توحيد رؤية هلال رمضان تثير جدلا بين علماء الدين والفلك

TT

لا زالت قضية توحيد رؤية هلال رمضان وتحديد بداية الأشهر القمرية تثير جدلا وتشغل بال كثير من العلماء والفقهاء في العالم الاسلامي نتيجة للخلاف بين الحسابات الفلكية والرؤية بالعين المجردة.

وعن مدى توافق الرؤية الشرعية مع العلم الحديث والحسابات الفلكية استطلعت «الشرق الاوسط» آراء بعض علماء الدين والفلك حول هذه القضية.

في البداية يرى شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي ان هلال شهر رمضان يثبت برؤية جماعية يستحيل تواطؤهم على الكذب، فإن لم تتيسر هذه الجماعة ثبت برؤية شخصين عدلين له، فإن لم يتيسر ذلك ورآه شخص واحد عدل أخذ بقوله ـ عند جمهور العلماء ـ وصام المسلمون بناء على شهادته بأنه رآه ولا بأس بالاستعانة بالوسائل العلمية الحديثة وعلى رأسها الحساب الفلكي الدقيق الموثوق به، فالرؤية الشرعية هي الأصل في تحديد أوائل الأشهر.

أما الدكتور علي جمعة مفتي مصر فيرى ان الهلال له ميلاد عند الفلكيين يختلف عن ميلاده عند الشرعيين وهذا يحدث فجوة بين المفهومين، فهناك ما يسمى بنقطة الالتقاء أو اجتماع الشمس والقمر في نقطة ما في السماء، فاذا تفرقا من هذه النقطة ولد الهلال فلكياً وفي حالة انفصال الشمس عن القمر وبقي القمر في السماء لمدة عشر دقائق أو ثمان أو أقل فهذا يكفي لثبوت الشهر الهجري عند الشرعيين.

واضاف مفتي مصر ان صيام شهر رمضان والحج من العبادات المرتبطة بدورة القمر والتي يطلق عليها الأشهر القمرية وان شرع الله تعالى أوجب صيام شهر رمضان في قوله تعالى «فمن شهد منكم الشهر فليصمه» فجعل الأساس في رؤية الهلال للرؤية البصرية لأنها المشترك بين كل الخلق فيستطيع أي بدوي في الصحراء أن يشاهد الهلال ويستطيع أي عالم فلك في مرصده أن يشاهده ويستطيع المتتبع للاستشعار عبر الأقمار الصناعية أن يرصده أيضاً.

وقال الدكتور جمعة إن الرؤية البصرية في هذا العصر يمكن ان تتم من خلال الاعتماد على الأقمار الصناعية والمراصد والحساب ذلك لان الحساب يقيني اذا لم يحدث خطأ فيه لقول الله تعالى الشمس والقمر بحسبان وهذا من اعجاز الله تعالى لأن الشمس والقمر لا يتقدم أي منهما على الآخر ولا يتأخر فهما يسيران بحساب دقيق ونستطيع معه أن نحسب الهلال ومتى يولد. أما علماء الفلك فيتمسكون بالحسابات الفلكية في تحديد بدايات الأشهر العربية ويرون انها الوسيلة الأنسب والأصح في التحديد الدقيق.

واوضح الدكتور مسلم شلتوت استاذ العلوم الفلكية والفضائية بمعهد البحوث الفلكية في القاهرة ان سبب اختلاف رؤية الهلال يرجع الى اعتمادها على أربعة اتجاهات مختلفة مثلا يعتمد الاتجاه الأول على الأخذ بالحساب الفلكي فقط لأنه مبني على علوم حسابية وفلكية وحقائق علمية، ويعتمد الاتجاه الثاني على اعطاء فترة زمنية ما بين 15 الى 20 دقيقة بعد غروب الشمس تسمى بمكث القمر حتى يمكن رؤية هلال شهر رمضان لان اضاءته تكون ضعيفة مقارنة باضاءة الشمس وشفق الغروب، أما الاتجاه الثالث فيعتمد على الحساب الفلكي كمدخل للرؤية الشرعية، أما الاتجاه الرابع فيعتمد على الرؤية بالعين المجردة.