمعسكر أعداء الحرية أي الأعداء الذين هم بطبعهم ووضعهم لا بد أن يعادوا الحرية، ووصفهم بالسجان الذي يكون جوهر وظيفته اغلاق الأبواب وهم كثيرون وعلى رأسهم فقهاء التقليد، مشيراً إلى ان تمسك الفقهاء بتقليد ما وضعه الأئمة السابقون من دون أن يقدموا اضافاتهم واجتهاداتهم أدى إلى الجمود الفكري.
وجاء الفصل الرابع تحت عنوان «واقع الحرية في مصر والدول العربية»، وهو يعالج تفاعلات الحرية مع ضرورات وأوضاع المجتمع والضوابط التي تتدخل لحماية الحرية نفسها وكيف تشق الحرية طريقها أمام القانون والعرف وما هي عناصر الائتلاف والاختلاف ما بين الحرية والعدالة.