الطيران يجبر حجاج جنوب أفريقيا على القدوم للمشاعر مبكرا

TT

بمرور الوقت انقلبت موازين الحجاج التي اعتاد أهالي المدينة المنورة عليها. فقبل عشرات السنين كان الأدلاء يخرجون لأطراف المدينة لاستقبال حجاج الشام واليمن او العراق ـ الأقرب جغرافياً ـ من اجل تقديم واجبات الزيارة للأماكن المقدسة او تبادل السلع، لكن الوضع في هذه الأيام تغير بالكلية، وأصبح الحجاج القادمون من أقصى الشرق او الغرب هم اول الواصلين وآخر المغادرين.

ويعد حجاج جنوب افريقيا القادمون من أدنى القارة السوداء، والمقدر عددهم لهذا العام بنحو 9 آلاف حاج، والذين وصلت طلائعهم أخيراً، اول قوافل الرحمن لهذا العام، والتي تحرص على بدء شعائرها مبكراً بزيارة المدينة المنورة قبل انتقالها الى مكة المكرمة لاتمام باقي المناسك. وقال عبد الوهاب فقيه رئيس مجلس ادارة المؤسسة الأهلية للأدلاء في المدينة المنورة لـ«الشرق الأوسط» ان ضعف برامج الطيران بين جنوب افريقيا والسعودية يلزم مسلمي هذا البلد بالقدوم الى الديار المقدسة في وقت مبكر، لضمان وصول جميع الحجاج قبل حلول آخر موعد لاستقبال الحجيج.

ولم يغفل فقيه القدرة المادية العالية والمرتفعة لحجاج جنوب افريقيا، والتي تمكنهم من المكوث في المدينة المنورة ومن ثم مكة المكرمة لأطول فترة زمنية ممكنة من دون عناء اكثر من باقي الحجاج في الدول الاسلامية الأخرى. وأشاد عبد الوهاب فقيه بحجاج جنوب افريقيا وانضباطهم في القدوم والسكن والتنقل بين المشاعر والتعبد وأخيراً المغادرة من دون تخلف احد منهم، مشيراً الى حرصهم على أداء شعائر العمرة لأكثر من مرة أثناء وجودهم في أم القرى وقبل بداية الحج.

وفيما يحرص الحجاج القادمون من جنوب افريقيا على اختيار أفضل المواقع والعمائر السكنية الراقية في المدينة المنورة او مكة المكرمة مهما ارتفعت اثمانها لاقامتهم، فهم ايضاً يولون الجانب المعيشي اهتماماً بالغاً، وذلك من خلال اختيار أفضل المتعهدين او المطاعم الراقية لتقديم اجود الوجبات طوال مدة وجودهم في السعودية.

ويتميز هؤلاء الحجاج علاوة على كامل انضباطهم في أداء المناسك باتقانهم لعدد من اللغات الحية كالانجليزية، الفرنسية، الألمانية، وبعــــضهم العربـــــية التي تسهل ارشادهم للنسك الصحيحة ان اخطأ احدهم، في حين يحرص المسؤولون عنهم على تزويدهم بنحو 20 مرشداً دينياً ملازمين لهم طوال مدة بقائهم في البلاد.

ويعتبر حجاج ماليزيا وجنوب افريـــــــقيا واندونيسيا وايران وبروناي وليــــــبيا من اكثر الحجاج انضباطاً في الحج، من خلال ادائهم للمناسك في قوافل وجماعات منظمة، مقسمة الى فرق، عليها حجاج سبق لهم الحج اكثر من مرة، وهم عالمون بالطرق المؤدية للمشــــاعر، مع عدم اغفال ترميز كل فرقة برمز معين يسهل على باقي الحجاج الاهتداء اليه في حال ضل أحدهم الطريق.