إقرار بوش بأن رب المسيحيين والمسلمين واحد يسبب إزعاجا لقاعدته الدينية

TT

عبر زعماء مسيحيون انجيليون اخيرا عن فزعهم من تصريح الرئيس الاميركي جورج بوش بأن المسيحيين والمسلمين يعبدون الرب نفسه، قائلين ان ذلك سبب الانزعاج في قاعدته الدينية المحافظة. ولكن الغالبية توقعت أن يكون الأثر السياسي لذلك قصير الأجل.

وفي مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء البريطاني في لندن يوم الخميس قبل الماضي لاحظ أحد الصحافيين ان بوش غالبا ما يقول ان الحرية هبة من الله، ولكن تساءل عما اذا كان بوش يعتقد ان «المسلمين يعبدون الرب نفسه» الذي يعبده هو.

وأجاب الرئيس «لقد قلت ان الحرية هبة من الله لكل شخص. وحددت ذلك بالقول ان الحرية ليست هبة أميركا الى العالم. فهي أكبر من ذلك بكثير بالطبع. وأعتقد اننا نعبد الرب نفسه».

وقد أثارت ملاحظات بوش صدمات مفاجئة عبر شبكات انترنت ومحطات اذاعة مسيحية. ونقل تقرير نشر في «بابتست برس» عن ريتشارد لاند، رئيس قسم السياسة العامة في المؤتمر المعمداني الجنوبي، أكبر طائفة بروتستانتية في البلاد، قوله ان بوش «على خطأ ببساطة».

وقال لاند في حديث أجري معه عبر الهاتف انه «يتعين علينا أن نتذكر انه القائد العام للقوات المسلحة وليس قائدا لاهوتيا. ان الانجيل واضح في هذا الشأن: الرب الحقيقي الواحد هو يهوه وابنه الوحيد هو يسوع».

وقال لاند ان «هذا الرئيس يتمتع بالكثير من الموقع المتذبذب بين الانجيليين»، مضيفا انه «اذا ما كان قد قال ان الاسلام يماثل المسيحية فان الأمر سيكون حالة حرقة في المعدة أكثر خطورة. أما هذه فمجرد حالة سوء هضم».

وقال غاري باور، رئيس «أميركان فاليوز»، وهي مجموعة سياسية محافظة، انه من غير الواضح ما الذي ستكون عليه النتيجة النهائية. واضاف «لكن الشيء المؤكد هو ان هذا ليس شيئا نافعا للرئيس. وما دام الجميع متفقين على أنه ليس رجل دين فانه من الأفضل له أن يتملص من الاجابة عندما يواجه مثل هذا السؤال».

ورفضت بريندا بارتيلا بيترسون، المديرة التنفيذية لـ«شبكة الزعامة الدينية»، وهي مؤسسة دينية يسارية تسعى الى مواجهة اليمين المسيحي، أن تقول ما اذا كانت تعتقد ان المسيحيين والمسلمين يعبدون الرب نفسه.

وقالت «أفضل ان لا تشير الى ما أراه. ولكن يتعين علي القول بأنني اشعر بسعادة كبيرة لأن الرئيس يريد أن يكون شاملا، وأعتقد أن شموليته في هذا التعليق المحدد تعبر جيدا عنا كبلد من الناحية اللاهوتية. ولم تكن كل سياساته وأفعاله شاملة على هذا النحو».

واستجاب سيد سعيد، الأمين العام للجمعية الاسلامية لأميركا الشمالية لتصريح بوش بكلمة واحدة اذ قال «الحمد لله».

وقال «اننا نقرأ في القرآن مرة تلو أخرى ان الهنا هو اله ابراهيم واله نوح واله عيسى. ولن يدور في خلد مسلم ان هناك الها آخر يصلي له ابراهيم أو عيسى أو موسى».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»