زغلول النجار: توظيف الإعجاز العلمي في الدعوة يدحض الشبهات ضد الإسلام

علماء الإسلام لما التزموا بقيمه العقلية ومنطلقاته ومبادئه العلمية حققوا ما لم يحققه أحد قبلهم

TT

أكد الدكتور زغلول النجار رئيس لجنة الاعجاز العلمي في القرآن والسنة في المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية في القاهرة، ان الدعوة الى الله تعالى في إطاروتوظيف الحقائق العلمية في القرآن والسنة سلاح في أيدي المسلمين لو أحسنوا استخدامه لفتح الله عليهم الأرض من اطرافها ولأبطلوا كثيرا من الشبهات التي يثيرها أعداء الاسلام ضده.

وقال الدكتور النجار خلال محاضرة ألقاها اخيرا بعنوان «الاعجاز العلمي في السنة» في إطار الموسم الثقافي الذي ينظمه مجمع البحوث الاسلامية في الأزهر خلال شهر رمضان، ان علماء الاسلام لما التزموا بقيمه العقلية ومنطلقاته ومبادئه العلمية حققوا ما لم يحققه أحد قبلهم، كما أفاد منهم من جاء بعدهم وبخاصة الأوروبيين الذين استثمروا ما ترجم الى لغاتهم من ناحية وما صححه وأبدعه علماء المسلمين من ناحية ثانية في نهضتهم الحديثة.

واضاف الدكتور النجار ان المسلمين عندما أعملوا عقولهم فيما سخره الله للانسان في كونه وكانت لهم اكتشافاتهم وتصحيحاتهم وابداعاتهم العلمية التي انطلقت من ايمانهم بالله واستجابتهم لما أمر به في كتابه وقل ربي زدني علما وما دعاهم إليه نبيه عليه الصلاة والسلام في قوله سلوا الله علما نافعا وتعوذوا بالله من علم لا ينفع حتى حققوا ما كان من انجازات علمية باهرة بكل المقاييس وأعمال عظيمة جاءت هدية من العقول المسلمة والقلوب المؤمنة التي اقبلت بفهم على العلم.

وقال الدكتور النجار إنه: لا ذنب للاسلام ان يجهل ذلك قلة من ابنائه فيكرسون الشعور بالنقص والتبعية ثم يتعجبون في نفس الوقت من بعض العلماء المعاصرين الذين يعمقون الاعتزاز بالدين والايمان والعلم من خلال محاولة تفسير علمي لبعض آيات القرآن الكريم تستهدف توظيف معطيات العلم لحسن فهم دلالة تلك الآيات أو من خلال تناول حقائق علمية يقينية كشف عنها العلم الحديث ثم تبين ان هناك آيات قرآنية نزلت منذ أكثر من اربعة عشر قرنا تتناول تلك الحقائق ويتسع الفهم والتفسير لها ومن دون تعسف للافصاح عن تلك الحقائق فيثبت لكل صاحب عقل حر ونزيه ان خالق تلك الحقيقة أو الحقائق هو منزل القرآن الكريم على قلب هذا النبي الأمين عليه الصلاة والسلام، لافتا الى ان الآيات الكونية في كتاب الله عز وجل والتي يزيد عددها على الألف آية صريحة بالاضافة الى آيات أخرى عديدة، تقترب دلالتها من الصراحة والتي تشكل في مجموعها حوالي سدس آيات القرآن الكريم مجتمعة، هذه الآيات لايمكن فهمها فهما عميقا في اطارها اللغوي فقط بل لابد من توظيف المعارف العلمية الحديثة من أجل ذلك، لأن فيها من الألفاظ والمعاني ما لايقف على دلالتها إلا الراسخون في العلم، كل في حقل تخصصه، ومن هنا كانت الآيات القرآنية العديدة التي تشير الى مستقبلية الفهم لبعض الآيات القرآنية مثل قوله تعالى لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون .

وأوضح الدكتور النجار ان الآيات القرآنية الكريمة المتعلقة بالدين بركائزه الأربع الأساسية العقيدة، العبادة، الأخلاق، المعاملات، جاءت كلها بصيغة محكمة واضحة الدلالة جلية المعنى لا تحتمل إلا وجها واحدا، أما الآيات الكونية فجاءت بصياغة مجملة معجزة يفهم منها أهل كل عصر معنى من المعاني يتناسب مع ما توافر لهم فيه من إلمام بالكون وعلومه، وتظل هذه المعاني تتسع باستمرار مع اتساع دائرة المعرفة الانسانية في تكامل لايعرف التضاد، حتى تبقى الآية القرآنية الكريمة مهيمنة على المعرفة الانسانية مهما اتسعت دوائرها (وليس هذا لغير كلام الله) وحتى تصدق نبوءة المصطفى صلى الله عليه وسلم في وصفه للقرآن الكريم بأنه لا تنتهي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد. ودعا الدكتور النجار الى توظيف الحقائق العلمية التي قطع بها العلم في خدمة القرآن والسنة فيما عدا قضايا الخلق لأنها قضايا غيبية لا تقع تحت ادراك العلماء مباشرة، فالقرآن الكريم يقول ربنا تبارك وتعالى فيه ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا بمعنى ان قضية الخلق ـ خلق الكون ـ خلق الانسان ـ لا يمكن ان تخضع للادراك أو للمشاهدة المباشرة من أي من الجن أو الانس، ولذلك لا يستطيع أي علم تجريبي بل أي انسان ان يتعدى فيها مرحلة التنظير، ولكن يبقى للمسلمين في مجال الخلق ـ خلق الكون، خلق الحياة وخلق الانسان ـ منارات على الطريق في كتاب الله عز وجل أو في سنة رسوله المصطفى عليه الصلاة والسلام مما يعين على التخير من بين فروض كثيرة ونظريات عديدة فيرقى بأحدهما الى مقام الحقيقة لمجرد ورود اشارة لها في كتاب الله أو في حديث مروي بسند صحيح على رسول الله صلى الله عليه وسلم.