وزير الأوقاف الأردني: تفجير المناطق السكنية الآمنة يتناقض مع الدين والعقيدة

د. أحمد هليل لـ «الشرق الاوسط» : أتمنى أن لا يكون بعض المسلمين أدوات في أيدي أعداء الإسلام

TT

دعا الدكتور احمد هليل وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الاردني المسلمين الى ان لا يكونوا ادوات في ايدي اعداء الاسلام والمضللين، مؤكدا ان الاسلام بقيمه الوسطية والسمحة يرفض ويحرم ترويع الآمنين.

ودعا الدكتور هليل في لقاء مع «الشرق الأوسط» الى احترام المقدسات الاسلامية وعلى رأسها مكة المكرمة والمدينة المنورة، مذكرا من يقوم بالاساءة الى المقدسات من خلال حمل السلاح فيها اثناء اداء شعائر العمرة والحج بوصايا الرسول محمد عليه السلام الذي أوصى باحترام وعدم المساس أو الاعتداء على العابدين في صوامعهم من غير المسلمين.

وشدد الدكتور هليل على انه من حق ابناء الشعب الفلسطيني ان يذهبوا الى وطنهم فلسطين والقدس وزيارة المقدسات باعتبارها بلادهم، مشيرا الى انه لا توجد اي موانع امام منسوبي الاحزاب الاسلامية الاردنية للخطابة في المساجد، وفيما يلي نص الحوار:

* ما هو موقف الاسلام من قتل المدنيين؟

ـ الاسلام يتميز بأنه دين عالمي يتعامل مع الانسان كانسان بغض النظر عن لونه وجنسه أو دينه أو وطنه ويسجل تكريمه لهذا الانسان ورعايته له في العديد من الآيات التي سبقت الاعلان العالمي لحقوق الانسان وحسبنا ان نقرأ قول الله «ولقد كرمنا بني آدم» لندرك هذا المعنى الكبير. ولو تصفحنا سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته في كل المعاملات مع غير المسلمين وحتى في الغزوات،نجد ان المسلمين يتعاملون بأعلى درجة من مستويات التعامل الانساني والاخلاقي والقيمي باحترام النفس البشرية وكذلك الحرص الشديد أن تسود روح السلام بين الناس، فليست الحرب أو المعارك أو الغزوات هدفا وغاية بحد ذاتها وإنما هي وسيلة واداة لنشر السلام والاطمئنان والامان للمسلمين وغيرهم. واشير هنا الى اننا عندما نتحدث عن سماحة الاسلام ورحمته وانسانيته لا نتحدث من خلال الاعتذار وانما من مفهوم الاعتزاز بما لدينا ولا نتحدث كردة فعل للشبهات والاتهامات الزائفة التي يطلقها اعداء الاسلام على المسلمين بأنهم ارهابيون ومتطرفون وطائفيون.

* ما هو موقفكم من محاولات ترويع المسلمين المعتمرين والحجاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة؟

ـ لقد اوصى الرسول عليه الصلاة والسلام جنده في غزواتهم وفتوحاتهم بان لا يقتلوا شيخا كبيرا أو طفلا صغيرا ولا يقتلوا امرأة ولا يقطعوا شجرا ولا يعتدوا على العابدين في صوامعهم وبيعهم. وعلمنا ان امرأة دخلت النار في هرّة لأنها حبستها، وان رجلا دخل الجنة في كلب بسبب سقيه ماء ونرى كيف تتجلى الرحمة حتى مع الحيوانات، حيث توجد الآن هجمة شرسة على الاسلام والمسلمين ولا يجوز ان نضعف امامها كما لا يجوز ان تكون هي المسير والموجه لنا كمسلمين وأمة اسلامية لها دينها وكرامتها وعزتها ورسالتها التي تعتز بها، وهذه الرسالة هي التسامح الانساني والديني والتعامل مع النفس الانسانية واحترام حرمة النفس الانسانية واذا كان قتل النفس كقتل الناس جميعا واحياء هذه النفس احياء للنفس الانسانية فالأحرى المحافظة عليها.

* العمليات الانتحارية هل هي مباحة شرعاً؟

ـ ظاهرة تفجير الاحياء المدنية بما تحويه من اطفال ونساء وآمنين وشيوخ ظاهرة تتنافى مع الدين والعقيدة لأن الاسلام يرفض ترويع الآمنين. ولا بد لنا ان نحذر من ان اعداء المسلمين يحاولون اثارة مثل هذه القضية ونتمنى ان لا يكون بعض ابناء المسلمين ادوات في ايدي اعداء الاسلام، واذا وقعت هذه الظاهرة بين المسلمين انفسهم فهي طامة كبرى.

* ما هو مفهوم التسامح الديني والوسطية في الاسلام؟

ـ مفهوم الوسطية هو الاعتدال والتوازن في كل شأن من شؤون العباد والسلوك والاخلاق والمعاملات فلا افراط ولا تفريط ولا غلو أو تهاون وإنما التزام بما أمر الله ورسوله فيما يحقق سعادة الانسان في الدنيا والآخرة بوعي وبصيرة.

* كيف تقيمون التجربة الاردنية بمنع استغلال المنابر الدينية لأسباب سياسية؟

ـ تتميز المملكة الاردنية بالانفتاح الواعي على الاتجاهات الفكرية والالتزام بالمنهج الوسطي والسير وفق منهجية شرعية تقوم على اساس قول الله تعالى «ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن».

* هل هناك نية للسماح للاخوان المسلمين في الاردن بالخطابة في المساجد أم هناك موانع؟

ـ ليس هناك منع لجهة دون جهة اخرى فمساجدنا مفتوحة للخطابة لكل من يلتزم بالمنهج الاسلامي المعتدل والوسطي وهو المنهج الحق ويقول كلمة الخير والحق ولسنا ضد جهة دون اخرى أو مع جهة دون اخرى.

* ما هو رأيكم في الفتاوى التي صدرت بتحريم احياء ليلة القدر في الاقصى بتأشيرة اسرائيلية وهل هذا استغلال للمناسبات الدينية في مجال التجارة؟

ـ المواطن الفلسطيني من حقه ان يذهب الى وطنه وأهله في القدس والارض الفلسطينية واذا حاولنا ان نحول دون وصول ابناء الشعب الفلسطيني الى وطنه وارضه نكون حينئذ ساعدنا الاحتلال على تفريغ الارض الفلسطينية من أهلها واصحابها الشرعيين.