المجمع الفقهي الإسلامي يناقش قضية التفجيرات الإرهابية

د . التركي لـ«الشرق الأوسط»: اختيار موضوعات هذه الدورة يأتي استجابة لمبادرة ولي العهد السعودي لتفعيل دور المجامع الفقهية

TT

أكملت الأمانة العامة للمجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الاسلامي استعداداتها لانعقاد الدورة السابعة عشرة للمجمع في مكة المكرمة، التي ستكون برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، وذلك في الفترة من 19 ـ 25 شوال 1424 هـ الموافق 13 ـ19 ديسمبر (كانون الاول) الحالي.

وسيفتتح نيابة عن خادم الحرمين الشريفين أعمال هذه الدورة الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، بحضور الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس مجلس المجمع الفقهي الإسلامي في الرابطة. كما يشارك في هذه الدورة العلماء والفقهاء أعضاء المجمع.

وستعرض في هذه الدورة موضوعات تتضمن التفجيرات والتهديدات الارهابية، أسبابها وآثارها وحكمها الشرعي ووسائل الوقاية منها، وضريبة الدخل، وحكم التورق كما تجريه المصارف في الوقت الحاضر، وحكم استعمال الدواء المشتمل على شيء من نجس العين كالخنزير، وله بديل أقل منه فائدة كالهيبارين الجديد، الخلايا الجذعية، وأمراض الدم الوراثية، إضافة الى مجموعة من البيانات.

وقال الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الدورة ستناقش القضايا المهمة من بينها قضية التفجيرات والتهديدات الارهابية، اضافة إلى قضايا المستجدات الأخرى. ويأتي اختيار هذه الموضوعات استجابة لمبادرة الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي في القمة الإسلامية التي عقدت أخيراً في ماليزيا، حيث قدم مبادرة لتفعيل دور مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهي بلا شك مبادرة طيبة تهدف إلى تفعيل دور المجامع الفقهية المعتبرة للتصدي لقضايا الأمة الإسلامية ومعالجتها وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية الغراء.

وأضاف الدكتور التركي أن هذه الدورة أولت قضية التفجيرات والتهديدات الارهابية اهتماماً خاصاً لأنها نتاج فكر منحرف لابد من اظهار مخاطره وتبيان آثاره الضارة على المسلمين كافة، ومن خلال هذه المناقشات نوضح للشباب المغرر به صحيح الدين لأوبة راشدة منهم إلى الاسلام الصحيح، دين الاعتدال والوسطية.

وقال الشيخ الدكتور صالح بن زاين المرزوقي البقمي الأمين العام للمجمع الفقهي الاسلامي في الرابطة واستاذ الفقه والأصول المشارك في جامعة أم القرى بمكة المكرمة في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» إن المجمع الفقهي الإسلامي من منطلق حرصه واهتمامه بقضايا الأمة الإسلامية، ومن هذه القضايا ما بدا على الساحة الإسلامية في السنوات الأخيرة من ظاهرة الارهاب فإن أمانة المجمع قد استكملت العديد من الشخصيات الإسلامية المتخصصة في مجالات معالجة الفكر المنحرف والأفكار المغالية في شؤون العقيدة والشريعة الإسلامية وهذا راجع إلى سوء الفهم وتسرب الفكر المنحرف إلى بعض أبناء الأمة الاسلامية، اضافة إلى ما قد يزكيه أعداء الإسلام من استغلال لهؤلاء الشباب وتوجيههم نحو هذا السلوك. ومن نافلة القول أن الإسلام بريء من الارهاب وأن الارهاب مضاد للاسلام ومحادة لله ولرسوله.

وأضاف الشيخ البقمي إن المجمع رأى أن من انجع الوسائل دراسة أسباب هذه الظاهرة وآثارها وحكمها الشرعي ووسائل الوقاية منها، لذا رأينا عرض هذا الموضوع على العلماء والفقهاء أعضاء المجمع وخبرائه وباحثيه، سائلين الله أن يوفقهم للوصول الى حلول ناجعة في هذا الخصوص.

وأوضح الأمين العام للمجمع الفقهي الاسلامي أن مبادرة الأمير عبد الله بن عبد العزيز التي أطلقها في مؤتمر القمة الإسلامية في ماليزيا بخصوص تفعيل دور المجامع الفقهية تلقاها علماء الأمة عامة وأعضاء مجلس المجمع في الرابطة خاصة بالسرور والارتياح، وفي هذا المقام يقدمون خالص الشكر وعظيم التقدير لهذه البادرة الطيبة، وهذا ليس بمستغرب من الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولا من الحكومة السعودية، حيث المعهود فيها منذ القدم العمل على إنشاء ودعم المؤسسات الإسلامية الكبيرة ومتابعة جهود هذه المؤسسات ونموها، حتى تؤتي ثمارها، مثل ما هو الحال في انشاء رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمجمع الفقهي الإسلامي في الرابطة ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهذا غيض من فيض، حيث يتعهد ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية هذه المؤسسات بالرعاية والعناية والمتابعة حتى تحقق المقاصد التي أسست من أجلها، وقد حققت ولله الحمد هذه المؤسسات وأمثالها نتائج عظيمة وكثيرة جداً يعلمها الجميع. فمن هذا المنطلق ومن هذا الحرص كانت مبادرة ولي العهد بشأن تفعيل دور مجمع الفقهه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهذا في حد ذاته دعوة لتفعيل دور المجامع الفقهية كلها، وتأكيد لدورها وأثرها وأهميتها.

والمجمع الفقهي الإسلامي في الرابطة صدر نظامه الجديد وقد تضمن تطويرا كثيراً، ومن أهم ملامح هذا التطوير أنه أصبح هيئة ذات شخصية اعتبارية مستقلة وزيد عدد أعضائه إلى 30 عضوا بعد أن كان عددهم 20 ، اضافة الى استعانته بعدد كبير من غير الأعضاء من الخبراء والباحثين في مجالات الشريعة الإسلامية وفي القضايا الاقتصادية والعلمية والطبية والاجتماعية وغير ذلك من أهل الاختصاص في كل مجال.

ومما يتم تطويره في نظام المجمع تحويله من ادارة إلى أمانة عامة. واختتم الشيخ البقمي حديثه لـ«الشرق الأوسط» قائلا: استجابة لمبادرة ولي العهد بشأن تفعيل دور المجامع الفقهية قامت أمانة المجمع الفقهي الإسلامي بطرح موضوع التفجيرات والتهديدات الإرهابية على مجلس المجمع في دورته التي نستقبلها في هذه الأيام، ليقوم العلماء بدورهم الذي أناطه الله سبحانه وتعالى بهم لمعالجة قضايا الأمة وتصحيح الفكر المنحرف وتقويم السبيل المعوج وايجاد البدائل الصحيحة للقضايا التي تحتاج الى بدائل.