مساجد البوسنة لا تتسع للمصلين في صلاة العيد

TT

اكتظت المساجد في البوسنة والهرسك يوم العيد بالمصلين، كما امتلأت ساحات المساجد بالمصلين من مختلف الأعمار، ولجأ الناس للشوارع لإكمال الصفوف وأداء صلاة العيد، وهذه ظاهرة لا تشاهد إلا في الأعياد بالبوسنة والهرسك.

واستعد البوسنيون للعيد من خلال حملات إعداد الحلويات التي تشارك فيها العوائل مع بعضها بعضا، أو الاكتفاء بشراء المرطبات من المحلات الخاصة. وتنظيم الزيارات العائلية، وإهداء الجيران بعض الحلوى والأطعمة الخفيفة، وتقديم بعض النقود للأطفال ويطلق على ذلك في البوسنة «بيرم لوك»، وتعني هدية العيد أو العيدية كما يقول البعض.

وتزامنت الاحتفالات بالعيد باليوم الوطني البوسني، ويضفي الأطفال في البوسنة على طعم العيد مذاقاً خاصاً، أما الحلوى فهي القديم الجديد، حيث تتناول طيلة شهر رمضان المبارك، كما أن يوم العيد يعد فرصة للتنزه والاجتماع بالأقرباء والاصدقاء، وتتجه بعض العوائل عندما يكون الجو صحواً إلى الغابات والأماكن العامة خارج المدن لقضاء جزء من يوم العيد مع الزوجات والأطفال بعيداً عن ضوضاء المدينة. أما الجديد الفعلي في هذا العيد فهو غياب الزعيم الراحل علي عزت بيغوفيتش يرحمه الله، رئيس البوسنة الأسبق، الذي توجهت جموع من القوات المسلحة البوسنية وأعداد كبيرة من المواطنين لزيارة قبره وقراءة الفاتحة على روحه. ودعا الدكتور مصطفى تسيريتش، رئيس العلماء في البوسنة والهرسك، أثناء صلاة العيد في مسجد الغازي خسرف بك المسلمين إلى التآخي والتآزر، والتعاون على محاربة الشرور، والعودة إلى حياض الدين واعتبار «الحياة الدنيا مزرعة للآخرة، وليس مغنماً أبدياً لا يفنى ولا يزول»، وقال «من حق المسلمين إظهار شعائرهم، والالتزام بتعاليم دينهم»، وأكد على أن «حدود الإسلام وتعاليمه في الشؤون الشخصية، يجب أن تحترم، وإلا أجبر بعضنا بعضا على التقولب حسب إرادة الأقوى وقانون الغابة»، وقال «الحضارة في خطر بسبب محاكم التفتيش بصيغها العلمانية المعاصرة الكامنة بين أصابع المدنية أو الحداثة وأظافرها».